«غوص القفص»..حكاية رعب تفتقد التشويق

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما قدم المخرج ستيفن سبيلبيرغ فيلمه المشهور «الفك المفترس» في 1975، استطاع أن يحقق قفزة نوعية في هذا النوع من الأعمال، ليظل فيلمه على الدوام أفضل أفلام الرعب التي صنعت برفقة أسماك القرش، لما تميز به من فكرة وتشويق ورعب ومؤثرات صنعت بتقنيات السبعينيات.

وما بين 1975 وحتى اليوم مرت أفلام كثيرة صورت برفقة أفلام القرش، ولكنها لم تستطع الوصول إلى مستوى «الفك المفترس»، لتظل دون المستوى. وفي سياق أفلام القرش، فقد شهدنا هذا العام صدور عملين، الأول بعنوان «47 متراً للأسفل» (Meters Down47) للمخرج جوهانس روبيرتس، فيما حمل الثاني اسم «المياه المفتوحة 3: غوص القفص» (Open Water 3: Cage Dive) الذي يعد التجربة الأولى الطويلة للمخرج جيرالد راشيوناتو.

كلا الفيلمين دارا في سياق أحداث اتخذت من سمك القرش لاعباً رئيسياً ومحركاً للأحداث، ومثيراً للرعب، لتكون الفكرة ذاتها في الفيلمين، مع اختلاف طريقة التنفيذ والنص والحبكة، فجاء الأول أفضل من الثاني في إدارة عملية التشويق وبث الرعب في النفوس.

ملوحة البحر

تجربة جيرالد راشيوناتو، في «غوص القفص» لم تأت بجديد، سواء على صعيد القصة أو الشخصيات أو حتى طريقة تصوير المشاهد.

فالقصة ظلت كما هي، مواجهة مع سمك القرش، وما تفرضه ملوحة البحر من تحديات، وهو ما يمكن اعتباره قد أصبح مستهلكاً في السينما التجارية، ولكن برغم ذلك كان بالإمكان أن يحافظ راشيوناتو على حكايته لو منحها عناصر التشويق وطعمها بجرعات الرعب اللازمة، التي يمكن أن تقنع المشاهد أنه يجلس أمام فيلم يستحق المتابعة.

راشيوناتو، بدا في هذا الفيلم قد صب اهتمامه كله على طريقة التصوير، ما أفقده بوصلة السيناريو الذي كتبه بنفسه، لذا نجده قد حاول تقديم فيلم رعب وتشويق على طريقة الأفلام الوثائقية، وهو ما يظهر جلياً في اللقاءات التي تظهر بين المشاهد، مع شخصيات تروي ما حدث مع الأصدقاء الثلاثة، الذين سعوا عبر كاميرتهم الصغيرة إلى توثيق يومياتهم، التي تبدو أقرب إلى تجربة أداء يمكن أن تبث في احدى برامج الواقع.

مغامرة

اهتمام راشيوناتو بتقنية التصوير، جاء على حساب السيناريو، الذي افتقد لعناصر المفاجأة والرعب والتشويق والتي تشكل جميعها العمود الفقري لهذه النوعية من الأفلام.

المغامرة التي سعى راشيوناتو لرصدها، سواء من خلال عدسته أو حتى عدسة الأصدقاء الثلاثة، يمكن القول أنها قابلة للنسيان بمجرد ظهور كلمة «النهاية»، لا سيما وأن الشخصيات التي لعبت بطولتها ـ أي المغامرة ـ لم تكن قادرة على إثارة الاهتمام، وغير قادرة على تقديم أدنى درجات الرعب المطلوب في هذه النوعية من الأفلام، حتى أثناء هجمات القرش المفاجئة.

Email