ظهر أولاً على مسرح باريس في سن التاسعة

عمر بشير صاحب «العود المجنون»

ت + ت - الحجم الطبيعي

عند سماعك موسيقى العازف عمر بشير ، تنتابك أحاسيس مختلطة ، فتارة تشعر وكأنك تريد أن تبكي وتارة أخرى ترغب في الضحك والرقص على أنغام ألبومة الجديد «العود المجنون» الذي يحوي مقطوعات موسيقية على حد تعبيره تحتاج تدريبا أكثر من 3 سنوات حتى يستطيع أي عازف تقديمها.

رفض التدريس في جامعات إسرائيل مقابل مليون دولار، واتهم بالتطبيع لمشاركته بمشروع «القدس مدينة السلام» بمصاحبة عازفين إسرائيليين، مرتئيا أن هناك مؤامرة تدبر للقضاء على الموسيقى الراقية، وذلك لأسباب منها إدخال الآلات الغربية إلى التخت الشرقي ، متناسين الآلات الشرقية مثل العود والناي ،وركض بعض عازفي العود وراء الشهرة ، متجاهلين دوره في نجاحهم.

تعلم من والده العازف العراقي الشهير منير بشير أشياء أهمها احترام الجمهور وآلة العود . «الحواس الخمس» حاوره في دبي ليتحدث عن ألبومه الجديد، و الاتهامات الموجهة إليه بالتطبيع مع إسرائيل و أسباب انفصاله عن روتانا.

الطفلة الحزينة

أراد بشير أن يثبت من خلال ألبومه الجديد «العود المجنون» أن آلة العود بإمكانها أن تعزف الألوان المختلفة، وتجعلك تغوص داخل أجواء من البهجة وأخرى من الحزن، فعند سماعك مقطوعة «الطفلة الحزينة» سينتابك شعور بالغبطة يعتصر قلبك.

حيث استوحى فكرتها عندما شاهد فيلما وثائقيا لفتاة عراقية لم يتجاوزعمرها أربع سنوات تلعب في الصحراء وسط أكوام من الزبالة، وقتها حاول ترجمة معاناتها بالموسيقى من دون كلمات، لينقلك بعدها لأجواء الرومبا والفلامنكو، وتقاسيم العود المهداة لروح والده العازف الشهير منير بشير، ثم يعود بك الى زمن الفن الجميل من خلال تقديمه مقطوعة «زوروني كل سنة مرة» للموسيقار سيد درويش، والمقامات العراقية بصوت الفنانة فريدة محمد.

استغرق إعداد ألبومه الجديد حوالي خمس سنوات، لأنه و ببساطة يريد تقديم مقطوعات موسيقية تطرب أذان الجمهور ، وتليق باسم عائلة بشير وبتاريخ آلة العود، فكل مقطوعة احتواها الألبوم تحتاج من وجهة نظره ثلاث سنوات تمرين حتي يستطيع أي عازف تقديمها.

يرى ان هناك مؤامرة للقضاء على الموسيقى الراقية، وذلك لأسباب من بينها إدخال آلات غربية إلى التخت الشرقي متناسين ألآلات الشرقية مثل العود والناي، في حين أن الفرق السيمفونية الغربية لا تستخدم العود ولا الموسيقى الالكترونية . ويضيف: نفتقر إلى مسارح خاصة بالموسيقى، توازي بمواصفاتها المسارح الغربية.

، وإن وجدت فلا نعثر فيها على أجهزة صوت متطورة، وإن وجدت الأجهزة، فلن نجد كوادر بشرية متخصصة من مهندسي صوت وإضاءة وتقنيين آخرين لتشغيلها.

فهؤلاء لا يجدون من يشجعهم على دراسة جادة لهذه التقنيات الحديثة ، فباختصار لا يوجد مسرح مجهز لعازف منفرد في الوطن العربي، بالإضافة الى عدم وجود مهرجانات للموسيقى والاكتفاء بمهرجانات للأغنية مبررين ذلك بأن «الجمهور عايز كده» غير مدركين لما يرغب الجمهور في سماعه، فهو يريد الاستماع الى فن راق بدلا من مشاهده أشباه مغنيات يتراقصن على المسرح ، أمثال هيفاء وهبي.

فنحن أمام استعمار حقيقي يريد القضاء على الفن الأصيل مثلما فعلت أميركا عند دخولها العراق من سرقة متاحف وحرق للمكتبة العربية للموسيقى لتدمير الجيل المقبل حتى لا يتمكن من معرفة تاريخه، فضلا عن ركض بعض عازفي العود وراء الشهرة متجاهلين دور العود في نجاحهم.

قومية زائفة

اتهم بشير بالتطبيع وذلك بسبب مشاركته في مشروع «القدس مدينة السلام» بمصاحبة عازفين إسرائيليين، وفي ذلك يقول: شاركت مع عازفين يحملون الجنسية الاسرائيلية، لكنهم في الأصل عرب، فالكثير من يهود إسرائيل من أصول عربية رفضوا ترك بلادهم، وحصلوا على جوازات سفر إسرائيلية.

وقد شاركت بمشروع «القدس عاصمة السلام» بموسيقى تدعو للسلام من خلال التقاء الأديان الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية، وإذا كنت مع التطبيع لوافقت على العرض الذي عرضته عليّ إسرائيل والذي ينص على التدريس في جامعات إسرائيل مقابل مليون دولار.

ويكفينا التحدث عن التطبيع من أناس يطالبون بالقومية ولا يعرفون شيئا عنها، فترى فنانين يتاجرون بالقضية وبالمآسي التي تحدث في العراق وهم يعيشون في الدول الأوروبية ينعمون بحياة مترفة.

الطفل المعجزة

جلس بشير يتذكر معنا بدايته الفنية التي تعلمها على يد والده وأستاذه العازف العراقي الشهير منير بشير الذي قدم العود كآلة منفردة، حيث أعاد لها قيمتها ومجدها وأدخلها العالمية، كان أول ظهور لعمر على أكبر مسارح باريس ليقدمه كعازف منفرد لآلة العود مدة عشر دقائق وعمره لم يتجاوز 9 سنوات.

لتعلن الصحف وقتها عن ظهور طفل معجزة في عالم الموسيقى بعدها توالت الحفلات الثنائية التي جمعتهما على المسرح. وعن الأشياء التي تعلمها من والده يقول: الرهبة من مقابلة الجمهور والوقوف على المسرح واحترام آلة العود، والتأني بالعزف.

اللاتين عود

عن أسباب انفصاله عن شركة روتانا بعد إصدار ألبومه السابق (اللاتين عود) يقول: كنت أول عازف ينضم لصفوف فناني روتانا، لكنني لم أجد الدعم المطلوب، ولم يتم توزيع ألبومي كباقي فناني روتانا، فقررت الانسحاب والانضمام لشركة (إي.إم.أي).

دبي - عبادة إبراهيم

Email