جيم شيريدان: الثقافة العربية لم تُكتشف سينمائياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظرة خاصة يحتفظ بها المخرج الإيرلندي جيم شيريدان حيال الثقافة العربية، والتي لأجلها قام بإنشاء مهرجان متكامل لعرض الإنتاجات السينمائية العربية، بغية تقديمها إلى مجتمع بلده، فلا يزال يحتفظ بذاكرته بتلك اللحظات التي زار فيها دبي، في إطار مشاركته بمهرجان دبي السينمائي الدولي، حيث ترأس لجنة تحكيم جوائز المهر العربي للأفلام الروائية، حيث أتاحت له الفرصة للاطلاع على ملامح الثقافة العربية، والالتقاء مع عدد من مخرجي السينما العربية.

جيم، وفي حواره مع «البيان»، أكد انبهاره في ما تقدمه السينما العربية من أفلام وتعرضه من حكايات، واصفاً إياها بـ «المثيرة»، ومؤكداً أن الكثير من الجوانب في الثقافة العربية لا تزال مجهولة، وتحتاج إلى من يكتشفها سينمائياً.


4 أعوام مرت على مهرجان دبلن للفيلم العربي، الذي يسعى من خلاله جيم إلى منح السينما العربية موطئ قدم في دبلن، حيث يقول: «أعتقد أن وجود مثل هذا المهرجان في دبلن، خطوة مهمة، وفرصة تمكن الجميع من الاطلاع على طبيعة الإنتاج السينمائي القادم من المنطقة العربية، فضلاً عن كونه يمثل نافذة للتعرف إلى الثقافة العربية على اختلاف أشكالها وأنواعها». وأضاف: «الغالبية العظمى في أوروبا وأميركا يظنون أن الثقافة العربية الممتدة من المغرب إلى العراق، واحدة، ولكنها في واقع الأمر مختلفة، ليس فقط باختلاف اللهجات، وإنما في طبيعة التفكير والعادات وغيرها، وهو بتقديري ما انعكس بشكل واضح على النتاج السينمائي العربي بشكل عام».


حكايات
شيريدان أشار إلى إعجابه بما تقدمه السينما اللبنانية، وكذلك المصرية والفلسطينية، وقال: «في كل مرة أتابع فيها فيلماً عربياً، أشعر بأن الثقافة العربية عظيمة، وأن لديها الكثير من الحكايات التي تستحق أن تروى، وهو ما اكتشفته عندما زرت دبي للمرة الأولى في ديسمبر 2015، خلال مهرجان دبي السينمائي، حيث التقيت مع عدد من المخرجين العرب، واطلعت على الكثير من الأعمال السينمائية العربية، والتي فتحت عيني على هذا الجزء من العالم».

وتابع: «أعتقد أن الكثير من الجوانب في الحياة والثقافة العربية لا تزال مجهولة، وتحتاج إلى من يكتشفها سينمائياً، كما في فيلم «وجدة» لهيفاء المنصور، التي استطاعت أن تقدم فيه حكاية جميلة نابعة من المجتمع السعودي، وأيضاً كما في فيلم «عمر» لهاني أبو أسعد، والذي فتح أعيننا على طبيعة الوضع في فلسطين».


طاقة عالية
جيم شيريدان الفائز بجائزة الأوسكار، وصاحب فيلم «قدمي اليسري» (1989)، أكد تطلعه للعمل مع مخرجين عرب في أفلام مشتركة. وقال: «بالنسبة لي، أتطلع إلى العمل مع مخرجين عرب، وأشعر بأن لديهم طاقة عالية، ولكن ما لا أفهمه، هو تلك الرغبة الموجودة لديهم للعمل في هوليوود، أو محاولة بعضهم تقديم أفلام على مقاس هوليوود».

وتابع: «أعتقد أن هذا الطموح جيد، ولكن يبقى علينا أن ندرك أن هوليوود لها طابعها الخاص، ومقاساتها التي قد لا تتناسب مع أي أحد، والتي لا يمكن لأي مخرج أن يفهمها إلا إذا عاش في كنف الثقافة الأميركية، ليدرك تماماً كيف يفكر العقل الأميركي في هذه الصناعة».

وأشار إلى أن الأفلام المنتجة حالياً في هوليوود لم تعد تشبه أبداً ما كانت تنتجه خلال العقود الماضية، متساءلاً في الوقت نفسه، عن أبرز الأفلام التي قدمتها هوليوود خلال الخمس سنوات الماضية، واستطاعت أن تعلق في ذاكرة الجمهور، باستثناء أفلام السوبر هيروز، التي قال إنه يتم إنتاجها فقط لإرضاء شريحة معينة من الجمهور.


لوكربي
في حديثه، أشار شيريدان الذي قدم العام الماضي فيلماً قصيراً بعنوان «11 ساعة»، إلى أنه أنهى أخيراً سيناريو جديد لفيلم يتناول حادثة لوكربي التي وقعت عام 1988. وقال: «اطلعت على كافة تفاصيل هذه القضية، منذ اللحظة الأولى لسقوط طائرة الركاب الأميركية فوق لوكربي، وحتى وفاة الليبي عبد الباسط المقرحي المتهم في هذه القضية، ومن خلال ذلك، وجدت أنه يمكن تقديم حكاية جميلة جداً عن هذه الحادثة، تبين كافة التفاصيل الخاصة بها، عبر مزجها بشكل درامي يوضع في قالب سينمائي».

Email