الفرق الغنائية المصرية ماض يعود مع «واما»

الفرق الغنائية المصرية ماض يعود مع «واما»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كثير من الأسئلة تطرح نفسها: لماذا لا تصمد الفرق الجماعية طويلا في الساحة الفنية، ليس في مصر وحسب بل في كثير من بلدان العالم؟.. تتوقف وتنتهي بدون إعلان، أو تتجمد وتعود في مرات عديدة رغم أن الغناء الجماعي يمثل مكانة طيبة في قلوب الجماهير، وهل عندما تختفي فرقة غنائية وتعود ستعود كما يفترض؟

ما أعاد طرح هذه التساؤلات هو عودة فريق «واما» مجدداً للساحة الفنية بعد فترة انفصال قاربت خمس سنوات.. وواما فريق غنائي مصري يعتبر من أشهر الفرق الغنائية التي نجحت في تقديم نوع جديد من الغناء المعاصر، ويتكون الفريق من المطربين: نادر حمدي، محمد نور، أحمد الشامي، وأحمد فهمي، وكان ظهورهم الأول في ألبوم «يا ليل» عام 2002 تبعه ألبوم ثان بعنوان «يا غالي علي» عام 2005، صور منه الفريق مجموعة من الأغنيات، بينها «يا غالي علي» و«ده الكلام» و«تحلفلي أصدق»، قبل أن يعودوا مرة أخرى لطرح ألبومهم الجديد «رايحة جاية» ليكون البداية الحقيقية للانطلاق، حيث جاءت أغنيات الألبوم بشكل جديد وبتوزيع قام به عضو الفريق نادر حمدي.

عودة قوية

ويرى بعض الموسيقيين والنقاد أن عودة «واما» للظهور مرة أخرى جاءت بعد إحساس أعضاء الفريق بمسؤولية تجاه فرقتهم، التي كانت قد حققت نجاحات كبيرة قبل تجميدها، وهو الأمر ذاته الذي أكده أعضاء الفريق الذين نفوا أي خلافات بينهم مرجعين سبب توقفهم طوال خمس سنوات ماضية لأسباب خارج إرادتهم.

ولكل من أعضاء فريق «واما» بصمته ودوره على الساحة، فأحمد فهمي الذي قدم في الألبوم الجديد 3 أغنيات من تلحينه وهي «تبعد وابعد» «وأنا عندي كلام» فضلا عن مشاركته في تلحين أغنية «خاف على اللي بينا»، كان خلال فترة التوقف قد اقتحم مجال التمثيل وقدم نفسه من خلال مسلسل «ماما في القسم». وقد نفى فهمي أن يكون هو أحد الذين ساهموا في توقف الفرقة في الفترة الماضية، ولكنه أرجع ذلك إلى انشغال كل منهم في اهتماماته الأخرى وأكد أنه سيستمر في الفرقة ولكنه سيواصل مشواره في التمثيل أيضا.

جادون في الاستمرار

ويقول الباحث في المجال الغنائي محمد شعبان ان الفرق الجماعية لا تصمد كثيرا؛ لأنها تعتمد على عدد من الناس لكل منهم ظروفه واهتماماته وأي ظروف أو خلاف من أي فرد منهم يمكن أن يهدد استمرار الفرقة، ولذلك دائما ما تجد كثيرا من الفرق تحقق نجاحات كبيرة وفجأة تتوقف لأسباب مختلفة.

فيما يؤكد عضو الفريق محمد نور بأنه من أجل عودة «واما» قرر تأجيل ألبومه الخاص وقال: إنه سيتفرغ للفرقة تماما في المراحل القادمة ونفى أن تكون السينما قد لعبت دورا في ابتعاده عن الفرقة مؤكدا بأن أول عمل سينمائي سيقدمه هو فيلم «حبيب قلبي»، مشيرا إلى إن الفيلم لا يزال مكتوبا على الورق.. وقال: نسبة لحرصه على استمرار الفرقة شارك في تلحين 3 أغنيات كان مقررا ضمها للألبوم ولكن تم الاكتفاء بأغنية واحدة هي أغنية «عايش معاك».

