أرصدة بالدولار والمغنون أوفر حظاً من الممثلين

ثروات الفنانين العرب.. حسابات متباينة

ت + ت - الحجم الطبيعي

سئلت أليسا ذات مرة من هو الفنان الذي يزيدك ثروة؟ فقالت دون تفكير: عمرو دياب، فثروته زادت على الأربعين مليون دولار أميركي، وبهذا كشفت أليسا عن ثروتها وعن ثروة أغنى أغنياء الفنانين العرب، وربما قلنا: الفنانون العرب لنمزج بين الممثلين والمغنين، ولكن هذه المعادلة ظالمة بالنسبة للممثلين الذين يعتبرون مهيضي الجناح مقارنة بالمغنين الذين يتغنون بثروات طائلة ومبالغ باهظة يقبضونها بالدولار مع كل حفل يقومون به، وربما يعتبر عمرو دياب نفسه صاحب أعلى أجر في الساحة الفنية العربية؛ إذ يتقاضى على الأقل مئة ألف دولار عن الحفل الواحد، ويقال وفقا لمصادر غير رسمية إن النجم الإماراتي حسين الجسمي ينافسه في سعر الحفل ، حيث زاد على المئة ألف دولار.

وبطبيعة الحال تعتبر أليسا وعمرو دياب وهيفاء وهبي ونانسي عجرم وعاصي الحلاني من أصحاب الثروات في الوطن العربي من حيث الغناء، أما على صعيد الممثلين فإن ثرواتهم تقل بكثير، بل قد لا يوجد ثري بلغة الأرقام بين الفنانين الممثلين العرب، وربما يعتبر يحيى الفخراني هو صاحب الأجر الأعلى في المسلسلات العربية، ووصل سبعة ملايين جنيه، ويقابله عادل إمام الذي وصل إلى أحد عشر مليون جنيه في السينما.

وأمام الأرقام الخيالية التي يجري التعامل بها في أوساط الفنانين اليوم يجد المرء قدرا من الظلم كان يطال نحوم أيام زمان، ومن المؤسف حقا ان يقال ان عبدالحليم حافظ مات ولا يملك إلا الفيلا الخاصة به ورصيداً في البنك لا يتجاوز عشرين ألف جنيه، حسب ما تشير إليه الكثير من المصادر الإعلامية، ومثله كان فريد الأطرش أيضا الذي مات وترك أملاكا عقارية بسيطة ورصيداً يكاد لا يذكر، وربما وحسب ما هو معروف فإن معظم ما كان يحصل عليه الأطرش كان يبدده في المراهنات وسباق الخيل. ويكاد يكون الراحل محمد عبدالوهاب أحد أكثر الميسورين بين أبناء جيله، إذ إنه كرم غير مرة وكان له رصيد جيد في البنك، ولكن لم يصل مثلا لربع مرحلة عمرو دياب.

في حين يروي الكثيرون أن أهم ثروة لممثل عربي هي للفنان الراحل رشدي أباظة الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب بفعل غنى والده، واستمر الحال على ما هو عليه من وراء الفن، وبفعل عدد كبير من الأفلام نفذها أباظة دون ان يقل أجره عن أعلى أجر يحصل عليه فنان مصري في السينما المصرية، وجاء فريد شوقي ومحمود المليجي قبل أن يسطع نجم عادل إمام، وفي النهاية لا توجد ثروات حقيقية تقدر في ذمة الممثلين المصريين على عكس المغنين.

ويؤكد النجم السوري جمال سليمان الذي بات يقدم أعمالا مصرية أكثر من أعماله السورية في السنوات الأربع الأخيرة أن حال الفنان المصري هي الأهم عربيا، إذ إن الأجر الذي يحصل عليه هو الأبرز والأعلى بأربعة أضعاف على الأقل قياسا بأي وسط درامي عربي آخر، لافتا الى ان الممثلين العرب عموما لا يمتلكون ثروات قياسية مقارنة مع المطربين.

