«كينغزمان: الدائرة الذهبية»على خطى جيمس بوند

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل 3 أعوام، بشر عرض فيلم «كينغزمان: الخدمة السرية» بولادة سلسلة سينمائية جديدة، بدت للوهلة الأولى ناجحة، مفصلة على مقاييس شباك التذاكر وعشاق أفلام الجاسوسية، وفي هذا العام أصدق المخرج البريطاني ماثيو فون، وعده بتقديم جزءاً ثانياً من السلسلة تحت عنوان «كينغزمان: الدائرة الذهبية»، ليؤكد عبر مشاهده كافة التوقعات التي أشارت إلى نيته السير على نهج سلسلة «جيمس بوند» التي تعد الأنجح حتى الآن في هذا الصنف من الأفلام.

وعلى غرار ما فعله في الجزء الأول الذي انتهى بمقتل «هاري هارت» (كولين فيرث)، فقد ترك ماثيو فون، نهاية الجزء الثاني مفتوحة، تمهيداً لتقديم جزء ثالث.

لا خلاف على قدرة «كينغزمان» احتلال المرتبة الأولى في شباك التذاكر العالمي، فعدا عن سمعة الجزء الأول «الطيبة»، فالفيلم يجمع 5 نجوم حاملين لجوائز أوسكار، على رأسهم كولين فيرث، فضلاً عما يحمله الفيلم من جرعة «زائدة» من الأكشن والتشويق، جاءت بوقع أقل من الجزء الأول.

فرق شاسع

هذا الجزء يواصل رواية حكاية وكالة «كينغزمان»، ونشهد فيه تطوراً في طريقة عملها بعد تدمير مقراتها نتيجة لاختراقها من قبل عصابة «الدائرة الذهبية»، ليبدأ أفراد منظمة «كينغزمان» رحلة جديدة لاكتشاف منظمة أميركية مشابهة تدعي «ستيتسمان»، ويصبح لزاماً على المنظمتين الاتحاد معاً لهزيمة «الدائرة الذهبية» العدو المشترك بينهما، ليبين المخرج عبر ذلك الفرق في طريقة التعامل مع الأحداث بين المنظمتين، فـ«كينغزمان» تعمل وفق تقاليد بريطانية صارمة تفرض على أعضائها أن يكونوا هادئين ومهندمين، فيما تسيطر شخصية «الكابوي» على المشهد العام في المنظمة الأميركية.

بشكل عام نجح ماثيو في الجزء الثاني بتقديم حبكة، تميزت بترابطها، بسبب محافظته على ذات الطاقم الذي عمل معه في الجزء الأول، ليجنبه ذلك ما وقعت فيه بعض الأفلام نتيجة التغيير التي عادة ما تشهدها الطواقم العاملة عليها، ودعم ذلك بمحافظته على وجوه السلسلة الأساسية، وإضافته لوجوه أخرى ساهمت في رفع مستوى الفيلم، من ناحية الأداء.

عكس التوقعات

التغيرات التي شهدها الفيلم بين جزأيه، لم تكن مبهرة كثيراً، فمثلاً عملية إحياء كولين فيرث، جاءت على عكس التوقعات، ولم تشكل مفاجأة خاصة لمن تابعوا الجزء الأول، رغم محاولة ماثيو التأكيد في نصف الفيلم الأول على رحيله، بهدف جعل عودته مفاجأة حقيقية، وإلى جانب فقدانه عينه وذاكرته، بدا فاقداً لمهاراته التي أبهرنا بها في الجزء الأول، وما ساهم بتراجعه إلى الوراء، ليقف خلف الممثل تارون ايغرتون، الصاعد بقوة في السلسلة، ليتسلم دور البطولة في الفيلم، ساحباً البساط من تحت أقدام فيرث.

إحدى حسنات الجزء الجديد تمثلت في رفده بوجوه جديدة نجحت في تجديد دماء الفيلم، وبلا شك أن اختيار جوليا مور، كان صائباً فقد نجحت في لعب دور المرأة القوية، وكذلك هالي بيري التي يتوقع أن تلعب دوراً مميزاً في الجزء الثالث من السلسلة، وأيضاً الممثل تشانينج تاتوم، الذي يتوقع أن يحظى بصدارة المشهد في الجزء الثالث.

ماثيو لم يستطع تجنب الاصطدام بمطب «التطويل»، حيث مد فيلمه على أكثر من ساعتين، وهي فترة كفيلة لإصابة المشاهد بالملل.

Email