قصة أول مصري حصل على ميدالية أولمبية وانتهت حياته بقطع رأسه

ت + ت - الحجم الطبيعي

نشأ فريد باسيلي سميكة، بالإسكندرية، وسط عائلة قبطية عريقة، وكان عمه، مُرقص باشا سميكة عضوا في مجلس الشورى ومديراً لمصلحة السكة الحديد.

عاش فريد طفولة ثرية، حيث ألحقه والده، مدير الجمارك، باسيلي بك، بمدارس النخبة، ومن خلالها تعلم وأتقن الفرنسية والإنجليزية.

بعد ذلك تعلم فريد السباحة في مدينته الأم، الإسكندرية، ثم استهوته رياضة الغطس، وبعد انتقال العائلة إلى القاهرة تفرغ للتدرب على رياضته المفضلة بالإضافة إلى حصوله على رخصة طيران شراعي.

وفي عامه السادس عشر، كان فريد سميكة، الصبي الصغير، شخصية عامة بسبب استعراضاته في القفز التي كان يُنظمها على شاطئ "بير مسعود" بمحافظة الإسكندرية، وفي نادي "الجزيرة" بالزمالك، وفقا للمصري اليوم.

بعد ذلك انتقل فريد إلى الولايات المتحدة الأميركية، لتحقيق حلمه في الوصول إلى العالمية، حيث تدرب تحت إشراف المدرب الأميركي العالمي، جيم ريان، وفي الولايات المتحدة الأميركية، بزغ نجم فريد وحصل على المركز الثاني في مسابقة أميركا للقفز من السلم المتحرك، عام 1927.

وفي العام التالي، مثّل مصر في أولمبياد "أمستردام" 1928، ليُسجل اسمه إلى جوار إبراهيم مصطفى، وسيد نصير، كأول من رفع علما عربيا وأفريقيا في المحفل الأوليمبي بفضية وبرونزية في مسابقتي السلم الثابت والمتحرك. وعُزف السلام الملكي احتفالا بتتويج المصري فريد سميكة.

وفي عام 1932، فاز سميكة ببطولة العالم للغطس، واعتزل فريد في نفس العام 1932، وهو في أوج تألقه، وفي العام 1933، قام برحلة حول العالم مع زميله، هارولد سميث، أبهرا فيها كل من شاهد عروضهما في الغطس المزدوج.

وفي عام 1935، عمل فريد مدربًا لمنتخب المملكة المصرية الأولمبي في الغطس، والذي شارك في دورة برلين 1936.

بعدها اقتحم فريد سميكة عالم هوليوود السينمائي من خلال ظهوره كدوبلير في المشاهد الخطرة في أفلام طرزان مع جوني فايسمولر، وفي فيلم "ما وراء البحار"، وشارك بقفزاته في فيلمين من الأفلام الوثائقية الشهيرة عن رياضة الغطس وهما "الغطس المزدوج 1939" و"الرياضات المائية 1941".

وفي صيف 1942، التحق فريد بالجيش الأميركي، وبعد شهور من التدريب المتواصل، حصل على رتبة ملازم ثان بسلاح الجو الأميركي، وكان له دور كبير كمصور جوي لمواقع اليابانيين.

وفي وقت غير معلوم من نهاية عام 1943، سقطت طائرة مقاتلة من طراز "B -42" كانت تقل "فريد". وتؤكد التقارير وقوع الحادثة في آسيا، لكنها تتضارب حول تحديد الموقع الذي سقطت فيه بدقة، واعتبرته الولايات المتحدة جنديا مفقودا في أثناء العمليات.

وعلى إثر ذلك أصبح فريد أسير حرب بيد اليابانيين، رغم أنه كان يتمتع بشعبية طاغية في بلادهم قبل الحرب لسبق فوزه ببطولات عديدة في اليابان.

ويروي الغطاس "سامي لي": "كان فريد مثلا أعلى، وعندما التقى مصادفة في أحد المستشفيات بقائد السرب الجوي الذي يضم طائرة فريد، أخبره أن سباحًا أولمبيًا أميركيا آخر وقع في يد اليابانيين أثناء الحرب واقتيد إلى نفس معسكر الاعتقال الذي قضي فيه فريد فترة من الزمن، وعند دخوله إلى المعسكر شاهد مجموعة من الرؤوس المقطوعة علقها اليابانيون على أسوار المعسكر لإثارة الذعر بين الأميركيين، تعرف منها على رأس صديقه السابق".
 

Email