ليل المسافرين انتاج ضخم يكشف عن موهبة اخراجية جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

شاكر الكوراني (عباس النوري) الشخصية الرئيسية التي يدور العمل الجديد (ليل المسافرين) حولها فهو يدخل الى السجن ظلما ويحكم عليه بالمؤبد على جريمة لم يرتكبها وبعد رحلة طويلة من العذاب والقهر يكتشف خلالها ان القوانين ما هي الا ادوات قهر وبطش, تسمح له الفرصة بالهرب والتنكر ليصبح حاكما, فيسعى لتحقيق العدالة كما يحسها ويفهمها ويسعى ليغرس في عقول الناس مفهوم الخير والعدل. العمل صور في مواقع عديدة تصل الى 135 موقع تصوير, تنقلت بين الجبال والبحار والغابات والوديان والانهار والصحاري والمدن والقرى والقلاع ذات الطابع المعماري القديم, حتى ان قرية قديمة, رممت بيوتها الطينية وشيدت بيوت جديدة لجعلها مناسبة للفترة الزمنية التي يدور فيها المسلسل. يعتبر هذا العمل اضخم انتاج لعام 2000 لشركة الشام الدولية للانتاج الفني, كاتب العمل قمر الزمان علوش وهو مستوحى عن رواية البؤساء لفيكتور هيجو, ولم يغب الفنان ايمن زيدان عن هذا العمل بل كان بطل هذا العمل اخراجيا. ممثل ومخرج معا وقفتنا الأولى والطويلة كانت مع مخرج العمل ايمن زيدان الذي تحدث عن العمل قائلا: تدور احداث العمل من 1890 الى 1916م بأواخر القرن الماضي, الا ان التاريخ في هذا المسلسل ليس سوى اطار يلمم هذه الاحداث وهناك مفهومان اساسيان يتمحور حولهما العمل الاول هو مفهوم العدالة المشتهاة وهي طموح انساني ازلي ومعاصر موجود دائما ومشتهى ومفهوم القانون والولاء المطلق له, ومن خلال هذين المفهومين نجد اشخاص مساحة الحزن والقهر عندهم كبيرة ومحطات فرحها قصيرة واشخاص تنكسر وتحزن وتنهزم لكن هناك طوال المسلسل طوق افضل لحياة افضل وعالم اكثر انصافا هذه التداعيات والمشاعر الانسانية هي المحرك لخطوط مسلسلنا. وعن رأيه بهذا النص الجديد اضاف: ان النص التلفزيوني (ليل المسافرين) اضافة الى كل ميزاته المرتبطة والمتعلقة بطبيعة وطزاجة المواضيع المطروحة وانسانيتها وغنى بناء الشخوص والكتابة الدرامية المتقنة بكل جزئياتها فهو ايضا يتضمن الاقتراح الصريح بالشكل والتجليات وهو محرض لمجموعة من التداعيات والصور والذي باعتقادي يعتبر من ابرز سمات العمل. وعن تجربته الاخراجية اوضح قائلا. لقد اقدمت على التجربة عندما تحررت من امكانية التأثر بالآخرين, فقد عملت مع مخرجين كثر لكن اقدمت على التجربة عندما شعرت بأنه سيكون لي صوتي الخاص وروايتي الخاصة واقتراحي الخاص في المسلسل والذي سيملكني مشروعية عملي كمخرج. تعاملت بولاء وايمان مطلق بالنص المكتوب وانطلقت من ايماني بما هو مكتوب, فلم اتدخل في جوهر النص وكان لي بعض التعليقات البصرية على ما كان مكتوب كما لم انفذ النص حرفيا, فقد حاولنا ان نعمق ما هو مكتوب في الصورة ونضيف مشروع كتابة بصرية لا تتعارض مع مسارات النص وانما قد تسهم احيانا في تسليط الضوء اكثر على مجموعة من الجزيئات والتفاصيل. ان ما وجهني من صعوبات في هذا العمل هو المرحلة التاريخية مما وجب علينا ان ننشئ معظم ديكورنا وان نجد اماكن تحمل مصداقية تاريخية ومعمارية لتلك الفترة. معالجة منسجمة مع البيئة العربية اما كاتب العمل الروائي قمر الزمان علوش فقد تحدث قائلا: اختيار البؤساء كان بمشاركة مع الاستاذ ايمن زيدان في العودة الى التراث وروائع الادب العالمي, والبؤساء بطبيعتها من الاعمال العالمية الكلاسيكية ذات الشهرة الواسعة لاسيما وانها تتناول موضوع الصراع بين رجل القانون والخارج عن القانون بصورة درامية, فالموضوع بحد ذاته مرتبط بالعدالة وسيادة القانون والنزاهة في تطبيق القانون كل هذه الاشياء هي قضايا معاصرة يمكن