إيقاع

رشا رزق: مطربو «الشركات» فقاعات تظهر وتختفي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتمتع الفنانة السورية الشابة رشا رزق، بموهبة فنية وموسيقية متميزة حققت لها جمهورا واسعا داخل وخارج سوريا، ففضلا عن مشاركتها مع عدد كبير من الفنانين العرب والأجانب، ضمن حفلات فنية في سوريا وبعض الدول الغربية.

أسست رشا مع زوجها الفنان إبراهيم سليماني فرقة «إطار شمع» التي تعد من أهم الفرق الموسيقية الشابة في سوريا، إلى جانب عملها كمدرسة في المعهد العالي للموسيقى في سوريا وعملها الخاص بالأطفال مع شركة «سبيس تون» منذ حوالي 13 عاما.الحواس الخمس التقى رزق في دمشق وأجرت معها الحوار التالي لإلقاء الضوء على مسيرتها الفنية. ما جديدك لهذا العام؟ أحضّر الآن لحفل سيقام في فندق «آرت هاوس»، ويتضمن بعض الأغنيات من ألبومي الثاني الذي سيصدر قريبا، ومنها أغنية «اطلَع من راسي» و«بالليل»، كما سأقدم هذا العام عددا كبيرا من الحفلات داخل وخارج سوريا.ماذا أضافت لك تجربتك الطويلة مع الأطفال من خلال قناة «سبيس تون»؟

بالتأكيد أنا جمهوري من الأطفال أكبر بكثير بحكم عملي الطويل مع «سبيس تون»، وأود الإشارة إلى أن هذا العمل قدم لي خبرة كبيرة بمجال العمل في الأستوديو، من حيث التسجيل والأداء والتمثيل والعمليات الفنية وغيرها، ففي الأستوديو أنت مضطر للعمل بدقة وبأقل قدر ممكن من الأخطاء وهذا مهم جدا للمغني، وعلى أية حال مازلت أعمل مع هذه القناة منذ عام 1995، وسأستمر لأن الطفل الذي في داخلي مازال حيا.

ما أهمية أن يكتب المغني كلماته ويضع الموسيقى المناسبة لها؟

بلا شك هذا أمر مهم جدا، ومن حسن حظ المغني أن يؤدي أغاني من كلماته وموسيقاه، لأنه سيكون واعيا تماما لما يقول من خلال غنائه وبالطريقة التي يريدها، وهذه الحالة موجودة عند موسيقيين قلائل، وإن كانت بعض الفرق الموسيقية الشابة تقوم بذلك.

في هذا الإطار، ما هي معايير نجاح المغني؟ وهل تكفيه الموهبة، أم أنه بحاجة لثقافة موسيقية؟

أهم شيء للمغني هو الاستمرار، هناك كثيرون من المغنين يظهرون وينتشرون ثم يخبو نجمهم، لأنهم في الأصل عبارة عن منتجات تجارية موسيقية، أي أنهم ليسوا إنتاجا ثقافيا موسيقيا.

بل مبرمَجين من قبل بعض الشركات التجارية لتقديم عمل استهلاكي يمتد بضع سنوات فقط، وهم مع ذلك يعتقدون أنهم نجحوا، لكن النجاح الفني والثقافي لا تحصده في سنوات قليلة، النجاح يبدأ مع الشخص عندما يحقق كما من الإنتاج الفني يمتد لسنوات كثيرة، وهو يحقق بذلك مسيرة فنية.

أما بشأن الثقافة الموسيقية فهي مهمة جدا وقطعا لا تكفي الموهبة، في الغرب مثلا يخضع جميع الفنانين للتدريب، قد يكون الموسيقي صوته مقبولا ولكن يعوض ذلك بمؤلفات موسيقية جميلة وبتوزيع جيد، أو بعرض بصري متميز يرافق موسيقاه، وفي النهاية اللوحة الموسيقية والغنائية والاستعراضية التي يقدمها يجب أن تحوي مستوى فنيا عاليا.

