أحداثه تدور خلال فترة ما قبل اكتشاف النفط في الكويت

سيناريو «الماي» يعيد عبد الله بوشهري إلى السينما

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 

ما أن تبدأ الحديث مع المخرج الكويتي عبد الله بوشهري، حتى تتلمس عشقه للسينما، التي نشأ عليها ودرسها في الولايات المتحدة الأميركية، ليبدأ خطواته فيها بفيلم «بطل كويتي» القصير..

ومن بعده في 2006 بأول وثائقي طويل له عنوانه «فقدان أحمد»، ليعود في 2011 إلى مهرجان الخليج السينمائي حاملاً معه فيلم «ماي الجنة» الذي خرج منه فائزاً بجائزة المسابقة الخليجية، حيث بدا هذا الفيلم علامة بارزة في مسيرة بوشهري الذي يعود هذا العام بسيناريو فيلمه الجديد «الماي»، لينافس به على جائزة أي دبليو سي للمخرجين الخليجيين..

ويقدم فيه قصة درامية متشابكة الخطوط، محورها الأساسي العطش للحب والحياة، ألف خطوطها عبد الرحمن الصالح صاحب سيناريو فيلم «بس يا بحر» (1963)، ليؤكد بوشهري في حواره مع «البيان» أن فيلمه يقوم على قصة درامية بحتة، ويؤرخ فيه لحقبة زمنية غابت عن السينما الخليجية، مؤكداً بأن أي فيلم سينمائي هو عمل توثيقي للتاريخ.

موجة

في فيلمه الجديد يعيدنا بوشهري إلى فترة ما قبل اكتشاف النفط في الكويت التي تتعرض لموجة جفاف عارمة، ليسرد لنا قصة «محمد» صاحب الصوت الشجي الذي يصدح به في أزقة المدينة الجافة، معبراً عن حبه لـ «طيبة»، ليواجه الحبيبان جملة من العوائق الاجتماعية، في وقت يتخذ فيه سكان المدينة تدابير يائسة للحصول على الماء.

ماء

بين الماء والحب، تسير خطوط الفيلم، الذي يعتبر مخرجه بوشهري أن القاسم المشترك يكمن في «العطش» للحياة والحب، وقال لـ «البيان»:

 «أحداث القصة تقع في الكويت قبل نحو 100 عام، ولكنها في الوقت نفسه، تعد قضية معاصرة، فالماء يمكن اعتباره رمزاً لكل شيء، فضلاً عن ارتباطه بموضوع الساعة حالياً، حيث يناقش العالم شح المصادر، في ظل الأزمات الاقتصادية والحروب التي يعاني منها البشر حالياً..

وهذا كفيل بأن يولد فكرة العطش لكل شيء». وأضاف: «لا تناقض بين الخطوط الأساسية للقصة، ففي الوقت الذي يعيش فيه الناس حالة عطش للماء والحياة، هناك من يعيش حالة عطش للحب، وكلاهما يحتاج إلى ما يروي ظمأه».

بدايات

عودة بوشهري في فيلمه إلى بدايات القرن الماضي، لا يبدو أمراً اعتباطياً، وإنما يحمل فيه ملامح توثيقية لتلك الفترة، وفي ذلك قال: «يبرز الفيلم جمالية الحقبة الزمنية التي تدور فيها الأحداث، والأهم من ذلك أنه لا يوجد لدينا خليجياً عمل سينمائي يتطرق لتلك الفترة»، وتابع: «التوثيق جزء من الفيلم، ولكنه ليس أساسياً»، مشيراً إلى أن أي فيلم سينمائي، وبغض النظر عن قصته، يحمل جانباً توثيقياً للإنسان والثقافة بشكل عام.

لوحات

لتوثيق تلك الفترة، استفاد بوشهري كثيراً، وبحسب قوله، من تجربة والده الفنان التشكيلي عبد الرسول سلمان، وقال: «تربيت في بيت فني، وتشبعت عيناي بلوحات والدي والتي كان جزءاً كبيراً منها يؤرخ لتلك الحقبة، ولذلك اعتقد أنني محظوظ جداً بأعمال والدي التي اعتبر أنها شكلت إضافة جديدة لي، لا سيما وأنها سمحت لي أخذ اللوحة التشكيلية نحو البعد البصري السينمائي»..

وبرغم اعتماده على لوحات والده، إلا أن بوشهري لم ينكر دور كبار السن في رفده بملامح تلك الفترة، وقال: «الكثير من التفاصيل الخاصة بتلك الفترة، يمكن استقاؤها من كبار السن، الذين عايشوا تلك الفترة، ومن بينهم الأستاذ عبد الرحمن الصالح الذي تولى تأليف سيناريو هذا الفيلم».

دراما

لم يقترب عبد الله بوشهري خلال مسيرته أبداً من دائرة الدراما التلفزيونية، ورد ذلك إلى عشقه الكبير للسينما التي قال إنه «ولد وعاش في أتونها»، مشيراً إلى أن التلفزيون لم يستهوه أبداً، فضلاً عن وجود عدد كبير من الشباب الذين تمكنوا من رفد التلفزيون بطاقة جميلة جداً.

Email