استمد أحداثه من رائعة سوزان كولينز

«ألعاب الجوع - موكينغجاي» ألم الحب والمعاناة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس غريباً أن يحتل فيلم «ألعاب الجوع: موكينغجاي 1» صدارة شباك التذاكر الأميركي، فقد بنت الشركة المنتجة له آمالاً كثيرة عليه، مدعومة بما حققه فيلما «ألعاب الجوع» و«ألعاب الجوع: الاشتعال» من نجاح إبان عرضهما في في 2012 و2013 على التوالي، ليكون فيلم «موكينغجاي» مؤسساً لثلاثية جديدة لا يزال جزءاها الثاني والثالث في مواقع التصوير.

فضلاً عن اختيارها للمخرج فرانسيس لورانس صاحب أفلام «ماء للفيلة» (2011) و«أنا أسطورة» (2007) و«قسطنطين» (2005)، ليكون مخرجاً لأحداث هذا الفيلم المليء برسائل يدور محورها حول ألم الحب والثورة والمعاناة، معتمداً فيه على رائعة الكاتبة سوزان كولينز الحاملة للعنوان نفسه، وعلى ما تمتلكه الممثلة جنيفر لورانس من مواهب وقدرة فنية عالية.

مشاهد استفزازية

في ليلته الافتتاحية حقق الفيلم نحو 121 مليون دولار، وهو مبلغ جاء أقل من المتوقع مقارنة مع الفيلمين السابقين، إلا أن أكثر ما يميز الفيلم هو قدرته على استفزاز مشاهده، بأن كيف يمكن للسينما أن تنتصر للعالم الذي نحلم به بأن يكون خالياً من الفقر والديكتاتورية وتحكمه أواصر السلام، وكيف تكون معاناة البشر الذين يقعون تحت نير الظلم الذي يؤثر فيهم كثيراً ويدعوهم للالتحاق بثورة يرون فيها أملاً بالتحرر من قبضة الطاغية.

وكما شكلت سلسلة أفلام «ألعاب الجوع» فتحاً جديداً للممثلة جنيفر لورانس على عوالم الشهرة، رغم أنها لم تكن الاولى في مسيرتها السينمائية، فقد شكلت هذه السلسلة فتحاً أمام رواية الكاتبة سوزان كولينز الحاملة للعنوان نفسه، والتي استمدت أحداثها من عمق التراجيديات اليونانية وألعاب القوى الرومانية الشهيرة، عبر وضعها في قالب مستقبلي تسيطر فيه أقلية تعيش في مدينة «الكابيتول» المترفة.

والتي تسيطر على أغلبية تعيش في ضواحي ينخرها الفقر والمعاناة والظلم، لدرجة تحرم فيها من الأسماء التي تستبدل بقطاعات مرقمة، ومطالبة بتأمين الرفاهية للكابيتول مقابل منحه لها الأمن والنظام، لتبدو هذه القطاعات على شفا الانتفاض على الكابيتول أملاً بحصولها على استقلالها والعيش الكريم.

علاقات عاطفية

لم يقترب المخرج لورانس في هذا الفيلم من دائرة العنف كثيراً رغم ما نشهده من ألم ومعاناة لسكان القطاعات، وفضل اللعب على وتر العلاقات العاطفية التي نجد أنه اقترب منها كثيراً عبر علاقة «كاتنيس» (جنيفر لورانس) مع «بيتا» (جوش هوتشرسن) الذي يقع في أسر الكابيتول، والذي يتم تحريره فيما بعد، ليكون شخصاً آخر.

المخرج لورانس أبقى نهاية الفيلم مفتوحة دون أن يمنح النصر للكابيتول أو ثوار القطاعات، ليساعده ذلك على ربط أحداث هذا الجزء مع بقية أجزاء السلسلة والتي يغيب عنها الممثل فيليب سايمور هوفمان الذي رحل في فبراير الماضي.

عين النقاد

لم يغب أداء الممثلة جنيفر لورانس في هذا الفيلم عن عين النقاد الذين أشادوا بالفيلم مانحين إياه درجة متقدمة تجاوزت الـ 7 علامات، فقد تمكنت من إثارة انتباههم بأدائها الحقيقي والذي لا يمكن الاستهانة به، ليعزز ذلك من وسائل حضورها كنجمة سينمائية قوية ومحبوبة، قادرة على حمل جائزة الأوسكار التي فازت بها عن دورها في فيلم «سيلفر لايننغ بوك» الذي قدمته في 2012.

ليبدو أن جنيفر تشعر فعلاً «بشغف كبير حيال هذه السلسلة وهو ما يجعلها تواصل العمل فيها»، بحسب قولها في إحدى المقابلات، والتي أكدت فيها حبها للشخصية التي تقوم ببطولتها، وحبها للموضوع ولأجواء الفيلم المختلفة.

Email