أفلامها حبيسة المهرجانات

التمويل والتسويق يواجهان سينما الطفل العربي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي تزخر به قوائم صالات السينما التجارية بعشرات أفلام الطفل القادمة من هوليوود، إلا أنها تفتقر لأفلام الطفل العربية، التي بات حضورها الخجول مقتصراً على المهرجانات السينمائية، الأمر الذي أدى إلى تراجع الاهتمام العربي عموماً بسينما الطفل، رغم ارتفاع الايرادات التي تحصدها أفلام الأطفال، ما يثير سؤالاً عن الأسباب التي أدت إلى الضعف الذي يعاني منه جسد سينما الطفل العربي، وبحسب الآراء التي استطلعتها «البيان»، فإن عدم وجود اهتمام كبير بقضايا الطفل، وغياب التمويل وتعثر التسويق أدت إلى ابتعاد صناع السينما عن أفلامه، ليهربوا منها إلى أفلام الكبار، لتبقى أفلام الأطفال حبيسة أروقة المهرجانات فقط.

وبالنظر لأهمية مشاركة الطفل في الانتاج السينمائي، فقد أطلت علينا الشارقة أخيراً بمهرجان متخصص بسينما الطفل يقدم في فعالياته وجبة دسمة من أفلامه، ليكون «منصة لعرض أفلام الطفل»، بحسب ما قالته الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، التي لخصت أسباب ضعف سينما الطفل العربي وابتعاد صناع السينما عنها، بعدم وجود منصة لعرض أفلام الأطفال، وأكدت أن ذلك مثل سبباً في تأسيس مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، وقالت: «على أرض الواقع لا يوجد بالخليج سوى مهرجانين فقط للأطفال هما الشارقة وأجيال السينمائيين، فيما تعقد مصر مهرجاناً واحداً فقط، بينما في أوروبا هناك اهتمام عال بسينما الاطفال، وخصصت لها العديد من المهرجانات الضخمة».

جواهر القاسمي، أشارت في حديثها إلى وجود مخرجين انطلقوا أساساً من أفلام الاطفال، إلا أنهم سرعان ما ابتعدوا عنها لعدم وجود منصة عرض واضحة، وتوقعت جواهر أن تشهد سينما الطفل عودة المخرجين إليها خلال السنوات المقبلة، مع اشتداد عود مهرجانات الاطفال السينمائية، لتفند في الوقت نفسه، مبرر عدم وجود المنتج للنهوض بسينما الأطفال، بقولها: «المنتج متوفر في المنطقة، ولكن يجب على صناع السينما البحث عنه، وإقناعه بفكرة الفيلم».

موروث خاطئ

وحملت الفنانة أمل حويجة المتخصصة بفن الأطفال، مسؤولية ضعف سينما الطفل العربي إلى الانتاج، وتأخر الاهتمام العربي بثقافة الطفل، قائلة: «لا تزال سينما الطفل عربياً ساكنة في المرتبة الثانية، بعد أفلام الكبار، وهذا موروث خاطئ، وأحد أسبابه تأخر الاهتمام العربي بثقافة الطفل وبفن السينما، ومن خلال خبرتي، فالطفل يهتم كثيراً بأي مادة تقدم له إذا كانت جميلة وشيقة، فيما يبتعد عنها إذا كانت مملة حتى وإن كانت تتضمن أفكاراً مهمة».

وأضافت: «اذا نظرنا للسينما العربية، نجد أن سينما الكبار تتفوق على أفلام الأطفال، وإنها أكثر قدرة على اغراء صناع الأفلام لتوفيرها، بسبب توفر الانتاج الذي يشكل عدم توفره في سينما الطفل، سبباً في ضعفها، لأن أفلام الطفل عادة تحتاج إلى تمويل، وخيال خصب، وأفكار تتناسب مع الطفل، كما يحتاج انتاجها لكادر كبير من العاملين والمتخصصين».

ساير الجنة

المخرج سعيد سالمين، المشغول حالياً بفيلمه الجديد «ساير الجنة» الذي يتناول احدى قضايا الطفل، ذهب في حديثه ناحية غياب قضايا الطفل عن السينما الخليجية، مؤكداً في الوقت نفسه، وجود اهتمام عربي بسينما الطفل، ضارباً المثل بما تقدمه سينما دول المغرب العربي.

وقال: «لا يمكن أن نعتبر سينما الطفل العربي ضعيفة بالمطلق، فهناك اهتمام بها في دول المغرب التي قدمت أفلاماً جميلة وجذابة، والأمر كذلك ينسحب على السينما العراقية والمصرية أيضاً، ولكن خليجياً أشعر أن السينما لم تتوغل جيداً في طرح قضايا الطفل، وظلت بعيدة عنها، رغم وجود أطفال تولوا دور البطولة في أفلامها، وأعتقد أنه حان الوقت لأن توجه السينما الخليجية اهتمامها للطفل».

وتابع: «من واقع خبرتي في المهرجانات، فأفلام الأطفال الأكثر حظاً للفوز بالجوائز وبالحضور الجماهيري، عازياً السبب إلى طبيعة محتواها الانساني، والبراءة التي تلعب دوراً مهماً في إثارة تعاطف المشاهد مع القضية المطروحة».

أفكار موجهة

المخرج عبدالله حسن أحمد أبدى معارضته لإنتاج أفلام ذات أفكار موجهة للأطفال، مشيراً إلى عدم وجود نموذج واضح لسينما الطفل في العالم يمكن الاقتداء به، معتبراً أن ما تنتجه ديزني من أفلام يصب في خانة الترفيه فقط، ولا يظهر أي اهتمام بالطفل، وأكد أن الأفلام الناجحة هي تلك التي تعتمد في بطولتها على الأطفال وتتخذ من معاناته وقضاياه خطاً رئيسياً لأحداثها.

وقال: «أنا مع الأفلام الابداعية التي يكون الطفل فيها الشخصية الرئيسية، وفي هذا المجال أنتجت السينما العربية أفلاماً جيدة على قلتها».

وأضاف: «أعتقد أن ربط الطفل بالرسوم المتحركة فقط، إنما يشكل اشكالية، لأنه لا يجوز التعامل معه على أنه إنسان لا يعرف، فضلاً عن أن أفلام الانيميشن العربية لم تكن موفقة إلى حد بعيد».

Email