«الشحرورة» مسيرة أسطورة مثيرة للجدل

ت + ت - الحجم الطبيعي

صباح (الشحرورة) فنانة لبنانية من عمالقة الفن اللبناني، اسمها الحقيقي “جانيت جرجي فغالي”، ولدت يوم 10 نوفمبر عام 1925م في بلدة بدادون بجبل لبنان. تلقت تعليمها في إحدى مدارس الراهبات بلبنان.

اشتهرت “صباح” بكثرة زيجاتها التي بلغت حوالي 9 أزواج من أشهرهم “نجيب شماس” والد ابنها الوحيد الدكتور “صباح”، وعازف الكمان “أنور منسي” والد ابنتها “هويدا”، وكان أشهر أزواجها الفنان المصري الراحل رشدي أباظة الذي تزوجته ليلة واحدة.

كما تزوجت من المخرج المسرحي “وسيم طيارة” عام 1973م، بينما قضت أطول علاقة زوجية مع الراقص “فادي القنطار” الذي استمر زواجها معه حوالي 17 عاماً، ثم تزوجت زيجتها الأخيرة من “جوزيف غريب”.

تميزت صباح بصوتها الجبلي الأصيل فلفتت موهبتها انتباه المنتجة اللبنانية “آسيا داغر” والتي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها في لبنان “قيصر يونس” لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام، وبالفعل ذهبت صباح إلى مصر-اسيوط برفقه والدها ووالدتها ونزلوا ضيوفا على آسيا داغر في منزلها بالقاهرة، وكلف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنيًا ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم.

وفي تلك الفترة اختفى اسم «جانيت الشحرورة» وحل مكانه اسم «صباح» في فيلم القلب له واحد، ويقال أن السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء لأن صوتها الجبلي كان ما زال معتادًا على الاغاني البلدية المتسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسوريا.

ظهرت “جانيت فغالي” لأول مرة باسم “صباح” على شاشة السينما من خلال فيلم “القلب له واحد” أمام الفنان “أنور وجدي” عام 1943م، ثم توالت بطولاتها السينمائية التي بلغت حوالي 85 فيلماً مع كبار الممثلين أمثال “رشدي أباظة” و”احمد مظهر” و”محمد فوزي” و”فريد الأطرش” و”عبد الحليم حافظ”.

ولها 83 فيلما بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية، وحوالي 4000 أغنية بين مصري ولبناني من بينها أغاني المهرجانات والأفلام والمسرحيات، من أبرزها “عالضيعة” و”يانا يانا” و”يا دلع دلع”، كما شاركت في نشيد “الوطن الأكبر” للموسيقار محمد عبد الوهاب إلى جانب مجموعة من عمالقة الطرب آنذاك.

وتعتبر ثاني فنانة عربية بعد أم كلثوم في أواخر الستينات تغني على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية، وذلك في منتصف سبعينيات القرن العشرين، كما وقفت على مسارح عالمية أخرى، كأرناغري في نيويورك، ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا، وقاعة ألبرت هول بلندن، وكذلك على مسارح لاس فيغاس، وغيرها.

كما نالت الفنانة “صباح” خلال مشوارها الفني العديد من الجوائز والأوسمة حيث حصلت علي ثلاثة أوسمة تكريمية من ملك الأردن الراحل “الحسين بن طلال”، كما كرمها الرئيسان التونسي “الحبيب بورقيبة” والسنغالي “ليوبولد سينغور”، ومنحها الرئيس الراحل “أنور السادات” الجنسية المصرية تكريماً لها.

وتعد الفنانة صباح احد اكثر الفنانات اثارة للجدل بسبب تصريحات التي طالما تثير سخط الكثيرون بسبب جراتها احيانا كانت احد اهم واسوء فترات حياتها عندما دخلت ابنتها الوحيدة هويدا في ازمة صحية كبيرة بسبب ادمانها للمخدرات عام 2006، مما أجبرها على بيع بيتها والإقامة في الفندق وادخال ابنتها مصحة في كاليفورنيا بالولايات المتحدة.

وأفادت تقارير صحفية في مطلع سنة 2009 أن صحة هويدا بدأت تتحسن وبالتالي قررت إعادتها للعيش معها في لبنان. وكان الرئيس الليبي السابق معمر القذافي قد عرض عليها الإقامة في قصر فخم في ليبيا ولكنها رفضت مغادرة بلدها لبنان ولذلك قرر شراء بيت لها في منطقة الحازمية بمبلغ مليون دولار.

ومن المعروف عن الفنانة صباح حبها الشديد للجمال وللأزياء وهي إحدى أيقونات الأناقة ، وكانت تقول أتمنى أننى إذا خسرت ثروتي أن لا أخسر جمالي وأناقتى.

وتوفيت صباح، فجر الأربعاء 26 نوفمبر 2014 عن عمر ناهز الـ87 عاما وذلك بعد 48 ساعة من تكذيب شائعات انتشرت حول وفاتها. إذ أعربت المطربة جانو فغالي، ابنة شقيقة صباح، عن استيائها الشديد في اليوم نفسه من الشائعة، وكتبت في "فيسبوك" أن "الصبوحة بألف خير نشكر الله، للأسف فيه ناس ما وراها غير أخبار عاطلة عن الصبوحة، هلكتوها وأهكلتونا، كل ما بسمع هيك شيء شقفة من روحي بتنخلع، الصبوحة شقفة من أمي ومن خالاتي الله يرحمن".

وبعد أقل من 48 ساعة توفيت الفنانة فجرا بعد وعكة صحية مفاجئة. وكانت إشاعات وفاة الشحرورة قد انتشرت عشرات المرات خلال الأعوام الماضية، واتضح أنه كذبة، حتى إنها قالت في إحدى المرات: لماذا يستعجلون موتي فالأعمار بيد الله.

Email