«بليد رانر 2049».. فيلنوف يتفوق على نفسه

ت + ت - الحجم الطبيعي

35 عاماً مرت على تقديم المخرج ريدلي سكوت لفيلمه «بليد رانر»، آنذاك مثل هذا الفيلم نقلة نوعية في فئة الخيال العلمي، رغم ما امتاز به من سوداوية، ولكنه نجح في ترك بصمة واضحة على الثقافة الشعبية من خلال تصويره المقلق القائم على العالم الافتراضي لمدينة لوس انجليس، ولم يقترب فيه من المثالية، ليصبح الفيلم لاحقاً واحداً من كلاسيكيات السينما، وها نحن نقف الآن أمام نسخة جديدة من الفيلم تحمل عنوان «بليد رانر 2049»، تحمل بصمة المخرج الفرنسي دينيس فيلنوف، تجري أحداثها بعد مرور 30 عاماً من أحداث الجزء الأول، حيث يكون بليد رانر الجديد هو ضابط لوس أنجليس، المدعو «كي» (الممثل ريان غوسلينغ)، الذي يسعى للكشف عن أسرار مدفونة منذ فترة طويلة من شأنها أن تُغرق المتبقي من المجتمع في فوضى عارمة، ويؤدي به سعيه إلى العثور على ريك ديكارد (الممثل هاريسون فورد)، «بليد رانر» السابق المفقود منذ 30 عامًا.

تساو

النسخة الجديدة تقترب في زمنها من حدود الثلاث ساعات وفيها تفوق فيلنوف على نفسه، وتبدو كأنها مقسمه إلى ثلاثة أجزاء، وتتسم بخشية المخرج فيلنوف من الإفراط في التأثير على الإرث الذي خلفه الجزء الأول، إلى حد يمنعه من ابتكار أي شيء جديد يتميز بالجرأة، الأمر الذي مكن النسخة الثانية من التساوي مع أناقة الجزء الأول، وهي نظرة طالما حاول فيلنوف الترويج لها قبل، بعدم رغبته في تجاوز حدود الجزء الأول، وفي نفس الوقت عدم استنساخها في النسخة الثانية، ورغم ذلك فقد نجح فيلنوف في تقديم فيلم جميل يحمل سمات أفلام الخيال العلمي، حيث استطاع فيه تقديم مؤثرات بصرية رائعة تحبس الأنفاس، كما تمكن من إدارة ممثلي الفيلم، وقد ساعده ذلك في تقديم تحفة فنية، تكاد أن تكون الأفضل حتى الآن خلال 2017.

غموض

في هذه النسخة ظل فيلنوف محافظاً على سوداوية القصة، وعناصرها الغامضة، وهو ما ساهم في ابقائها عصية على الفهم، والتي عوضها المخرج من خلال مشاهد الحركة التي استخدمها كوسيلة لجذب انتباه الجمهور إلى الفيلم، لا سيما وأن عملية بناء العالم الذي تدور فيه الأحداث تبدو هذه المرة مركزة بشكل أكبر على حياة «كي» في منزله. ورغم محاولات فيلنوف تقديم نسخة أصيلة من الفيلم، إلا أنه في بعض مشاهده لم يستطع الإفلات من مخالب الجزء الأول، لا سيما من ناحية استخدامه للألوان، فنجده قد اعتمد على اللون الأصفر الذهبي الذي مثل صورة للعالم المفعم بالحقد، وأيضاً اللون الأزرق، الذي أظهر من خلاله لوس انجليس وكأنها شبيهة بمدينة طوكيو.

Email