«غزة تنادي».. الاغتراب داخل وطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

"هذه هي معاناة يومية لكل من يسكن في المكان "الخطأ" ويتزوج من شخص يحمل الهوية الخاطئة، أو ولدوا في المدينة "الخطأ"، بهذه الجملة فضلت أن تنهي المخرجة الفلسطينية ناهد عواد فيلمها "غزة تنادي" الذي يعكس معاناة الغرباء داخل أوطانهم، فيما فضلت أن تبدأه بمشهد لشاطئ بحر غزة، حيث تحاول أم أن توضح لطفلتها عملية الفصل بين غزة والضفة الغربية، بشرح بسيط على خارطة فلسطين المرسومة على شاطئ البحر.

مشاهد عديدة في هذا الفيلم الذي تشارك فيه ناهد ضمن مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية، قد تدمع العين، رغم إنها لا تحمل أياً من أشكال العنف أو القتل أو حتى مشهد للاحتلال، بقدر ما تروي هذه المشاهد معاناة حقيقية يعيشها الفلسطيني يومياً، ليجد نفسه بين لحظة وأخرى غريباً في وطنه، لا يمكنه زيارة عائلته حتى في أحلك الظروف، والسبب وجود حاجز كبير يفصل غزة عن الضفة يدعى "ايرز".

مشاهد صادقة

المتابع لهذا الفيلم، يجد أن مخرجته ناهد الحاصلة على جائزة "ترابل بلازار" من السوق الدولية للفيلم الوثائقي في 2009، حاولت أن تقدم فيلماً شفافاً بمشاهد صادقة موثقة بشهادات عديدة من مواطنين يعيشون معاناة هوية "غزة" يومياً، مبتعدة بذلك عن طريقة الوثائقي العلمي الذي يعتمد على الأرقام والدراسات، واتباع ناهد لهذه الطريقة بدت محاولة منها لتقديم فيلم محمل بالمشاعر الإنسانية، لتقدم لنا من خلالها وجهاً آخر للمعاناة الفلسطينية والتي قد لا تظهر جلية على شاشات التلفزة العالمية، رغم احتلال الحدث الفلسطيني لصدارة نشرات أخبارها.

ومن الواضح أن ناهد أرادت أن توصل رسالة خالصة للجميع مفادها "أن المصائر كلها معلقة بالمعابر، وأن لا حرية حتى في الحركة"، ما يجبر الفلسطيني على أن يكون متسللاً داخل وطنه الأم، ليعيش حياة ظاهرها طبيعي ولكن باطنها يفضي الى خلاف ذلك.

Email