جاكي شان سيد الكوميديا والأكشن

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد الممثل جاكي شان أحد أبرز الأسماء الصينية التي استطاعت أن تحفر لها مكانة بارزة في السينما، والتألق بفضائها، بفضل اعتماده لخلطة الكوميديا والأكشن معاً، ما جعله سيد الشاشة فيها، ففي الوقت الذي يرفع فيه نسبة الأدرينالين في الجسم لسرعة حركته وإتقانه للفنون القتالية المختلفة، يمكنه أن يرسم الابتسامة بفضل تصرفاته التي تشعر بأنها «غبية» أحياناً، ولكنها برغم ذلك قادرة على منح الفيلم نكهة خاصة.

في العام الماضي اختار جاكي شان دبي موقعاً لتصوير أحداث فيلمه «كونغ فو اليوغا»، ليحول منطقة بوليفارد محمد بن راشد وغيرها من مناطق دبي إلى ساحة لمطاردات السيارات، إلا أنه وفي فيلمه الأخير (Skiptrace) للمخرج الفنلندي ريني هارلين الذي لا يزال يعرض في صالات السينما المحلية والعالمية، بدا عجوزاً نوعاً ما، ورغم ذلك استطاع أن يقدم فيلماً يتأرجح بين الأكشن والكوميديا، بلغت ميزانيته نحو 32 مليون دولار، في هذا الفيلم الذي جمع حتى الآن 133 مليون دولار على شباك التذاكر الصيني فقط، يصر جاكي شان التركيز على خفة ظله كممثل يحتفظ بتاريخ عريض في السينما، وهو الذي عاش لسنوات طويلة في هونغ كونغ، تحت الاستعمار البريطاني، وعاد إليها من هوليوود بعد رجوعها إلى السيادة الصينية، ليبدأ بالمساهمة في تقديم إنتاجات مشتركة مع هوليوود، كنوع من تنشيط الحركة السينمائية في هونغ كونغ معتمداً على شهرته العالمية، وخبرته في مجال العمل السينمائي المشترك.

ورغم إعلانه مراراً عن نيته اعتزال أفلام الأكشن والتوجه نحو الكوميديا التي برع فيها أيضاً، لا يزال جاكي الذي تجاوز عتبة الستين، مصراً على سلوك خط الأكشن الذي تقوم عليه معظم أفلامه التي يتجاوز عددها 130، بعضها سيرى النور فيما تبقى من هذا العام من بينها فيلمه «كونغ فو اليوغا»، وثلاثة منها ستطل علينا خلال العام المقبل.

ظاهرة

سر نجاح جاكي شان، يكمن في خلطته الجامعة بين الأكشن والكوميديا، فمن خلال أدائه تشعر أنه يجمع بين تقنية الممثل الراحل بروس لي وكوميدية الممثل والمخرج الأميركي الراحل باستر كيتون، لذا فأفلامه تعتمد على قدرته الجسمانية بالدرجة الأولى، وأدائه العفوي أحياناً، ولعل ذلك ما جعله يمثل ظاهرة تستحق الدراسة فعلاً، لا سيما وأن نجمه بدأ يسطع بعد فقدان سينما هونغ كونغ لأسطورة بروس لي في عام 1973، بعد تمكنه من نقل سينما هونغ كونغ من إطار السينما المحلية نحو آفاق عالمية، لذا فرحيل بروس لي آنذاك كان كفيلاً بأن يطرح على صناع هذه السينما سؤالاً ماذا بعد بروس لي؟

الإجابة تمثلت في جاكي شان، الذي سبق له مشاركة بروس لي بفيلمين هما: (Fist of fury) و(Enter the Dragon)، وكان حينها لا يزال صغيراً، ويمثل في أدوار ثانوية تندرج معظمها تحت إطار المشاهد الخطرة، وذلك لم يكن غريباً عليه، وهو القادم أصلاً من دار الأوبرا الصينية التي تعتمد في عروضها على فنون الأكروبات. مغادرة شان لدار الأوبرا جاءت بعد شعوره بخفوت نجوميتها، ليجد في السينما آفاقاً واسعة له، ومساحة كبيرة تمكنه من تفريغ ما في جعبته من خبرة في الفنون القتالية، وقدرة على تنفيذ المشاهد الخطرة التي اختارها بوابة لدخول السينما، وسرعان ما حولته إلى واحد من أهم نجوم السينما في العالم.

أسلوب جديد

كل التقارير التي ترصد حياة جاكي شان، تجمع على أنه لا يزال يمثل ظاهرة في سينما هونغ كونغ، خاصة وأن أداءه جاء مختلفاً تماماً عن الراحل بروس لي، عبر جمعه بين الكوميديا والفنون القتالية، في البدايات لم تعجب «خلطة» شان صناع السينما في هونغ كونغ، وتسببت بفشل أفلامه الأولى بسبب عدم تعود الجمهور عليها، وظل أسلوب جاكي مرفوضاً حتى عام 1978، بعد أن منحه المخرج يون وو-بينغ فرصة جديدة في فيلم (Snake in the eagle’s shadow)،الذي مثل «ضربة الحظ» بالنسبة له، ففيه قدم جاكي أسلوباً جديداً في القتال، جمع فيه بين أساليب الثعبان والقط والنسر، وكلها أساليب معروفة في الفنون القتالية، إلا أن جاكي قدمها بطريقة جديدة تماماً، الأمر الذي وضعه على بداية طريق النجاح، وهو ما دعا الجميع إلى اعتبار هذا الفيلم بمثابة بداية شان الحقيقية في السينما، حيث اعتبر النقاد أن جمالية هذا الفيلم لا تكمن في استعراضه للفنون القتالية فقط، وإنما بقدرة شان على المزج بين الكوميديا والمواقف الجدية التي تتطلبها الفنون القتالية، فضلاً عن أن هذا الفيلم اعتبر من أفضل مشاهد التدريب التي صورت في أفلام الأكشن.

