كواليس

دبلة الخطوبة تقليد لاتعرفه منطقة الخليج

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

خلاف روتيني حول أصل كل شيء عالمي يدور حولنا، أيضاً خلاف حول أصل تقليد لبس دبلة الخطوبة التي أصبح العالم بأسره يعرفها، فالبعض يجدها تقليد نصراني والبعض الآخر يعتقد أنها تقليد فرعوني، وآخرون يجدونها تطوراً لطوق الزهور الروماني على مر الزمن. وبغض النظر عن أصل هذا الخاتم الذي يلبس في خنصر اليد اليمنى.

فالتاريخ الإماراتي لم يعرف هذا الخاتم فيما مضى، إلا أن شباب اليوم أصبحوا يتبادلون لبسها مع زوجات المستقبل في حفلات الخطوبة، أما مصيرها بعد هذه اللحظات الرومانسية فيتعلق بالعريس ومعتقداته ونواياه أحياناً. «الحواس الخمس» التقت عدداً من شباب الإمارات ممن يبوحون بآرائهم حول هذه العادة الدخيلة على المجتمع.محمد العيماني شاب متزوج لم يلبس دبلة الخطوبة يوماً يقول: لم ولن البسها، البعض يعتقدون أن هذا الخاتم هو الرابط بين طرفي العلاقة لكنه اعتقاد خاطئ، إنما هو تقليد آت من الغرب فقط وليس من الدين في شيء، وهو مجرد إخطار للآخرين بأن من يلبسه شخص متزوج، كما أنه عرف أصبح في المجتمع والدولة. ربما يكون الخاتم جيداً للمرأة، فهو إشهار لزواجها أمام مجتمعها، فعادة ما تخطب الفتيات من المجتمع النسوي.

وعندما تلبس الدبلة فهي تختصر العناء أمام الباحثات عن زوجات لأبنائهن تماماً كما حدث مع زوجتي عندما أرادت إحداهن ترشيحها للاقتران بأحدهم لكن خاتم الزواج أنقذ الموقف. كما أنه لابد من مراعاة عدم المغالاة في أسعار هذا الخاتم والاكتفاء بالمبالغ المعقولة وعدم الالتفات للآخرين ومحاولة تقليدهم، فلكل قدراته وإمكانياته أما فكرة ارتباط الخاتم بالحب أو المودة فهي مغلوطة تماماً، فالخاتم يبقى في اليد بينما المحبة في القلب وهي أهم بكثير، ولابد من اقتناع الزوجة بأنه لا توجد علاقة بين حقيقة مشاعر الزوج تجاهها وبين لبسه لهذا الخاتم. قطعة معدنية مراسل قناة دبي الرياضية جاسم الشحيمي يقول : لم ولن البس هذه الدبلة يوماً، الزواج أهم بكثير من ذلك، وأجد أن إشهار الزواج والإعلان عنه يكون عن طريق حفلة الزواج وليس الخاتم.

أما لبس المرأة للدبلة فأجده شيئاً جميلاً، ليس الدبلة بالذات لكن التزين مطلوب للأنثى عموماً، وهو جزء من هذه الكماليات. إظهار العاطفة للزوجة شيء مهم بالتأكيد لكن الخاتم ليس الفيصل، فلو كان الرجل جلفاً ويعامل زوجته بطريقة غير مرضية فلن تكون زوجته سعيدة إلى جانبه وإن ارتدى خاتم الزواج بشكل متواصل ، فالمعاملة الطيبة أهم كثيرا من قطعة معدنية يلبسها الطرفان.

عادة مستوردة

محمد دلوان أربعيني متزوج لم يلبس الدبلة يوماً أيضاً، مبرراً ذلك بأن العادات والتقاليد السائدة في الدولة لم تعرف هذه الدبلة فيما مضى ويقول: لا أعرف أحداً من قبيلتي من الرجال يلبس دبلة خطوبة، وأنا شخصياً أراها أنسب للنساء، كما أننا في أعراسنا لا نتبادل الدبل كما يحدث الآن لدى البعض، حتى في زواج ابني البكر مؤخراً لم يلبس دبلة الزواج.

وهكذا سيكون الوضع بالنسبة لباقي أبنائي بالطبع، أما المرأة فيمكنها لبس ما تريد ومن الأفضل أن تلبس خاتم الزواج حتى لا يُطمع فيها. أعتقد بأن هذه العادة قدمت إلى البلاد بوفود الجاليات العربية المختلفة إليها، وربما يكون للإعلام والثقافة التلفزيونية علاقة كبيرة بتبادل أبناء الإمارات للدبل اليوم على كوشة «الفرح».

رأي ناعم

أم ماجد متزوجة مرتين، في المرة الأولى لم يخلع أبو ماجد دبلة الزواج من يده ستة أعوام متتالية، فتقول: لم تخرج الدبلة من إصبع المرحوم منذ أن وضعته في إصبعه يوم زفافنا، بعد ذلك استأذنني في خلعها بعد أن ازداد وزنه وأصبحت ضيقة، وقد كان اسمي محفوراً عليها.

أما زوجي الثاني فقد تفاهمنا منذ زواجنا أنه لن يلبس دبلة الزواج كونه لم يلبسها في زواجه الأول، وإن فعل الآن سيشكل حرجاً بالنسبة إليه أو أنه سيضطر للبس خاتمين معاً وهو ما لا يحبذه بالطبع.

أما بالنسبة لي فأنا لا ألبس خاتم الزواج الآن أيضاً إلا في المناسبات والعزائم، وأحياناً ألبسه عند ذهابي للتسوق، ربما أفعل ذلك كوني لا أحب التقيد بخاتم باهظ الثمن طوال اليوم في يدي، فلو كان خاتماً عادياً لكان الأمر مختلفاً. بشكل عام أجد فكرة التزام الرجل بدبلة الزواج تصرف يدل على احترام وحب من قبله، وربما افتخار بزوجته، فجميل أن يستمر الزوج في لبس الدبلة طواال سنوات زواجه.

نعم لخاتم الزواج

إبراهيم أسران شاب سوري في مقتبل العمر، يكمل عام زواجه الأول خلال أيام، يلبس دبلة الزواج في يده باستمرار ويقول: الدبلة في يدي رغماً عني؛ فلم أرغب في لبسها باستمرار في البداية، إلا أنني استجبت لإصرار زوجتي التي تجد فيها تقديراً لزواجنا ودليلا على التزامي أمام الآخرين، وربما إبعاداً لأعين الفتيات. الثقة لا تكون بالخاتم ويمكن لأي زوج أن يخلع الخاتم ما أن يركب سيارته، إلا أن الثقة لابد وأن تنبع من الداخل، فالحب ورابط الزواج المقدس أكبر بكثير من هذه الحلقة.

دبي - أمينة الجسمي

Email