بعد أن حاصرتنا الامراض التحول الى الطعام النباتي.. أمر ملح

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد ان تعددت الامراض وسيطرت المخاوف والاوهام على البشرية جمعاء نتيجة لتفشي امراض اللحوم في كل مكان، اخذ الانسان يسعى الى الحصول على البديل الذي يمده بالغذاء السليم ويعينه على البقاء، خاصة بعد ما تعددت الامراض الناتجة عن تناول اللحوم والتي في الاساس لم تترك حظيرة الا وتحاول الدخول اليها بدءاً من العالم المتقدم وصولاً الى كافة ارجاء المعمورة. ولا شك ان البديل الذي يبحث عنه الانسان ويسعى اليه دائما الاطباء والعلماء بدأ يظهر ويسطع نجمه بعد ان اصبحت اللحوم ومشتقاتها مصدر خطر للانسان. ومما لا شك فيه ان اللحوم ظلت على المدى القريب والبعيد المصدر الاهم لامداد الانسان بالبروتين فمنذ فجر التاريخ خارج الانسان يبحث عن الحيوانات البرية وبرع في حرفة الصيد لذلك ظلت اللحوم حتى اليوم هي المصدر الاول للبروتين الحيواني ولكن الامراض التي تأتي وتغيب جاءت لتحد من هذا الاقبال وتدفع بالانسان الى البحث عن بديل اخر ومن هنا اتجه الاطباء والمختصون في علوم التغذية الى البحث عن خلطة بروتينية نباتية تزود الجسم بجميع احتياجاته لتكون بديلاً عن اللحوم الحيوانية. السطور التالية تبين طبيعة هذه اللحوم النباتية من خلال اللقاء مع المختصين في التغذية وتظهر الاقبال الجماهيري عليها. تقول وفاء عايش مسئولة قسم التغذية بمركز المكتوم الصحي: ان ظهور العديد من المشاكل في الآونة الاخيرة المتعلقة بصحة الانسان وحياته جراء انتشار الامراض التي طالت اللحوم، او منتجاتها الحيوانية سواء كان لحم بقر او دجاج او اسماك او حليب او اجبان او غيرها من منتجات اللحوم البيضاء والحمراء اثارت الرعب لدى الانسان خاصة مع انتشار مرض جنون البقر والحمى القلاعية بشكل واسع في الساحة العالمية. وكانت هذه الامراض دافعة بالمختصين والناس عامة الى البحث عن البديل فكان التوجه الى «اللحوم النباتية» اذا جاز التعبير وهنا نجد السؤال التالي بمجرد الحديث عن هذا الموضوع وهو ايكون الغذاء النباتي وحده دافعاً لهذه الامراض وقادرا على امداد الانسان بالغذاء المتكامل المتوازن الذي يوفر له احتياجاته الاساسية؟ وتضيف: ان الجمعية الامريكية للتغذية اقرت ان النظام الغذائي النباتي جيد وصحي ان كان متوازناً ومخططاً له بصورة جيدة وقد اصبحت الانظمة الغذائية النباتية منتشرة بدرجة كبيرة سواء لاسباب مادية او لمعتقدات خاصة وقد بدأ بتصنيع اطعمة خاصة مماثلة في الطعم والشكل والرائحة للحوم الحيوانية ولكن يمكن القول ان هذه اللحوم النباتية صنعت لكي تكون عاملاً مساعداً لتخفيف امراض القلب والسرطان لاحتوائها على دهون وبروتينات غير حيوانية المصدر الا ان الجديد في الدراسات اثبتت انه حتى اذا ابتعد الشخص عن البروتين الحيواني فإن معدل الكولسترول والدهون ممكن ان يبقى بالنسبة نفسها ان لم يتم التحكم فيها بشكل جيد. وتقول عايش: كما ان اللحوم النباتية تحتوي على الماء بنسبة تتراوح ما بين 3 الى 15 ضعفاً من نسبة الماء في اللحوم الحيوانية بالاضافة الى انها صنعت لتكون اقل في الدهون وكذلك فانها تحتوي على نسبة عالية من الالياف وهي اغنى بالفيتامينات، اضف الى ذلك ان وللحوم النباتية تكون اقل عرضة للتلوث بالبكتيريا من اللحوم