الرئيس الأميركي «بطل خارق» في هوليوود

ت + ت - الحجم الطبيعي

دأبت هوليوود في أفلامها على تصوير الرئيس الأميركي على أنه »رمز الأمة«، وهي صورة ظلت تكرسها في الأذهان منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

وعملت على تقديمه كـ »بطل خارق« قادر على توحيد أميركا في مواجهة الأزمات، وقادر أحياناً على أن يقود العالم أجمع، كما في فيلم »يوم الاستقلال: الانبعاث« (2016)، حيث يتحدث الرئيس الأميركي باسم العالم أجمع. منذ الثلاثينيات وتحديدا من تجربة المخرج هنري فوندا في فيلم »لينكولن الصغير«.

وكذلك جون كروميل عبر فيلم »لينكولن إلينوي« وحتى الآن لم تحافظ هوليوود على صورة واحدة للرئيس الأميركي، وانما اختلفت بحسب معطيات السياسة الأميركية العامة.

وقوة الرئيس وما يتمتع به من كاريزما، بالإضافة إلى مدى ارتباطه بأحداث العالم، ولعل الرئيس نيكسون كان الأوفر حظاً من بين الرؤساء الأميركيين الذين تربعوا على شاشة السينما، بسبب ارتباطه بفضيحة »ووتر غيت«، تلاه الرئيس جون كينيدي بسبب اغتياله، فيما لم يفلت بيل كلينتون الذي ارتبط بفضيحة »مونيكا لوينسكي«.

مصاص دماء

خلال العقود الماضية، لم تتوان هوليوود في تقديم الرئيس الأميركي على هيئة »البطل الخارق« الموحد للأمة، والقائد الأعلى لها وللعالم أجمع، وذلك في أفلام كثيرة لعب نجوم هوليوود دور البطولة فيها، من بينها فيلم (Primary Colors) (1998) المقتبس عن رواية تحمل الاسم ذاته واستوحيت أحدث الفيلم الذي أخرجه ميك نيكولاس، من فترة الرئيس الأسبق بيل كلينتون..

وقد أدى فيه جون ترافولتا دور الرئيس الأميركي ببراعة. في حين قدم الممثل جيف بريدجز الحائز الأوسكار،، في فيلم (The Contender) للمخرج رود لوري، صورة الرئيس الذكي والقوي. ولا تزال بصمات هاريسون فورد تلمع في فيلم (Air Force One) (1997).

حيث يعد هذا الفيلم من أفضل أفلام فورد، الذي يلعب فيه دور الرئيس الذي يتمكن من خوض معركته شرسة مع مجموعة إرهابية تسيطر على طائرة الرئيس. ولا يمكن إغفال الدور الذي لعبه الممثل مورغان فريمان في فيلم (Deep Impact)..

حيث يطل بدور الرئيس القائد الذي يساعد العالم في الخروج بأمان من أزمة تواجهه، وهي الصورة التي كررتها هوليوود مرات عديدة في أفلامها، آخرها في فيلم (Independence Day) بجزأيه الأول عام 1996 والثاني في 2016، واللذان يتحدثان عن غزو فضائي للأرض.

ومن بين الذين لمعوا في هذا الدور الممثل جيمي فوكس، في فيلم (White House Down) (2013)، حيث قدم فيه صورة لأول رئيس أميركي أسود.

في المقابل، قدم المخرج تيمور بيكمامبيتوف في 2012 الرئيس لينكولن على هيئة محارب مصاصي الدماء، وذلك بفيلم الرعب »أبراهام لنكولن: صياد مصاص الدماء« (Abraham Lincoln: Vampire Hunter)، واستطاع هذا الفيلم أن يجذب شريحة كبيرة من عشاق السينما في أميركا ليحصد أكثر من 116 مليون دولار.

وهنا لا بد أن نذكر فيلم ستيفن سبيلبرغ التاريخي »لينكولن« ولعب بطولته دانيال دي لويس بدور رئيس الولايات المتحدة أبراهام لينكولن وسالي فيلد بدور ميري توود لينكون.

واقتبس الفيلم الذي يغطي فيه الأشهر الأربعة الأخيرة من حياة لينكولن عن جزء من رواية دوريس غودوين بعنوان »فريق من المنافسين: العبقرية السياسية لأبراهام لينكولن«، ورشح الفيلم لـ 8 جوائز غولدن غلوب، و12 جائزة أوسكار، ليكون الفيلم الأكثر ترشيحاً للأوسكار في 2013.