ربما نتحدث عن تجاربك الموسيقية الأخيرة مع فنانين عرب وغربيين، سواء على الصعيد الشخصي أو ضمن «إطار شمع».

شاركت بشخصية ميكائيلا في أوبرا «كارمن» التي قُدمت مؤخرا بدمشق، وهي محطة مهمة بالنسبة لي، سواء من حيث التعامل مع قائد أوركسترا يعد من أهم قادة الأوبرا الشباب، أو من خلال المشاركة مع فنانين فرنسيين في الغناء الأوبرالي الذي يعد من أصعب أنواع الغناء في العالم، كما سجلت ثلاث أغاني في لندن مع فرقة «إيرا» المختصة بالموسيقى الكورالية، فضلا عن مشاركتي بورشة عمل أقامتها الفنانة الأميركية «ميرديث مونك» خلال زيارتها لدمشق.

أما فيما يتعلق بـ «إطار شمع» فقد دُعينا قبل عامين للمشاركة في مهرجان جريدة الأخبار على مسرح الأونسكو في بيروت، وكان لنا شرف المشاركة مع فرقة الفنان زياد الرحباني الذي أعتقد بأنه من أهم رواد الموسيقى العربية المعاصرة.

بالنسبة لفرقة «إطار شمع»، ما سبب قلة الأعمال التي قدمتها رغم مرور أكثر من عقد على تأسيسها؟

بالنسبة لفرقة «إطار شمع» أسستها مع زوجي إبراهيم سليماني عام 1998، وتوافد عليها موسيقيون كثيرون وغادروا، واستمريت أنا وإبراهيم نكتب الكلمات ونؤلف الموسيقى إلى أن صدرنا نتاجنا الأول «بيتنا» في العام الماضي.

وقد وجدنا صعوبات اقتصادية وتقنية كثيرة قبل أن ننتج الألبوم الأول، والسبب هو عدم وجود استوديوهات تستطيع تسجيل هذه الأنماط الموسيقية في سوريا، إضافة إلى عدم وجود شركات إنتاج موسيقي، الأمر الذي اضطرنا لإجراء عمليات المكساج على الألبوم في أميركا، لكن لم تكن جيدة فأعدنا التسجيل في أستوديو نكستون الذي أنشئ حديثا في سوريا، كما اعتمدنا على شركة إنتاج موسيقي جديدة لتسويق الألبوم.

في هذا الإطار، ثمة اتهامات كثيرة للفرق الموسيقية الشابة في سوريا بأنها تقدم موسيقى ذات طابع غربي والبعض يصفها بأنها مجرد ضجيج، ما رأيك بذلك؟

دعني أوضح في البداية أن ما نقدمه نحن كفرق موسيقية شبابية، هو نمط موسيقي معاصر وليس غربيا، لأن الموسيقى ليس لها بلد، بل هي بنت زمانها ومكانها، ونحن لا نستطيع عزل أنفسنا عن مسيرة الموسيقى الموجودة في العالم، فأنت تجد الآن موسيقيين أوروبيين ينهلون من الموسيقى الشرقية فهل أصبحوا عربا؟، أبدا، ونحن عندما نقدم موسيقى روك هذا لا يعني أننا أصبحنا غربيين.

طبعا أنا لا أنفي ضرورة أن نتعلم تراثنا القديم ونتقنه لكي تكون الموسيقى التي نقدمها ذات جذور أصيلة ونابعة عن أساس، وأنا لي عتب هنا على بعض الموسيقيين الشباب الذين يدّعون أنهم يقدمون تراثا، لكنهم لا يتقنون موسيقاهم الأصيلة ولم يعزفوها، ودعني أقول أخيرا نحن أبناء هذا الزمن، ويجب أن لا تكون ثقافتنا «متحفيّة»، بمعنى أننا نقدم تراثنا ونتمنى أن يبقى حيا، لكن في المقابل يجب أن يكون هناك حركة حداثة موازية لهذا التراث لتبقى موسيقانا حية وبنت زمانها ومكانها، وإلا ستكون خالية من الصدق.

Email