الحيوانية وتمتاز كذلك بأنها قابلة للحفظ مدة اطول من اللحوم الحيوانية وبالتالي فانها تكون اسهل في الاستخدام كما تتوفر بصورة افضل، ولاحتوائها على الصويا بكمية كبيرة وبشكل رئيسي فانها تكون افضل من ناحية المساعدة على تخفيف امراض القلب وتخفيض نسبة الكوليسترول كما يحمي فول الصويا من هشاشة العظام ومن مرض السرطان. ورغم هذه الفوائد المتعددة للحوم النباتية يستمر السؤال هل تحتوي هذه اللحوم على العناصر الغذائية الاخرى مثل الحديد والزنك وفيتامين «ب» وغيرها من العناصر الاخرى؟ تقول لا شك ان الدلائل تشير الى ان اللحوم النباتية تنقصها هذه العناصر لذا فلا ينصح الاطفال والحوامل والرضع بالتوجه الى الغذاء النباتي والاعتماد الكلي عليه لأن الاعتماد الاساسي عليه يؤدي الى ضعف في العظام وتأخير لنمو عند الاطفال كذلك يسبب فقر دم كما يؤدي بالحوامل الى ولادة طفل قليل الوزن وغير صحيح البدن وذلك للنقص الكبير في البروتينات والفيتامينات والاملاح المعدنية. لذلك يجب على الانسان البحث عن مصدر غذائي يحتوي على الحديد ولا شك ان المصدر الاساسي الحصول على الحديد هو البروتين الحيواني وكذلك الياف الاسماك وبياض البيض والفواكه المجففة والخضروات. وتضيف: يجب على الانسان تناول هذه المصادر مع فيتامين «سي» لكي يتم امتصاص الحديد من الجسم بصورة صحيحة. ولكن هناك أمر مهم بالنسبة للحوم النباتية كونها تحتوي على نفس النوعية الجيدة من البروتين الحيواني الذي يساعد على تجديد الخلايا ويمد العضلات والجلد والشعر وجهاز المناعة بحاجاته. لذا فان الاكثار من البروتين النباتي يعوض النقص الحادث عن عدم تناول اللحوم الحيوانية وخاصة تناول الحبوب والبقوليات والمكسرات ولكن هناك بعض الفيتامينات التي لا يوجد لها مصدر نباتي بديل وخاصة فيتامين «بـ 12» الذي لا يمكن الحصول عليه الا بعد استخدام البروتين الحيواني. ويتضح من خلال هذا العرض أهمية الطعام النباتي ودوره في امداد الجسم بالطاقة والعناصر اللازمة وان كانت بعض العناصر لا يمكن تعويضها أو الحصول عليها الا باللجوء للبروتين الحيواني. وحول اللحم النباتي يقول وليد العمري رئيس قسم التغذية بالانابة بمستشفى راشد: لا يوجد علمياً ما يسمى باللحم النباتي ولكن هناك ما يسمى بالخلطة البروتينية النباتية التي اذا خلطت باستعمال أنواع مختلفة ومدروسة من البروتينات النباتية يمكنها ان تزود الجسم بجميع احتياجاته وهو ما يطلق عليه مجازاً لدى العامة باللحوم النباتية. وهنا يلوح في الاذهان العديد من الاسئلة وخاصة حول امكانية احلال الاطعمة النباتية محل اللحوم الحيوانية. والجواب عن هذا السؤال يكون بالايجاب بشرط استعمال الخلطة البروتينية الصحيحة مع مراعاة النصائح التالية وهي: يجب تناول كميات كافية من فيتامين «سي» الذي يحفز امتصاص الحديد كي لا يحدث فقر بالدم خاصة وان امتصاص الحديد من المصادر النباتية ضعيف. كما يجب مراعاة اخذ كميات اضافية من فيتامين «أ» على شكل حبوب كي لا يتسبب ذلك بتراكم كميات كبيرة من هذا الفيتامين في الجسم مما قد يسبب اضراراً مثل تساقط الشعر وجفاف الجلد مع مراعاة تناول فيتامين «B12» على شكل حبوب والذي لا يوجد بكميات كافية في المصادر النباتية. ويضيف: وفي حالة اتباع الانسان لهذه الارشادات فانه يستطيع ان يستخدم اللحم النباتي بشكل عادي دون