أحداثه تتشابه مع فيلم ويبلاش

الموسيقى الكلاسيكية تخطف بطولة «بوي كوير»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هل قصد المخرج الكندي الفرنسي فرانسوا جيراد المعروف بشغفه في الموسيقى الكلاسيكية، من خلال فيلمه «بوي كوير» أن يقدم لنا نسخة ثانية من فيلم المخرج دامين شازيل «ويبلاش» (2014) الفائز بجائزة الأوسكار، أم أنها الصدفة هي التي وضعت الفيلمين على خط واحد؟

سؤال يلوح بقوة أمامك كلما توغلت أكثر في مشاهدة «بوي كوير» الذي تتجلى فيه الموسيقى الكلاسيكية بكل روعتها، في وقت يتتبع فيه السيناريو مسارات الطفل ستيت (الممثل غاريت وارينغ) الحياتية، وتحولها من الانحراف إلى النجومية التي ضمنتها له الموسيقى. قصة الفيلم التي كتبها بن ريبلي تدور حول الطفل ستيت، الذي نراه في البداية متمرداً، لندرك فيما بعد أن سبب اضطراب شخصيته يعود إلى طبيعة وضع والدته المدمنة على الكحول، ويتولى هو بنفسه رعايتها، في معاكسة لتقاليد الطبيعة. وسرعان ما يتغير مسار حياته بعد فقدانه لوالدته التي تذهب ضحية لحادث سيارة، ليكتشف أن لديه والداً ثرياً، تخلى عنه لكونه ابناً لعلاقة عابرة.

صوت ملائكي

ورغم سوء البيئة التي يعيش فيها ستيت، إلا أن الحظ يظل يطارده، حيث تكتشف مديرة مدرسته ستيل (ديبرا وينغير) امتلاكه صوتاً ملائكياً يؤهله للانضمام إلى أهم المدارس الموسيقية، وتعمل على تدبير تجربة أداء له مع «كارفال» (دستين هوفمان) المسؤول عن اختيار وتدريب الطلبة في مدرسة «انترناشيونال بوي كوير»، إلا أن الخوف من المستقبل يفقده الفرصة، لتعمل ستيل على اقناع والده الثري الذي كان يرغب بإيداعه في دار لرعاية الأيتام، لإدخاله المدرسة الموسيقية، حيث مستقبله، لنشهد مساراً جديداً في حياة ستيت ونعيش معه خطواته الأولى نحو النجومية، حيث يؤمن كارفال بصوته الذي يؤهله لترأس كورال المدرسة في أهم احتفال تقيمه في تاريخها.

مقاربة عالية بين «بوي كوير» و«ويبلاش»، فهما متشابهان كثيراً، فكلاهما يعتمد قصة طالب ومعلم ومحاولة الوصول للقمة، ففي الوقت الذي يكون المعلم فليتشر في «ويبلاش» قاسي المعاملة مع طلبته، وتتراوح علاقته مع «اندرو» بين الإعجاب والكراهية، نجد أن العلاقة بين «كارفال» و«ستيت» في «بوي كوير» كانت أكثر دفئاً وسلاماً، وذلك مرده إيمانه بموهبته. وفي السياق ذاته، لم يأت كلا الفيلمين على استعراض تاريخ المعلمين أو أصولهما العائلية، ليبدو ذلك مقصوداً، لأن الهدف هو التركيز على تفاصيل القصة وطبيعة العلاقة التي تجمع الطالب بمدرسيه.

تفاصيل

امتلاك السيناريو لتفاصيل كثيرة، وتركيزه على مسارات الطفل ستيت، لم يقف حاجزاً أمام الموسيقى التي امتلكت بطولة الفيلم، حيث يظهر لنا قدرة المخرج على توظيفها بطريقة جميلة، من خلال مزجها مع الأحداث، فمن خلال المتابعة يمكن للمشاهد أن يتلمس مدى إصراره لأن يكون الفيلم موسيقياً بالدرجة الأولى، وذلك من خلال استخدامه المكثف للموسيقى التصويرية، واعتماده على تقديم أغنيات بأصوات رائعة يمكنها أن تحلق بالمشاهد في فضاء الموسيقى الواسع، ليعكس لنا الفيلم شغف فرانسوا جيراد بالموسيقى، والذي سبق له التعبير عنه في أفلام «ريد فايولين» (1998) و«ثيرتي تو شورت فيلمز اباوت غيلين غولد» (1993).

أداء سلس

يحسب للمخرج تمكنه من أدواته، وقدرته على تقديم مشاهد سلسلة، وقد ساعد في ذلك سلاسة الأداء الذي قدمه الممثل دستين هوفمان من خلال شخصية المعلم «كارفال»، التي تظهر مدى تمكنه من التلون في الشخصية، فتارة نراه حازماً قاسياً ونجده تارة أخرى حنوناً، في المقابل، قدمت كاثي بيتس في دور مديرة المدرسة الموسيقية أداءً ناجحاً من خلال تنوع شخصيتها ما بين الصرامة والحنان والشعور بالمسؤولية تجاه الطفل ستيت.

Email