«بيرفكت داي».. سيناريو جيد يفتقد التشويق

ت + ت - الحجم الطبيعي

إنه عام 1995 في مكان ما في البلقان، حيث الحرب التي أتت على الأخضر واليابس، والتي استلهم المخرج الإسباني فيرناندو ليون دي أرانو منها أحداث فيلمه الجديد «بيرفكت داي» الذي تميز بحبكة نصه الجيدة ولكنه افتقر إلى التشويق، بعد أن ألبس فيه الممثل البورتريكي بينيتسيو ديل تورو زي موظفي المنظمات الانسانية.

قصة الفيلم تبدأ عندما يتم اكتشاف جثة رجل تطفو على سطح الماء داخل بئر ماء يعد من أهم الآبار الموجودة في المنطقة، كونه يمد سكانها القرويون بما يحتاجونه من مياه، ليقفوا مكتوفي الأيدي أمام معضلة الجثة التي تنذر باستمرار وجودها في البئر بكارثة صحية في المنطقة، لتبدأ محاولات «مامبرو» (بينيتسيو ديل تورو) الموظف بمنظمة «مساعدة عبر الحدود» بانتشال الجثة، إلا أن كافة محاولاته تفشل بعد انقطاع الحبل لتعود الجثة إلى مكانها، ليبدأ مع زملائه بمحاولات جديدة تقف البيروقراطية والحرب التي قسمت البلاد حائلاً أمام نجاحها، ليأتي الحل النهائي من خلال الأمطار التي ترفع مستوى المياه في البئر وتؤدي إلى إخراج الجثة.

ورغم أن الأحداث تدور في ساحات الحرب، إلا أن المخرج دي أرانو لم يجنح فيها لتصوير الحرب كما هي، مفضلاً تقديم آثارها وويلات، من خلال مجموعة رموز آثر دي أرانو (وهو كاتب السيناريو بالتعاون مع ديغو فارياس) إلى تحميلها بالفيلم الذي دارت أحداثه على نار هادئة، ما أفقده الكثير من التشويق التي عادة تميز هذه النوعية من الأفلام، حيث جنح دي أرانو بالفيلم إلى تقديم المشاهد الإنسانية الخالصة من دون الخوض في تفاصيل الصراع الدائر في البلقان إلا من خلال جمل بسيطة نثرها في ثنايا حوارات الشخصيات التي نتابعها أثناء محاولاتهم البائسة في الحصول على حبل لانتشال الجثة لإنقاذ السكان، كما في مشهد زيارة ماميرو إلى بيت الطفل «نيكولا»، حيث يكتشفون مقتل والدي الطفل الذي يعتقد أنهما هاجرا المنطقة نحو أخرى بحثاً عن الأمان تمهيداً لنقله وجده اليها.

وفي الوقت الذي تميزت فيه ساعة الفيلم الأولى بمجموعة مشاهد نتعرف فيها على الشخصيات، إلا أن ساعته الثانية لم تكن أفضل، فقد حملت مشاهد عدة كان بالإمكان الاستغناء عنها بسهولة، كالمشهد الذي يجمع ماميرو بصديقته القديمة التي تعمل في الاطار نفسه، ويستعيدان فيه ذكرياتهما، والمشهد الذي يتحاور فيه ماميرو مع رفيقه بي حول الموظفة الجديدة.

اداء

تميز بينيتسيو ديل تورو بأدائه في الفيلم فمن خلاله أثبت قدرته على التلون في أفلامه، فهو رجل العصابات في «اسكوبار: الفردوس المفقود» (2014) والشرطي النظيف في «سيكارو» (2015).

تقييم الفيلم: 3/5

Email