جدتها"المكاوية" أشعلت فيها حب الطبخ

شيخة العلي.. تقدم طعامها على موقد الحب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس الطبخ فقط عن الطبخة، بل عن الطاقة التي تأتي منه، والفرحة التي قد تنتجها هذه الوجبة، والمعنى العاطفي التي تحمله في طياتها ، هكذا تصف شيخة العلي ذات 19 ربيعاً والطالبة في جامعة زايد ،سر غرامها بالمطبخ وجماله ،فالطعام هو صديق يسري في أذنيها ليروي لها تاريخه وقصصه الشهية كمذاقه بالضبط.


حكاية شيخة التي تتمتع بصفة الفضول الكبير بدأت منذ سن 12 عاماً ، حيث كان المطبخ يشكل لها هاجساً كبيراً، اشترت كتباً تروي تاريخ الطعام وتسرد وصفاته، لتقوم بتنفيذها وعرضها عبر موقعها الالكتروني الخاص و قناتها الخاصة عبر اليوتيوب، والتي ما أن تشاهدها حتى يسيل لعابك و تبدأ عصافير بطنك تغريداً معبرة عن اشتهائها للأطباق المليئة بالرومانسية والحب .
زرع الحب
الطعام بالنسبة لشيخة ليس مجرد أكل يملئ البطون ، بل حب وعطاء ولغة تخاطب صامتة بين الناس ، هو اهتمام وخوف وحرص ، والاهم من ذلك كله هو تاريخ عميق ومديد لحضارة من الحضارات وثقافات متنوعة تم خلالها ابتكار طبق فريد سرعان ما يتطور حين انتقاله عبر الحدود والسواحل حاملاً ثقافات مختلفة من كل بلد ، فهي قبل البدء بالطبخ تقرأ قصة كل أكلة وتبحث في تاريخها ، نشأتها وتطورها، ومن ثم تضيف لها بعضاً من لمساتها الخاصة لتنتج طبقا لذيذا.


الملهم الأول لها هي "حلوة اللبن" (جدتها السعودية)، القادمة من مكة والحاملة في جعبتها حكايا لأطباق مكاوية غريبة نقلتها من بلدها الأم لبلدها الثاني "الإمارات"، فالجدة تقوم بتعليم شيخة أنواعاً جديدة وأنماطاً غريبة للأكل تختلف أشكالها ، نكهاتها و مكوناتها إلا إنها تجتمع في اللذة لتمنح شعوراً بالنشوة والفرح حين تذوقها ، فالطعام يعكس مزاجا ويزرع حبا للحياة من حولنا.


تبادل ثقافي
وتضيف شيخة، علينا جميعاً أن نتعلم من جداتنا فهم كنز ،فالطعام في السابق يختلف عن اليوم، مثلاً طبق " الرنجينة" الإماراتي هو في الأصل "فارسي"، كان خير شاهد على التطور الهائل للمنطقة، كما ساهم الاختلاط الثقافي الذي تم ما بين العرب في المنطقة والفرس ،في تبادل الطعام مابين البلدين ، وتضيف أن الكثير من الأطباق هي في الأصل ليست إماراتية وانما أتت من مزيج ثقافي وحضاري تم على أرض الإمارات ودبي خصاصة التي تضم أكثر من 300 جنسية مختلفة.


وتواصل أنه في السابق كانت المكونات بسيطة جداً في "الرنجينة" بسبب ضيق اليد اقتصرت على التمر والطحين والسمن البلدي والقليل من الهيل ، أما في عصرنا الحالي تطور هذا الطبق تبعاً لتطور البلد والتغيرات التي أحيطت بشهية الأشخاص وذائقتهم فأصبح يضاف إليه الشكولاتة و صوص الكراميل اللذين لم يكونا متعارف عليهم سابقاً.

طموح


تحلم شيخة في أن تكون كاتبة مهتمة بتاريخ الطعام ، أن تتجول ما بين البلدان لتنقل وترصد أهم التطورات في عالم المطبخ الذي مرت به كل دولة في كل عصر، هي ليست مهتمة بالطبخ وبيع الطعام، فهي تطهي لأقربائها والمحبين فقط ،وعن ذلك تقول " من يعشق لا يبيع، وعشقي للطبخ لا يباع، فجل اهتمامي هو نقل الحب الذي أقوم بطهيه وأضيف له نكهات من الهدوء والسكينة لأمنحها أخيراً في طبق تتطاير منه قلوباً وردية تؤثر في مزاج من أحب، أنا لا أقدم طعاما أنا أقدم حبي لهم، وثقافة تؤثر في عقولهم ، فمن الغباء أن نتذوق شيئاً دون أن نعرف ماهيته ".

Email