أعمال سينمائية تبرع بتوظيف الكلوسترفوبيا

غـزو المنــازل.. أفلام تناقش العنف في المجتمع الأميركي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

العنف أكثر قضية متجددة حاولت هوليوود معالجتها من خلال السينما منذ بدايات القرن الماضي. وقد اتفق المصنفون على تقسيمه في الأفلام، فهناك عنف الشوارع والعصابات في جهة وعنف المنازل والطائرات والسفن والقطارات في جهة أخرى تحت اسم أفلام الكلوسترفوبيا (الخوف من الأماكن المغلقة).

لكن بقيت قضية عنف المنازل تطرح نفسها باستمرار كل عام، وهو ما جعل المصنفين يرسمون لها اتجاهاً خاصاً مستقلاً تحت مسمى أفلام «غزو المنازل».

استهلكت هذه النوعية من الأفلام استهلاكاً شديداً لدرجة أن معظمها أصبح يصنف من أفلام الدرجة الثانية، وحرمت من امتياز طرحها سينمائياً، حيث توفرت مباشرة في أسواق الفيديو، إلا أن هناك بعض الأفلام تميزت من ناحيتين: الفكرة أو أسلوب التنفيذ.

من الأفلام التي لفتت الأنظار إليها بسبب فكرتها التي تتناول العنف بطريقة ساخرة فيلم The Purge أو «التطهير» عام 2013، حيث يضع الفيلم قصته في المستقبل القريب، وتحديداً عام 2022 عندما يحكم الولايات المتحدة آباء مؤسسون جدد وصلوا السلطة عام 2010 وأسسوا نظاماً توتاليتارياً (شمولياً) حولها إلى دولة بوليسية بعد انهيار اقتصادها.

لعلاج الاقتصاد قررت الحكومة القضاء على الجريمة بشكل كامل، ونجحت في ذلك من خلال تطبيق فكرة ليلة التطهير (ليلة 21 مارس)، وهي ليلة تصبح فيها الجرائم قانونية بشكل كامل كما تتوقف خدمات الإسعاف، ويسمح لجميع السكان بإطلاق الوحش الداخلي المحبوس في نفوسهم والانطلاق لارتكاب جرائم قتل ضد أي شخص يريدون التخلص منه بشرط استخدام السلاح الأبيض والأسلحة النارية فقط واستثناء المتفجرات والأسلحة الثقيلة. وطبعاً الاستثناء هنا يحمي الذين هم في السلطة فقط. (في إسقاط واضح على أن المشرعين الأميركيين يتهربون من تطبيق القانون على أنفسهم).

تطبيق الفكرة حسب الفيلم أسهم في استعادة الاقتصاد عافيته وخفض الجريمة والبطالة إلى 1% عن طريق تطهير المجتمع من العناصر المتسببة في اضطرابه وهم الفقراء والمهمشون، حيث إنهم أضعف طبقة. أما قصة الفيلم فعن رجل مبيعات أنظمة أمن منزلية (إيثان هوك) يتعرض منزله لغزو من طرفين: عصابة تريد قتل رجل استجار به وجيرانه الذين اعتبروا عمله نوعاً من التربح من جيوب الناس خصوصاً في تلك الليلة. الفيلم يحمل رسالة ساخرة على نحو مبالغ فيه من موقف المجتمع الأميركي من قضية العنف وكيف أن أميركا تعالج العنف بالعنف المضاد، فالمعروف أن المجتمع الأميركي يعاني من وقوع المجازر كل عام إما في المدارس أو في المنازل، وكلما حاول المشرعون حل المشكلة يصطدمون بمجموعات الضغط المؤيدة لبند دستوري يكفل الحق لكل مواطن أميركي بحمل سلاح للدفاع عن نفسه. هذه المجموعات لديها القدرة على منع انتخاب أو إعادة انتخاب أي رئيس أميركي يحاول وضع قيود على استخدام الأسلحة وهذه الجزئية تحديداً ناقشها مايكل مور باستفاضة في فيلمه التوثيقي الشهير Bowling For Columbine عام 2002.

أيضاً في الفيلم نرى تمجيد فئات من المجتمع الأميركي فكرة العنف من خلال تخصيص ليلة له عندما وصلت إلى السلطة، هذه الفئة متمثلة في الفكر الجمهوري المتطرف المتمثل في ما يسمى «حزب الشاي». العمل كذلك يحمل رسالة عنصرية يعزوها إلى الفكر اليميني الأميركي بجعل كل شخصياته من البيض والضحية رجل من ذوي البشرة السمراء والذي ينعته الفيلم بأقبح الألفاظ.

معظم لقطات الفيلم نراها من زاوية مرتفعة مأخوذة من كاميرات مراقبة ما يوحي نظرة دونية من السلطة بحق الأفراد. وكذلك نلاحظ استخدام اللقطات العريضة أكثر من القريبة للإيحاء بضعف العنصر البشري حين يكون الضحية.