ان يكون الانسان العربي الان شديد الحاجة لها الاختيار برأيي كان ينسجم تماما , مع مشروع الاستاذ ايمن زيدان للخروج بالدراما من مستوياتها التي تكرر نفسها فيها او تخرج بها عن طريق الصواب وما اقصده هو الفنتازيا التاريخية. فمشروع الاستاذ ايمن زيدان في حدود العودة الى روائع الادب العالمية ومعالجتها معالجة جيدة تنسجم مع البيئة العربية والمنطق العربي والحداثة العربية, مكان البؤساء من جملة الاعمال التي وضعناها في مخططنا لانجازها. وعن اسقاط الرواية على الواقع العربي اضاف: عندما كتب العمل لم يكن لدي مخطط للأفكار وانما لدي مخطط للأحداث والشخصيات بعفويتها وبراءتها بشرها وخيرها بطريقة عفوية جدا, فقد اتخذت دور المراقب والراصد للأحداث والشخصيات اكثر من التدخل فيها وبالتالي فكرة الاسقاط لا اؤمن بها ولا اعمل بوحيها. هذا الامر جعل الموضوع بمتناول اليد فلا يشكل صعوبة للمخرج في فهم النص والتعامل معه, فقد تطابقت كثيرا مع الاستاذ ايمن زيدان لدرجة انني لم اشعر للحظة من اللحظات مما تم انجازه بأن العمل بعيد عن النص, واعتقد بأنني لو كنت مخرجا لما استطعت ان اخدم افكاري بصورة افضل من التي قدمها ايمن زيدان. فنحن بعملنا هذا استطعنا رسم علاقة جيدة بين الكاتب والمخرج على خلاف الصراعات السابقة التي تحدث بين المخرج والكاتب. حاكم عادل وقفتنا التالية كانت مع بطل العمل (عباس النوري) الذي تحدث عن دوره قائلا: ألعب دور البطولة في العمل وهي شخصية (شاكر الكوراني) الذي يظهر كبطل تراجيدي يظهر هذا من خلال العناية بكتابة العمل ودقة تفاصيله والتي اغنت مصداقية علاقته مع الواقع والناس ولتظهر لديه كل المواصفات التي يتسم بها الانسان العادي فهو ليس متمرد ولا ناقم هو قاس على نفسه وشفاف في آن معا, لديه افكار فطرية عن العدالة والمساواة تبحث عن مشروعية وجودها في الحياة ومن خلال علاقة الحب التي تربطه بروحية تتكشف عوالم وعواطف هذا الرجل مع الحياة بشكل عام. وخلال الاحداث يفقد حبيبته وصلته بها تصبح عبر السجن فكان هنالك دائما سجنا لعواطفه سواء كان داخل السجن او خارجه. وعبر الاحداث يحاول تطبيق افكاره عندما يصبح حاكما فيؤسس لمشروع قوانين عادلة ومساواة بين الناس ويظهر بأن الحياة ابسط من ان يعقدها بقوانين تحمل قيما قاسية تؤدي الى التفرقة بينهم. روحية شخصية جديدة وتجربة جديدة تؤدي دور البطولة الى جانب الفنان عباس النوري الفنانة جيانا عيد التي تتحدث عن دورها في المسلسل قائلة: روحية امرأة صوفية تتمتع بحب كبير يساعدها على تحويل الصعاب الى اشياء جميلة في حياتها, لا يصدمها الشر بل تحوله الى نبل ايمانا منها بأن الخير هو ما يجعلها تستحق الحياة, تتعرض للظلم وتعيش حالة هروب بين الآلام في رحلة بحث عن الأمل, الا انها اخيرا تنكسر وتنزوي ككل المحامين في هذا العالم هذا الدور يشكل لي تجربة جديدة فهي تكثف كل الشخصيات التي قدمتها وذلك من خلال الحالات التي تعيشها كما انها تلخيص لتجربتي في التمثيل. ثمن الحرية وقفتنا الاخيرة كانت مع نبيل حلواني الذي تحدث عن دوره قائلا: العب دور شاب يعيش حالة قهر وظلم ولا مساواة في غياب الحرية فيصبح لديه هاجس البحث عن الحرية بأي شكل كان والمهم ان يشعر بالحرية وينطلق ليخرج الى ما وراء الجدران لذلك هو يحاول الفرار لمرات عدة من الاقفاص لأن لديه هاجسا وطموحا لو كان لديه ساعة ليعيش بحرية ويكون صاحب قراره في حياته. تتطور الاحداث ليلتقي مع بطل العمل شاكر الكوراني ومع مجموعة اصدقاء يهربون ليبحثوا عن الحرية ويعيشوا حريتهم بأسلوبهم الخاص وبالتدريج تصبح الحرية مشروعا ينطلقوا فيه للعامة ليصبح فكرة وبذرة لشمولية الحرية. دمشق ـ معتصم بالله السمان

Email