أفلام الاتحاد.. شهادات حية تحكي تاريخ الوطن

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لتاريخ الثاني من ديسمبر، وقع خاص في قلوب أهل الإمارات، ففيه تجسد حلم الاتحاد وأصبح واقعاً، مرت عليه 46 عاماً، ولا يزال الاتحاد مثل نجمة تضيء طريق الأجيال المتعاقبة على أرض الإمارات، التي شهدت طيلة العقود الماضية قفزات نوعية، وضعتها في مصاف الدول المتقدمة، وجعلت منها علامة مضيئة تومض حباً وتسامحاً وخيراً على خريطة العالم.

لم يكن اتحاد الإمارات ليمر مرور الكرام، في كل فئات الثقافة والفنون، فخلال السنوات الماضية، تبارت شركات الإنتاج والقنوات التلفزيونية، على إنتاج أفلام وثائقية ودرامية بعضها طويل وأخرى متوسطة الطول، جلها تناولت نشأة الاتحاد وما أحدثه من نقلة على أرض الإمارات، بحيث أصبح مع مرور الوقت معزوفة يتغنى بها مواطنو الدولة، والمقيمون على أرضها، لتظل أفلام الاتحاد بمثابة وثائق تاريخية تعانق الوطن.

مفردات

لم تخل أفلام صناع السينما الإماراتية من ذكر مفردات الاتحاد، ولا حتى الأحداث المرتبطة به، فكان لـ«يوم الشهيد» وقعاً خاصاً في قلوب صناع السينما الإماراتية وكتابها، وكذلك «يوم العلم» و«يوم الاتحاد» أيضاً، ولعل «سبارتا الصغيرة» للمخرج منصور اليبهوني الظاهري، والفيلم القصير «ولادة» للمخرج عبدالله حسن أحمد، خير دليل على إنجازات الإمارات ورفعة مكانتها.

«روح الاتحاد» و«نشأة الاتحاد» و«سبارتا الصغيرة» و«في سيرة الماء.. والنخل.. والأهل» و«عيال الصقور ما تبور»، وغيرها أفلام وثائقية شهدت الأعوام الماضية صدورها وعرضتها شاشات التلفزة المحلية وبعضها على شاشات المهرجانات السينمائية، لتحكي عن هذا الحدث الذي غير وجه الإمارات، بفضل الخطوات التي قام بها المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخيه المغفور له، بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمهما الله، لإرساء قواعد الاتحاد ودعائمه على الأرض.

عملية التأسيس

في استعراض مجموعة الأفلام التي تناولت نشأة الاتحاد ووثقت لمسيرة الإمارات، قد لا نجد الكثير من الأعمال، ولكنها رغم ذلك استطاعت أن تتحول إلى وثائق تاريخية، لأهمية ما تعرضه من صور، وشواهد حقيقية تبين أهمية «الاتحاد»، كما في الفيلم الوثائقي «نشأة الاتحاد» الذي أنتجته قناة ناشيونال جيوغرافيك، ويمتد لنحو 30 دقيقة، وفيه نسافر برحلة تسبر أغوار ذكريات مجموعة من المواطنين الإماراتيين الذين عاينوا هذه الحقبة، لتبدو الرحلة مملوءة بالأحاسيس الفياضة ومشاعر الفخر، لا سيما أن الفيلم يستعرض مرحلة ما قبل اكتشاف النفط في أبوظبي وما بعدها، وما قام به المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من ثورة تنموية فيها، امتدت في ما بعد نحو الإمارات الأخرى، كما يركز الفيلم أيضاً على نمو دبي ويستعرض أهميتها التجارية وموقعها الاستراتيجي، ويبين اللحظة التي تم فيها الاتحاد والمفاوضات التي سبقت إعلانه، وصولاً إلى لحظة رفع العلم في دار الاتحاد بدبي.

على ذات النسق سار الفيلم القصير «روح الاتحاد» الذي استعرض عبر لقطات أرشيفية معظمها صور فوتوغرافية، مسيرة الاتحاد وعملية التأسيس له.

إمارات الحاضر

في حين، أن المخرج منصور اليبهوني الظاهري، فضل في فيلمه الوثائقي «سبارتا الصغيرة» إبراز دور الإمارات في عمليات حفظ السلام والدفاع عن الأمن والسلم العالميين، وكذلك عمليات الإغاثة الإنسانية موثقة بالحدث والصورة وفضل اليبهوني الظاهري، أن يقفل أبواب فيلمه بسرد مجموعة من الحقائق التي آمنت بها الإمارات منذ تأسيسها على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحتى مرحلة التمكين برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وهو ما جعل من الفيلم وثيقة جميلة تحكي عن إمارات الحاضر، وما وصلته من تطور ومكانة على الصعيد العالمي.

اليبهوني الظاهري سبق له أن قدم أيضاً فيلمه «عيال الصقور ما تبور»، والذي استعرض فيه حكاية بناء الدولة منذ بدايتها، وما تعنيه له كونه شاباً، وما تعنيه لأبيه ولجده، وتعريف الأجيال الجديدة بها، حيث جاءت صناعته لهذا العمل بعد ملاحظته أن الجيل الحالي يعرف الشيخ زايد رئيساً ومؤسساً للدولة، ولكنهم لا يعرفون (بابا زايد) ومآثره وأياديه البيض، وهو جانب مهم جداً حاول المخرج أن يوضحه لهم.

مكونات الطبيعة

بينما نجد أن المخرج ناصر الظاهري، قد ذهب إلى أبعد من ذلك في فيلمه «في سيرة النخيل والماء والأهل»، الذي يمتد على نحو 150 دقيقة، حيث تعمق فيه الظاهري بطقوس الناس في البر والبحر والجبل وواحات النخيل، مستعرضاً كيف سارت الحياة في الإمارات، وكيف صارت أيامهم من خلال التعاطي مع مفردات مكونات الطبيعة التي تفرضها تضاريس بلدهم المتعددة، والمختلفة.

لقد شكل فيلم ناصر الظاهري، إنجازاً حقيقياً للسينما الإماراتية، فهو يعد أول فيلم وثائقي طويل عن الإمارات، استطاع أن يسبر مكونات الحياة في الإمارات خاصة في مرحلة ما قبل النفط، حيث كان الإماراتي يعتمد على نفسه في كل شيء، سواء في البناء والعمارة، أو الصناعة والزراعة عبر سنين طويلة غارقة في التاريخ.

ولادة

يعد فيلم «ولادة» باكورة إنتاج المخرج عبد الله حسن أحمد، في الروائي الطويل، وفيه يتناول قصة عائلة إماراتية بسيطة مكونة من أم وأب وابنهم، وتدور أحداثه في يوم واحد منذ شروق الشمس حتى غروبها. تعيش العائلة في منطقة جبلية، وتتقاطع قصصهم المدهشة في يوم دفن جثامين شهداء دولة الإمارات. أهمية هذا الفيلم تكمن في قدر الحب الذي تحمله قصته التي كتب تفاصيلها يوسف إبراهيم، وقام بتجسيدها على الشاشة عبد الرحمن المرقب، ونورة العابد، وعلي جمال، وصالح زعل، علماً بأن هذا الفيلم سيتم عرضه لأول مرة عالمياً خلال الدورة الـ 14 لمهرجان دبي السينمائي الدولي، التي تنطلق 6 ديسمبر المقبل.

Email