تأثير باستر

قدرة جاكي شان على تحويل الهزيمة إلى انتصار بطريقة كوميدية، شكلت واحدة من أهم أسباب نجاحه، وهو ما نشاهده عادة في أفلامه، وكما تأثر شان بأسلوب بروس لي في الفنون القتالية، فلا ينكر تأثره بأسلوب باستر كيتون وهارولد لويد، وهما من أبرز ممثلي الأفلام الصامتة، فضلاً عن كونهما يعدان أشهر من قدموا كوميديا الموقف في السينما، هذا التأثير نلاحظه في فيلمه (Project A) (1983) وتحديداً في مشهد سقوطه من برج الساعة، حيث قلد فيه جاكي مشهداً للأميركي هارولد لويد في فيلم (Safety Lasts) في حين قلد شان في فيلمه (Project A 2) (1987) باستر كيتون في مشهد فلت فيه من وقوع واجهة منزل عليه.

من أنا؟

خلال مسيرته قدم شان الكثير من الأفلام الناجحة إلا أن أجملها تمثل في فيلمه (Who Am I?) الذي مثل تعاونه الأول مع المخرج بيني شان، أحداث هذا الفيلم تدور حول أحد أفراد القوات الخاصة الصينية، يتعرض لحادثة تفقده الذاكرة وينسى من هو. ما تميز به هذا الفيلم من أداء واضح وإخراج أهله لأن يترشح لثلاث جوائز هي جائزة أفلام هونغ كونغ لأفضل ممثل ولأفضل فيلم ولأفضل مونتاج.

ما حققه هذا الفيلم من نجاح في 1998 شجع جاكي شان للعمل مجدداً مع المخرج بيني شان مرة ثانية في فيلم (New Police Story) (2004) والذي شكل امتداداً لسلسلة أفلام (Police Story) الناجحة، وقد استطاع هذا الفيلم أن يحوز على إعجاب النقاد لدرجة أنه رشح لجوائز عدة في هونغ كونغ والصين، وميزة هذا الفيلم أن شان جسد فيه دور الشخص اليائس من الحياة، يحمل نفسه اللوم على مقتل أعضاء فريقه، الأمر الذي جعل هذا الفيلم مختلفاً عن أفلام سلسلة (Police Story) السابقة التي تعد واحدة من أبرز إنتاجات جاكي شان الناجحة، فضلاً عن أنها تعتبر من أفضل ما أخرجه شان بنفسه.

باكورة هذه السلسلة كان في 1985 واستطاع هذا الفيلم الفوز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان أفلام هونغ كونغ عام 1986، قصة الفيلم تدور حول المحقق «شان» الذي يسعى للقبض على تاجر مخدرات كبير في هونغ كونغ. خلال أحداث الفيلم، ينفذ جاكي شان الكثير من المشاهد الصعبة، مثل مشهد تعلقه بقطار متحرك بعصا مظلة، ومشهد المركز التجاري الذي ينفذ فيه جاكي مجموعة من أفضل مشاهد الحركة في السينما بشكل عام. وبعد مرور 3 سنوات عاد جاكي شان لتقديم الجزء الثاني من السلسلة، وحمل قدراً كبيراً من المخاطرة من فريق عمل جاكي شان، في حين أن الجزء الثالث (Police Story 3: Super Cop) الذي أخرجه ستانلي تونغ وصدر عام 1992 لم يلعب فيه جاكي دور البطولة وحده، وإنما رافقته الممثلة ميشيل يوه، في دور «هانا يانغ»

مشاهد قتالية

في قائمة جاكي شان الكثير من الأفلام المميزة، مثل سلسلة (Rush Hour) الذي أعلن أخيراً عن عزمه تقديم جزء رابع منه، وكذلك فيلم (Wheels on Meals) للمخرج شامو هونغ (1984) والذي تميز بكثرة المشاهد القتالية القوية، وفيه يجتمع شان مع بيلي أركيدريذ الرياضي الأميركي الملقب بـ «ذا جيت»، وكذلك فيلم (The Legend of the Drunken Master) (1994) وهو من إخراج لاو كار-ليونغ وجاكي شان، وقد صنفته مجلة تايم واحداً من أفضل 100 فيلم في العالم، ورغم أن البعض يعتبر هذا الفيلم بمثابة امتداد لفيلم Drunken Master (1978) إلا أن هناك اختلافاً كبيراً بينهما من حيث القصة والأداء.

Email