فيما أكد نادر حمدي ـ عضو الفريق ـ بأنهم جادون في الاستمرار وأن الأعمال المنفردة لكل منهم كمطرب له أعماله لا تؤثر على استمرارهم كمجموعة وقال: إنهم سيقومون بتصوير 3 أغنيات بنظام الفيديو كليب ومنها سيبدأون في تقديم حفلاتهم بشكل جديد أيضا، مشيرا إلى أنه قام بتوزيع أغنيات الألبوم الجديد «رايحة جاية».

مقومات الاستمرار

إلى هنا يؤكد الناقد الغنائي أمجد مصطفى أن فرقة «واما» تمتلك مقومات الاستمرار رغم أن كل مطرب منهم له إعماله الخاصة وحفلاته الخاصة وهو أمر لا يتعارض مع تقديم حفلاتهم مع الفرقة، وقال: إن الفرق الجماعية أكثر مايهددها بالتوقف وجود مطربات في صفوفها، خاصة أن البنت خلال مراحل حياتها تجد ظروفا كثيرة تجعلها تتوقف، فهي تغضب سريعا بالإضافة إلى أن زواجها يمكن أن يؤدي إلى توقفها وإذا لم تتوقف بالزواج تتوقف بسبب الإنجاب وكذلك يمكن للزوج أن يطلب منها ذلك لأي سبب بسيط.

ولكن المسببات الحقيقية لتوقف فرقة «واما» خلال السنوات السابقة لم تخرج عن انشغال أعضاء الفرقة باهتمامات أخرى مثل انخراط بعضهم في مجال التمثيل وحفلاتهم الخاصة وألبوماتهم الخاصة ولكن في النهاية أدركوا أن كل ذلك لا يمنع الاستمرار.

ولكن أحمد الشامي عضو الفرقة اعترف بأن أحد الأسباب التي أدت إلى توقفه هو انشغاله برسالة الماجستير الخاصة به وانتهى منها الآن وكذلك ألبومه الخاص الذي انتهى من تجهيز 4 أغنيات منه وكشف بأنهم أصدقاء كفريق واحد وتعاهدوا أن يحافظوا على استمرارية الفرقة.

أضاف الشامي أن عودتهم هي رد لشائعات انتشرت بعدم عودتنا للساحة مرة أخرى، مشيرا إلى أنهم ليس لديهم رغبة في الانفصال؛ لأنهم في المقام الأول أصدقاء وليس هناك خلافات لا على المستوى الشخصي أو الفني مشيراً إلى أنهم توقفوا لظروف مختلفة حتى جاءت شركة «كويب» لتعيدنا بعد 5 سنوات من الغياب الذي كان خارج إرادتنا.

تاريخ الفرق الجماعية

الناقد الغنائي أشرف عبد المنعم يرى أن تاريخ الغناء في مصر زاخر بالنجاحات للفرق الجماعية والتي بلغ عددها حتى فترة الثمانينات 128 فرقة مسجلة بجمعية المؤلفين والملحنين وأغلبها توقف لأسباب مختلفة، منها فرقة المصريين التي قدمت أعمالا ضخمة وتفككت بعد أن تزوجت إيمان يونس وسافرت، وكذلك سفر منى عزيز إلى سويسرا مما أدى إلى عدم استمرارية الفرقة ورأى وقتها قائدها هاني شنودة أن يتوقف عند هذا الحد للحفاظ على النجاحات والتاريخ الذي تحقق في تلك الفترة.

وكذلك فرقة النهار التي أسسها محمد نوح وقدمت أعظم الأناشيد الحماسية والغناء القومي وتوقفت، وفرقة «فور أم» التي أسسها عزت أبو عوف مع أخواته منى، ومها، ومنال، وميرفت عام 1979 وقد أحدثت دويا هائلا وتوقفت بسبب طبيعة الحياة واختلاف الظروف الشخصية لأعضائها، وكذلك فرقة «الجيتس» وفرقة «طيبة» و«البلاك كوتس»، معربا عن أمله أن تكون عودة «واما» بداية لعودة المزيد من الفرق الغنائية.

Email