وفاة الموسيقار السوداني محمد وردي عن 79 عاما

ت + ت - الحجم الطبيعي

شيع السودان فقيد الفن محمد وردي الذي غيبه الموت في ساعة متأخرة من مساء أول من امس عن عمر يتجاوز الثمانين عاما مليئة بالعطاء والانجازات بعد صراع طويل مع المرض ، وقد تقدم الموكب الرئيس السوداني عمرالبشير ولفيف من القادة والسياسيين وكبار المسؤولين بالدولة والمواطنين .

حيث ووري الثرى في الثامنة من صباح امس بمقابر فاروق في الخرطوم واقيم العزاء بمنزله في المعمورة الذي شهد تدافعا كبيرا من المحبين لفنه من فنانين وموسيقيين وشعراء وملحنين ورجال الفكر والأدب وأصدقاء وأسرة الفقيد الراحل.

 

أسطورة فنية

ملأ وردي الدنيا بألحانه واغنياته العذبة لاكثر من 50 عاما سجل خلالها مئات الاغنيات الخالدة فى الاذاعة والتلفزيون وكثير من الوسائط الاعلامية وعاش وردي طويلا بدول المهجر ثم عاد الى ارض الوطن بعد طول غياب في السنوات الاخيرة ليفارق الحياة بالخرطوم كما تميز بإدخاله القالب النوبي والأدوات الموسيقية النوبية في الفن السوداني مثل الطمبور.

كما عرف عنه أداؤه الأغاني باللغتين النوبية والعربية ، منح الراحل الدكتوراة الفخرية من جامعة الخرطوم في عام 2005م تقديراً لمسيرته الفنية لأكثر من 50 عاماً ولأدائه ما يزيد عن 300 أغنية، وباعتباره أسطورة فنية سودانية وموسوعة موسيقية.

وجاء وداع الوسط الفنى السوداني لفقيده بحزن عميق لانه علم من اعلامه وأحد سفراء الاغنية، وقد لبى نداء ربه في ساعة متأخرة من مساء أول من امس بالخرطوم بعد صراع طويل مع المرض، وبعد أن كانت حالته الصحية قد استقرت نوعا ما .

وهو في غرفة العناية المركزة ، إلا أن موقفه الصحي كان حرجا فأسلم الروح الى بارئها بعد رحلة طويلة عامرة بالعطاء فى مجالات عدة فى الفن والتعليم وهو الاستاذ ومربي الاجيال وأحد الذين ساهموا اسهاماً كبيراً فى وضع الاركان الرئيسية لمسار الأغنية السودانية باختياره للكلمة الرصينة والمموسقة متعاملا مع عدد كبير من الشعراء . والراحل صاحب ملكة كبيرة فى التلحين لأغنياته التى تغني بها وستظل خالدة فى وجدان المتلقي السودانى والعربي والافريقي .

 

علامة مضيئة

شكل رحيل محمد وردي فقدانا كبيرا للمجتمع السودانى باعتباره إحدى العلامات المضيئة فهو الفنان الملتزم بضوابط وأهداف الفن كإنسان يملك قيماً نبيلة بشهادة أهل الفن داخل وخارج السودان ، وقد نعت رئاسة الجمهورية في بيان رسمى الفقيد ووصفته بهرم الأغنية السودانية واكدت ان وردى كان علما في سماء الأغنية السودانية بل واستطاع أن يعبر بأعماله إلى العديد من البلدان العربية والإفريقية.

ونعى وزير الثقافة السمؤال خلف الله الفنان الراحل للأمة السودانية مؤكدا أن رحيله فقد للغناء العربى وليس السودانى وقال : ان وردى ظاهرة فنية لن تتكرر وفقدت البلاد برحيله اكبر رموزها الفنية على الاطلاق ، أما الفنان ابو عركى البخيت قال فى تصريحات صحافية: رحيل وردى خلف فراغا هائلا فى حقل الموسيقى والغناء لايمكن ان يملأ قريبا .

واضاف : وردى احد الرموز التى التف حولها السودانيون بمختلف انتماءاتهم ودياناتهم واعراقهم أنه جامع المختلفين الذين احبوه بصدق ، و احتسب الصادق المهدي رئيس حزب الأمة الفنان وردي ونعاه للشعب السوداني عامة والوسط الفني خاصة، وعزى أسرته ومحبي فنه .

 

نبذة

 

 

 

 

محمد وردى من مواليد قرية صواردة بجنوبى مدينة عبرى شمال السودان عام 1932 ونشأ فيها يتيما وتربى في كنف عمه فأحب الادب والشعر والموسيقى. وشهدت مدينة شندي اولى مراحله عندما انتقل اليها لاكمال تعليمه هناك ثم عاد الى حلفا من جديد بعد ان درس بمعهد التأهيل التربوي.

Email