ان تحدث أية مضاعفات أو اضرار لان المكونات الغذائية التي يحتاجها الجسم في هذه الحالة تكون مكتملة. ويقول: وتعود نشأة اللحمة النباتية الى دول الشرق الأقصى منذ سنوات طويلة وان كانت انطلاقتها الفعلية جاءت في الولايات المتحدة عندما حولها علماء التغذية إلى طبق مهم على موائد البشر هناك تحت شعار الغذاء النباتي والعودة إلى الطبيعة وقد ذاعت شهرة «اللحمة النباتية» تحت اسم السيتان «SEITAN» التي تحتوي على مادة «SELUTEN» المنزوعة من القمح وهي غنية بالبروتينات وتتوفر جاهزة بشكل بودرة السيتان. وحول طريقة صنعها يقول العمري: ذكرت احدى جمعيات التغذية الامريكية في تقرير لها حول أهمية اللحم النباتي. ان طريقة صنعها تبدأ بعجن الطحين بالماء والملح فقط مع اضافة الخميرة حتى تصبح متماسكة وعند الانتهاء من تحضيرها توضع في وعاء وتغطى بالماء بمقدار 2 سم وتترك نصف ساعة ثم تنزع من الماء وتوضع في مصفاة من الألمنيوم كما يجب غسل العجينة جيداً وتفرك بالماء حتى يفقد هذا الماء عند الغسيل لونه الأبيض وعندما يعود لون الماء إلى طبيعته نكون أمام عجينة «الفلوتن الجاهزة لتحضير الوجبات الغذائية ويستغرق غسل العجينة لنزع النشاء منها ساعة من الغسيل لكل 12 كجم من العجين وعند الانتهاء من عملية الغسل هذه يتم وضعها في ماء ساخن قليلاً وتسلق لمدة ساعة وربع الساعة ويوضع في الماء القليل من الملح والقرفة مع القليل من ورق الغار ثم يضاف اليها صلصة الصويا وعند الانتهاء تترك العجينة قليلاً في المياه قبل ان تنزع وتوضع في مصفاة لنكون أمام لحمة نباتية جاهزة للوجبات الغذائية ويمكن ان تضاف اليها الصويا ليكون لونها بنيا فاتحا ويمكن للحم النباتي ان يدخل في كثير من الأطعمة مثل اللحم الحيواني تماماً. ويبدو ان الحاجة دائماً هي ام الاختراع فقد كان لانتشار الامراض في اللحوم الحيوانية الدافع للعلماء والمختصين وعامة الناس للبحث عن البديل ورغم ان التقارير الصادرة عن جمعيات وهيئات التغذية تؤكد ان اللحم النباتي موجود منذ القدم ورغم ما يحتويه من فوائد الا ان اللحوم الحيوانية كانت هي المصدر الأول والأساسي لعامة البشر ولكن الفرصة الآن أصبحت مواتية لتأخذ اللحوم النباتية دورها ولكن في ظل اتباع النظام الغذائي السليم ومراعاة تعويض النقص في عناصرها التي لا يمكن ان يستغنى عنها الجسم. ويبدو ان الناس بدأت تقبل على اللحم النباتي بشكل كبير فقد أهتدت احدى السيدات اللبنانيات إلى أهمية الاعتماد على اللحمة النباتية لانها مصدر مساعد بل رئيسي للشفاء من الأمراض وكان ذلك قبل ظهور جنون البقر في فرنسا وقد بدأت بالفعل تباشر عملية انتاج هذه اللحوم وبيعها للجمهور منذ 18 عاما ولكن الاقبال عليها زاد في الفترة الأخيرة جراء انتشار الأمراض باللحوم الحيوانية. وفي ظل هذه الاجواء المحفوفة بمخاطر اللحوم أصبح بامكان محبي أكل اللحوم التوجه إلى البديل الاكثر سلامة والاسهل هضماً والاقل تكلفة... فهل يتحول الانسان إلى إنسان نباتي وتنزوي اللحوم الحيوانية لتحل محلها النباتية! رمضان العباسي هل تتحول هذه اللحوم الحيوانية إلى وجبة نباتية الخضار لا خلاف عليها لبعدها عن مصادر الخطر مازالت اللحوم حاضرة رغم انتشار الأمراض أطباق مختلفة من الخضروات الطبيعية مائدة تعود بك إلى الطبيعة اللحوم النباتية تدخل في كافة الأطعمة

Email