ننتقل إلى فيلم آخر من النوع نفسه وهو Panic Room «غرفة الذعر» عام 2002 الذي تميز بلمسات فنية عالية رغم كونه فيلم درجة ثانية، والسبب في ذلك يعود لوقوع المادة التي كتبها متخصص هذه النوعية ديفيد كويب في يد المخرج الأميركي البارع ديفيد فينشر. القصة تظلل العنف السائد في المجتمع الأميركي بصورة عادية، لكن كل الثقل يقع على الجانب الفني وهو ما ارتقى بالفيلم من عادي إلى ذكي جداً.

في الفيلم أم (جودي فوستر) تنتقل مع ابنتها للسكن في بيت جديد يحوي غرفة خاصة للاختباء في حال تم غزو المنزل. الغرفة تحوي هاتفا مستقلا للاتصال بالشرطة. تقتحم المنزل عصابة مكونة من 3 أشخاص: حفيد المالك السابق وصديقه المسلح والمهندس الذي صمم البيت ويعرف خباياه. هدف العصابة أموال موجودة في أرضية غرفة الذعر.

كل الفيلم عبارة عن استراتيجيات وأخرى مضادة بين الأم وابنتها المختبئتين في «غرفة الذعر» والعصابة كأنه لعبة شطرنج. العصابة تهاجم بتخطيط المهندس بذكاء، والأم تحبط الهجوم بذكاء مضاد. ما يجعل الفيلم شيقاً هو تبادل أدوار طرفي المعادلة، إذ عند منتصف الفيلم تخرج الأم من الغرفة لتصطدم بالعصابة ويحدث صراع ينتهي بحبس العصابة في الغرفة مع الابنة وإفلات الأم، عندها يبدأ فصل جديد من الصراع الحابس للأنفاس.

فينشر يضع الكاميرا على رافعة ويدور بها في أرجاء المنزل ليربط بين لقطاته متجنباً القطع Cut بينها كثيرا إلى درجة إدخال الكاميرا في قفل أحد الأبواب (باستخدام مؤثرات خاصة) والعبور بها بين الطوابق وذلك للإيحاء بأجواء الرعب وإزالة الحواجز بين المشاهد والشخصيات من جهة ولإعطاء انطباع بالمباراة الجارية بين طرفي المعادلة داخل المنزل من جهة أخرى. الفيلم يشكل تزاوجاً من النادر حصوله بين القصة وأسلوب التنفيذ حول مادة سطحية إلى فيلم غني بالفنيات كأنه فيلم بأسلوب «هيتشكوكي» في عصر الصور الرقمية.

فيلم ثالث يطرح قضية عنف المراهقين هو Hotage «رهينة» عام 2005 تميز على صعيد القصة بالرغم من أن له استعارات من أفلام أخرى مثل «ذا بروفيشنال». الفيلم يحوي قصة من طبقتين إذ بعد اقتحام مراهقين فيلا رجل ثري لسرقة سيارته، يتدخل كبير المفاوضين جيف تالي (بروس ويليس) لحل الأزمة، لكن سرعان ما ينسحب لمحدودية صلاحياته.

في مكان آخر هناك قضية أكبر هي كون هذا الرجل الثري محاسباً يحتفظ بأسرار عن عمليات غير قانونية لمسؤولين حكوميين يستعينون بمسلحين لاختطاف عائلة كبير المفاوضين لإجباره على العودة إلى القضية واستعادة قرص مدمج من منزل الرجل، فتصبح لدينا أزمة في بطن أزمة، إذ إن ازدواجية أهداف طرفي معادلة الفيلم زادت من متعته.

المخرج فلورينت سيري (مخرج ألعاب فيديو) يضفي الكثير من اللمسات الفنية، خصوصا على مقدمة الفيلم ويلتزم بخط عاطفي مواز لخط الحركة، الخط العاطفي متمثل في شخصية «تالي» برع فيه بروس ويليس تماماً ما أضفى مصداقية ضرورية لقصة ستكون في أفضل أحوالها لفيلم من الدرجة الثانية.

3

ملايين دولار ميزانية فيلم The Purge ما يضعه في خانة الأفلام المستقلة

89

مليون دولار عائدات فيلم The Purge ما يعد نجاحاً تجارياً كبيراً رغم انتقاده الشديد

48

مليون دولار ميزانية فيلم Panic Room وهي مرتفعة لفيلم يصور في مكان واحد

196

مليون دولار عائدات الفيلم وهو أربعة أضعاف الميزانية

75

مليون دولار ميزانية فيلم Hostage وهي مرتفعة جداً بالنسبة لفيلم من هذا النوع

77

مليون دولار عائدات Hostage ما يعد إخفاقاً تجارياً كبيراً

Email