حنكة سياسية

حصانة مؤسسة الرئاسة، لم تمنع صناع الأفلام من توجيه سياط نقدهم لسيد البيت الأبيض، ليظهروا فشل سياسة بعضهم، وقد جاء بعضه بصيغة كوميدية.

فيما اتخذ آخرون خطاً تراجيدياً، لتكون الفضائح المرتبطة بسيد البيت الأبيض العمود الفقري لهذه الأفلام، ومن أبرزها (Dave) للمخرج ايفان ريتمان، وفيه يجسد الممثل كيفين كلاين دور الرئيس الذي يدخل في غيبوبة طويلة، ما يضطر مساعدوه إلى استئجار شبيه له ليلعب دوره أمام الشعب.

وهناك أيضاً الممثل جين هاكمان قدم صورة سلبية للرئيس في فيلم (Absolute Power)، وفيه يستغل صلاحياته كرئيس عندما يعتدي على زوجة أحد أصدقائه وبعد وفاتها بأيدي حراسه تتصاعد الأمور ليستعرض النفوذ القوي للرئيس في كل المؤسسات.

وفي هذا الجانب، لا يمكن إغفال ما قدمه المخرج أوليفر ستون، من أعمال انتقد فيها مؤسسة الرئاسة، كما في فيلمه »دبليو« (W.) الذي يظهر فيه الرئيس جورج بوش الابن، بمظهر كوميدي بحت، ويبين فيه أن بوش يفتقد الحنكة السياسية، وأنه سطحي وعديم الخبرة، معبراً في الفيلم الذي لعب بطولته الممثل جوش برولين، عن استغرابه من كيفية وصول بوش الابن للحكم وبقائه سيداً للبيت الأبيض لثماني سنوات.

حكاية بوش تلك لم تكن تجربة ستون الأولى مع مؤسسة الرئاسة الأميركية، ولعل فيلم »جي اف كيه« (JFK) الذي قدمه في 1991 كان الأبرز، ففيه سلط الضوء على أخطاء السياسة الأميركية، عبر عملية اغتيال الرئيس جون كينيدي، ليفتح النار على السياسيين الأميركيين عبر التلميح إلى أنهم لن يتوانوا في قتل الرئيس في حال تعارضت سياسته مع مصالحهم، هذا الفيلم تحديداً وصف على أنه الأفضل من بين تلك التي تناولت اغتيال الرئيس كينيدي، فقد مثل »ضربة موجعة« للتقرير الرسمي حول مؤامرة اغتيال كينيدي عام 1963.

خط النقد الذي سلكه اوليفر ستون بدا واضحاً في فيلمه »نيكسون« (Nixon) الذي قدمه عام 1995، وركز فيه على غرور الرئيس نيكسون وبين افتقاده مقومات السياسي المحنك، كما قدم فيه تشريحاً دقيقاً لما يمكن تسميته بـ»ظاهرة« نيكسون كرئيس وسياسي.

علاقة

مايكل مور أحد أبرز المخرجين الذين أبدعوا في صناعة أفلام أعطت أبعاداً أخرى لشخصية الرئيس الأميركي، فمثلاً في فيلمه (9/11) تحدث عن العلاقة بين عائلة بوش وبن لادن، وتطرق فيه الى مجتمع الفقراء في أميركا، الذي يضطر لإرسال أبنائه إلى الجيش، وبالتالي إلى الموت على أرض غير أميركية.

مايكل مور قدم خلال مسيرته أفلاماً »رئاسية« جمعت بداخلها خليطاً كوميدياً تراجيدياً، فمن جهة مثل بوش في محور المواقف الكوميدية.

بينما مثل العراق ومشاهد القتل والتدمير محور التراجيديا في أفلامه، ولم يتوان مور في وصف بوش بـ»الأحمق« من خلال مشهد تقوم فيه والدة أحد الجنود الأميركيين القتلى في العراق، بقراءة آخر رسالة وصلتها من ولدها، والتي كانت قد كتبها قبل أسبوع من مقتله، داعياً فيها الأميركيين الى عدم انتخابه.