وعزا سليمان عدم وجود ثروات لدى الفنانين العرب إلى ضعف الأجور التي يتلقونها وإلى عدم دعم شركات الإعلان لهم، إذ إن الوضع الاقتصادي بالنسبة للفن العربي يعتبر ناشئا حتى الآن، وهناك معايير كثيرة تنقص الوضع الفني العربي حتى يقال إن حال الفنان فيه معزز مكرم ولديه رصيد مالي أسوة بنجوم هوليوود أو بوليوود ، فالأمور كلها مرتبطة ببعضها البعض ولا يمكن الازدهار في ناحية بينما تعاني باقي الأمور من تراجع، نافيا ما قيل إنه جمع ثروة من خلال الأعمال التي شارك بها وقدمها في مصر، طالبا أن يتم تقدير مبلغ الثروة حتى يقال عما يملك انه ثروة، مقللا من أهمية هذه الشائعات عموما.

وبدوره أكد الفنان غسان مسعود الذي حصل على أعلى اجر في حياته في فيلم «مملكة الجنة» الذي أخرجه ريدلي سكوت أن هناك ظلما يحيط بالفنان السوري، الذي يقدر في الخارج أكثر من تقديره في الداخل، اذ ان هناك الكثير من الإبداعات والمواهب المظلومة في سوريا، وهي بانتظار أن تجد بارقة أمل في الخارج، وعموما من الصعب القول إن هناك ثروات مالية محددة في أرصدة الفنانين السوريين.

فمعظمهم يبحث عن الكفاية وعدم الحاجة بافتتاح مطعم أو من خلال عمل تجاري ما إلى جانب التمثيل، لأن التمثيل على العكس من كل دول العالم لا يعطي دفعا للأمام على المستوى المادي، وهو لا يجعل الفنان يعيش في حال مادية مرتاحة، دائما هناك مشاكل مادية تحاصر الفنانين السوريين، ومن يقول ان لديه ثروة منهم سرعان ما يثير ضحك الآخرين لأنها ستعتبر نكتة الموسم.!

الفنان الإماراتي سلطان النيادي يرى أن وضع الفنان الإماراتي والخليجي جيد ولكنه لم يصل الى مرحلة تكوين ثروة من قبل النجم فيهم، لافتا الى أن الأجر يتحسن ولكن ليس بسرعة خرافية ولا يحقق معدلات سريعة وقياسية وبالتالي فإن أرقاما فلكية في حسابات الفنانين الإماراتيين غير موجودة حتما، ومعظمهم موظفون في دوائر حكومية او لديهم أعمالا تجارية خاصة وبحال من الأحوال الحديث عن ثروات لدى الفنانين الخليجيين غير وارد، وربما كان هناك ما يشير إلى وضع مالي جيد لدى الفنانين في الكويت ولكن على العموم لا يوجد ما يشير إلى وضع محترم مالي للفنانين في الخليج.. إنهم مساكين!

كشف حساب

في تقرير نشر عن ثروات الفنانين العرب قيل إن فيروز تمتلك 38 مليون دولار، وهي بدأت مشوارها الفني مع ألحان ومسرحيات الأخوين منصور وعاصي الرحباني في مهرجانات بعلبك والأرز في لبنان، وغنت في الالبرت هول في لندن، ولم تتراجع شعبيتها على مدى السنوات، وتباع ألبوماتها في أنحاء العالم.

ويحتل المطرب المصري هاني شاكر مرتبة جيدة بين المطربين، ويملك 32مليون دولار، والدته لعبت دور وكيل أعماله وكان لها فضل كبير في تدريبه المهني، منذ بداياته كعازف بيانو. وتحتل الفنانة الشابة إليسا المرتبة الرابعة، وتملك 31مليون دولار، يليها سلطان الطرب جورج وسوف الذي يملك 27مليونا. المطرب العراقي كاظم الساهر يملك 22 مليون دولار، وقد بدأ حياته بتدريس الموسيقى وأصدر ألبومه الأول «مدرسة الحب» عام 1997 الذي أعطاه لقب أفضل مطرب وموسيقي عربي. وتبلغ ثروة الفنانة نانسي عجرم 16مليون دولار، وهي عرفت بداياتها في الغناء بعد نجاحها في مباراة غنائية على تلفزيون المستقبل اللبناني.

الفنان المخضرم راغب علامة يملك 14مليون دولار وقد أطلقته مباراة تلفزيونية للغناء في لبنان، ويعتقد بأن معظم ثروته تأتي من جولاته الغنائية خارج العالم العربي. أما المطربة نجوى كرم فتبلغ ثروتها 13مليون دولار، وهي تسجل مستوى مرتفعا من مبيعات الألبومات في العالم العربي.

دبي- جمال آدم

Email