فيليب فوكــون: «فاطمة» يذكّرني بوضعي الشخصي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد المخرج الفرنسي فيليب فوكون واحداً من أفضل المخرجين الفرنسيين الذين عالجوا موضوع الهجرة إلى فرنسا، ولعل فيلمه الأخير «فاطمة» أوضح دليل على ذلك، ففيه اعتمد على كتاب يحمل العنوان ذاته، من تأليف الجزائرية فاطمة الأيوبي والذي تسرد فيه قصتها مع الهجرة إلى فرنسا، وكيفية تعاملها وتواصلها مع بناتها اللواتي يتقن اللغة الفرنسية، فيما هي، أي فاطمة، لا تتقنها بشكل جيد.

فيليب فوكون أكد في حواره مع «البيان» أن الكتاب ذكره بوضعه الشخصي، مشيراً إلى أنه حساس لهذا الموضوع كونه ينتمي إلى عائلة مهاجرة بالأصل، وقال إنه فضل التعامل مع ممثلة تقف للمرة الأولى أمام الكاميرا ليحصل منها على الأداء الصادق.

في فيلم «فاطمة» نحن أمام 3 أجيال من النساء من أصول شمال أفريقية، تربطهن علاقات مختلفة مع فرنسا ومع اللغة والمجتمع.

وتتميز الأم بالشجاعة وعلى استعداد للعمل لضمان مستقبل بناتها، ففاطمة الكاتبة تمثل الرعيل الأول التي لا تعرف الفرنسية جيداً، ألفت كتابها بلغة عربية سليمة، وترجم إلى الفرنسية فوجد صدى لدى القراء، ثم تحول إلى فيلم، أما بنات فاطمة الممثلة فولدن وترعرعن في فرنسا ونلن حظهن من نظام التعليم العالي.

يقول فيلب فوكون: «وجدت في هذا الكتاب ما ذكرني بوضعي الشخصي، وفيه نتعرف كيف كانت الأم تتحدث وتتواصل مع بناتها من خلال تدوين ملاحظاتها الشخصية في مفكرة صغيرة، حيث كانت تكتب بالعربية ما يتعذر عليها قوله بالفرنسية، كونهن لا يتقن غيرها، لذا نرى هذه الرغبة في التواصل بينهن على الرغم من الفرق في اللغة».

وأضاف: «القصة برمتها ذكرتني بوضعي عندما كنت صغيراً، وكيف كان جدي وجدتي يحاولان التواصل معي، وهو أمر مشابه لقصة فاطمة».

في هذا الفيلم تعامل فوكون مع الجزائرية ثريا زروال، التي تعيش وضعاً مماثلاً لوضع فاطمة الأيوبي، وتقف للمرة الأولى أمام الكاميرا، وحول ذلك قال فوكون: «اخترت العمل مع هذه الممثلة التي تقوم بهذا الدور لأول مرة.

لأنني كنت أبحث عن شخص لا يتقن اللغة الفرنسية، لكي يتمكن من القيام بالدور بصدق وشفافيه، وهنالك الكثير من الممثلات المحترفات واللواتي يمكن اللجوء إليهن ويمكنهن القيام بهذا الدور، ولكن في الحقيقة لن يكون صادقاً بالدرجة نفسها التي قدمت فيها ثريا دورها، ولذلك لجأت إلى العمل معها، واستطاعت أن تقدم لنا أداءً عفوياً وصريحاً كونها تعيش أصلاً الوضع ذاته».

Email