قيمة فنية

فضيحة »ووتر غيت« أهلت الرئيس نيكسون لأن يكون الأوفر حظاً في السينما، وقد برزت هذه الفضيحة جلياً في فيلم (All the Presidents Men) (1976) للمخرج ألان باكولا.

ويمكن وصف هذا العمل بأنه حابس للأنفاس وذو قيمة فنية رفيعة، فهو لا يتناول الرئيس مباشرة، بقدر ما يتناول الفضيحة نفسها، من خلال التحقيقات التي قام بها آنذاك الصحافيان بوب وودوورد (روبرت ردفورد) وكارل برنستين (دستين هوفمن)..

ورغم أهمية الفيلم إلا أنه لم يتمكن من تجاوز حاجز 70 مليون دولار على شباك التذاكر، ليخرج من حفل الأوسكار متوجاً بأربع جوائز أوسكار من بينها أوسكار أفضل سيناريو مقتبس. ومن بين الأفلام التي تناولت »ووتر غيت« وبالتالي التعريج على الرئيس نيكسون، فيلم (Dick) (1999)..

وفي هذا الفيلم يلعب الممثل دان هيدايا دور الرئيس، وغلب على الفيلم الطابع الكوميدي.

هوليوود استفادت كثيراً من مسلسل الفضائح التي شهدها البيت الأبيض، فإلى جانب »ووتر غيت«، شهدت الصالات في عام 1995 عرض فيلم (The American President) للمخرج روب رونير، وفيه يصور الرئيس خلال إقامته علاقة غرامية مع صحافية مبتدئة، من دون أن يكترث بأثر ذلك على حياته السياسية.

علماً بأن هذا الفيلم أنتج قبل إعادة انتخاب بيل كلينتون لدورة رئاسية ثانية، ووصف أداء مايكل دوغلاس فيه بالرائع، في حين اعتبر الكثيرون بأن وقع هذا الفيلم ساهم كثيراً في إبقاء كلينتون داخل البيت الأبيض لأربع سنوات جديدة.

وعلى النقيض جاء فيلم (Wag The Dog) الذي يعد أحد أقوى الأفلام التي عالجت موضوع الانتخابات الرئاسية، وتحديداً موضوع انتخابات التجديد، من منظور كوميدي. الفيلم من بطولة روبرت دي نيرو وداستين هوفمان..

وجاء في وقت كان فيه الرئيس كلينتون يعاني من فضيحة »مونيكا لوينسكي« لكذبه وهو تحت القسم وهي من الجرائم الفيدرالية، وجاءت قصة الفيلم لتحكي قصة ضبط الرئيس الأمريكي في فضيحة جنسية قبل انتخابات الرئاسة بأسبوعين، فيتصل أحد مستشاريه بمنتج هوليوودي لفبركة حرب في ألبانيا ينهيها الرئيس ببطولة فائقة وتعرضها وكالات الأنباء لتزداد شجاعة الرئيس ويفوز بالانتخابات.

رومانسية

خلال أغسطس المقبل، ستفتح صالات السينما العالمية أبوابها أمام فيلم (Southside with You) الذي يروي مخرجه ريتشارد تان بطريقة رومانسية لحظات اللقاء الأول بين الرئيس الأميركي باراك أوباما، وزوجته ميشيل، عارضاً لتفاصيل وقوعهما في الحب، ليكون هذا الفيلم الذي يلعب بطولته تيكا سومبتر وفانيسا بيل كالواي وباركر سويرز، الأول تقريباً الذي يعرض حياة الرئيس الأميركي الحالي على الشاشة الكبيرة، ليظهر فيه الرئيس الأميركي بصورة »الرومانسي«، بعد أن اعتادت هوليوود على تقديم الرئيس بصور عدة بعضها كوميدي، وأخرى محارب لمصاصي الدماء.

12

جائزة أوسكار رشح لها فيلم لينكولن 2013

205

ملايين دولار إيرادات فيلم JFK عالمياً

62

مليون دولار ميزانية » The American President«

8.5

ملايين دولار ميزانية All the President's Men وجمع أكثر من 70 مليون دولار

03

أفلام صدرت 1996 تناولت شخصية الرئيس الأميركي

1998

صدر اDeep Impactب الذي يظهر فيه مورغان فريمان كأول شخصية سوداء تمثل الرئيس

DVD

Email