مسعود أمر الله رافضاً حصر المهرجان في أطر وموضوعات محددة:

«دبي السينمائي» يفتح الآفاق أمام السينما العربية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

باقات حب وإبداع اعتاد مهرجان دبي السينمائي تقديمها سنوياً للجمهور، باقات لا تكاد تخلو من بصمات مسعود أمر الله آل علي المدير الفني للمهرجان، الذي اعتاد سنوياً أن يجوب الدنيا بحثاً وتنقيباً عن أفلام تحمل رؤية فنية، وتعكس هموم الإنسان وتعالج قضاياه ليجذبها معه إلى دبي، حيث يكون الجمهور بانتظار عرضها داخل أروقة المهرجان.

أمر الله الذي أصبح أحد أعمدة المهرجان يؤمن أن لكل «مبدع الحرية الكاملة في اختيار مواضيعه»، ويرفض أن «يُحصر المهرجان نفسه في إطارات محددة لا تمكنه من عرض إلا نوعيات معينة من الأفلام»، وذلك وفق ما قاله لـ«البيان».

والتي أكد في حواره معها أن المهرجان يستمد ألقه من السينما العربية التي فتح أمامها مساحات شاسعة، مشيراً إلى سعي المهرجان الدائم إلى الدفع بالسينما العربية نحو مناطق جديدة.

قضايا إنسانية عديدة تطرحها أفلام المهرجان الذي يستعد لفتح أبوابه أمام الجميع مع حلول مساء الغد، جلها يعالج هموم الإنسان ويعكس فرحه وينقل آلامه، لتظل قضية اللاجئين بمثابة محور أساسي فيها.

شكل محدد

لا يرى مسعود أمر الله أن المهرجان قد اختار له هذا العام ولا الأعوام السابقة «تيمة» معينة. وقال: لم نتعود في مهرجان دبي السينمائي على اختيار «تيمة» لكل دورة، لأننا نؤمن أن لكل مبدع حرية الاختيار فيما يطرحه من قضايا ومواضيع.

وأن له حرية الاختيار في توقيت عرض أعماله، وطغيان قضية اللاجئين على أفلام الدورة الحالية يأتي بسبب أن القضية طفت على السطح كثيراً خلال السنوات الأخيرة، وبرزت إعلامياً بشكل كبير، وبالتالي فرضت نفسها على صناع الأفلام، ولكن ذلك لا يعني أن المهرجان يتبنى في دورته الحالية «تيمة» أفلام اللاجئين.

ولا يضع شكلاً محدداً للأفلام التي يعرضها، خاصة وأن المهرجان دائم البحث عن الأعمال والمواضيع التي تهتم بالإنسان وأزماته، وهمومه، وتعكس فرحه، لأن الإنسان هو المشكل الرئيسي لكل ما نصنعه.

وفي السياق، يرفض مسعود، فكرة تخصيص «تيمة» معينة لكل دورة، وقال: لا أعتقد أن هناك مهرجانات عالمية تخصص دوراتها لعرض أفلام محددة، لأن ذلك يجبر المبرمج على البحث عن أفلام معينة فقط، لأنها ستبدو بأنه يوجد توجيه لصناع الأفلام للعمل على مواضيع معينة دون الأخرى، وأضاف: نحن كإدارة مهرجان نعتقد أن كل فيلم مهما كانت نوعيته، يعالج قضية معينة، ونؤمن بأن المبدع هو حر في اختيار مواضيعه، كما أنه حر في تقديمها في الوقت الذي يراه مناسباً.

محطة بارزة

على مر السنوات الماضية، لعب «دبي السينمائي» دوراً مهماً في دعم السينما العربية بشكل عام، وفرد لأعمالها مساحة شاسعة، ووفق البيانات، فإن نحو 50% من أفلام الدورة الحالية «عربية الهوى والهوية»، فيما البقية عالمية التوجه، وحول ذلك قال أمر الله:

«نحن نخرج من منطقة عربية، ولذلك نسعى دائماً إلى منح مساحة واسعة إلى الأعمال التي تخرج من هذه المنطقة، مقارنة مع السينما العالمية، التي عادة ما تجد لها مساحة واسعة في أماكن كثيرة حول العالم، وأعتقد أن اهتمام «دبي السينمائي» بما تقدمه المنطقة من أفلام، هو أحد أسباب ألقه، كونه قادراً على تقديم سينما لا يمكن مشاهدتها في أماكن أخرى من العالم.

وهو ما حوله إلى محطة بارزة وأولى لكل من يريد متابعة السينما العربية والخليجية والإماراتية والتعرف على جديدها، وصناعها، وما تعالجه من قضايا لها علاقة بالإنسان العربي». وواصل: «اهتمام مهرجان دبي بالسينما العربية ليس قاصراً على توفير منصات عرض لها.

وإنما يتسع ذلك ليشمل أيضاً دعمها من ناحية الإنتاج، فعلى صعيد السوق، هناك الكثير من المشاريع التي تقدم سنوياً لملتقى دبي السينمائي، إلى جانب «السيناتيك» (المكتبة الرقمية) التي تمتلك أفلاماً كثيرة لم تعرض في المهرجان، ولكنها متاحة للبيع وللعرض في أماكن أخرى حول العالم».

إدارة ورؤية

14 عاماً مرت على إقامة المهرجان، تحول خلالها إلى علامة فارقة على الخريطة السينمائية في المنطقة والعالم، وعن ذلك قال مسعود أمر الله: «لا يوجد هناك خلطة سرية للنجاح، فالأمر برمته يكمن في اعتماد المهرجان لاستراتيجية واضحة، وامتلاكه إدارة متجانسة متفقة على رؤية محددة تضع دائماً المستقبل نصب أعينها.

إضافة إلى دعم الحكومة واسم دبي اللامع، كل ذلك، أدى إلى خروج مهرجان متكامل يدرك خطواته جيداً، وبلا شك أن إقامة مهرجان سينمائي والمحافظة على نجاحه، واستمراريته بنفس النجاح، مسألة شاقة، فذلك يحتاج إلى تضافر الجهود، وديمومة التفكير في المستقبل، ومواكبة الأفكار الحديثة التي تناسب كافة المتغيرات التي تحدث حولنا».

Email