رويال منصور: مدينة فاخرة داخل مراكش !
شبكة أنفاق تحت مبان فاخرة. حدائق غناء. جيوش من الموظفين المدربين. اطنان من الزخرفات على الخشب والزجاج والبرونز. مساحة تمتد على ما يقارب 35 الف متر مربع. "مدينة" موريسكية بين أسوار عتيقة تروي حكايات من عبق التاريخ والحضارة.
مرحبا في مراكش، وتحديدا في "رويال منصور"، احدى العلامات الفندقية البارزة على مستوى المغرب، والشرق الأوسط وافريقيا.
حال دخولك هذا الفندق، الذي تغمره طاقة ايجابية، تهدر في روحك، كما هدير شلالات جبال الاطلس، تتلبسك حالة من السلام والطمأنينة. شيء يشبه نفاذك الى عالم ساحر من الحكايات التي لطالما طالعتها في "ألف ليلة وليلة" لديك من تلك الألف ثلاث تقضيها في احدى الفلل ذات الطوابق الثلاثة، التي تشبه قصرا صغيرا، أو ما يسميه أهل المغرب "الرياض".
" أنا في خدمتك في أي وقت سيدي، ما عليك الا ان تضغط على هذا الزر، وسنكون هنا في الحال"، يقول الخادم الشخصي، الذي بمجرد أن تضغط على الزر في داخل "الرياض" الخاص بك، فإنه لن يقرع على الباب الخشبي العريض للمسكن (يشبه باب القلاع) وإنما على باب داخلي في المسكن ذاته، يودي الى دهليز تحت الأرض، حيث شبكة من الأنفاق، يحضر فيها الخدم الشخصيون كل الطلبات الخاصة بالعملاء.. فوق الأرض. شيء يشبه، بالفعل، ما نعرف عن القصور.
هذا ليس سوى غيض من فيض. يكفي أن تأخذ قليلا من الوقت لكي تتأمل في تفاصيل العمل اليدوي الفني المحترف والسحر الذي يزين كل شيء، بدءا من الأثاث، مرورا بجدران الغرف والأسقف والممرات والسلالم، لكي تتأكد كي تكون دقة الجماليات في عالم القصور: أكثر من 1500 حرفيا يدويا عملوا على اتمام اللوحات البديعة لهندسة "الزليج"، وهي التقاطعات الجيومترية التي تميز الفن المراكشي من الفسيفساء والتزيين، والتي تظهر بشكل أساسي على المشربيات وأيضا في المنتجع الصحي.
منتهى الفخامة ليس له حدود هنا، اذ يحشد هذا الفندق، الذي يقع على مسافة أمتار مشيا على الاقدام من أكثر الساحات والأسواق جذبا في مدينة مراكش.. يحشد أسماء عالمية من الطهاة الحاصلين على نجوم "ميشلان" (أعلى تصنيف عالمي للطهاة) في مطعمي "المائدة الفرنسية" و" المائدة المغربية".
وبالنسبة الى الحديقة الغناء التي تذكرك بحدائق قصر الحمراء في الأندلس، فليس غريبا أن يكون مهندسها هو ذاته الشخص الذي أشرف في السنوات الماضية على اعادة هندسة حديقة "قصر الحمراء" ذاته الشهير في غرناطة الأندلسية في اسبانيا.
وللمسافرين مع عائلتهم، يعتبر هذا الفندق من الأكثر تجهيزا لكي يكون "صديقا للأطفال". اذ يوفر نادي الاطفال "جوجو كلوب" فرصة لكي يتعلم الأطفال الكثير من المهارات على يد فريق متخصص ومدرب، بدءا من دروس اللغة العربية وصولا الى أمور أكثر ترفيها، مثل لعبة "صيد الكنوز"، وصولا الى أحواض السباحة الخاصة بهم والتي تخضع لمراقبة مشددة من أجل سلامتهم، الأمر الذي يترك المجال أمام الاهل لكي يستمتعوا بهدوء وسكينة وأجواء دافئة.
ويتساءل كثر عما اذا كان الفندق سوف يكون له أي فرع آخر خارج مراكش أو المغرب، وقد رد مدير عام الفندق جان كلود ميسانت في تصريحات سابقة الى "البيان" على هذا التساؤل مؤكدا أنه لا يوجد أي توجه لبناء فندق رويال منصور مراكش ثان في المغرب أو خارج المغرب فهو فندق فريد من نوعه وسيبقى الأوحد من نوعه.
وأكد ميسانت على أهمية السياحة بالنسبة للاقتصاد المغربي، وقال بأن المغرب يعتبر بوابة مهمة للغاية بين أوروبا وأفريقيا، كما يعتبر المغرب وجهة رئيسية للتجارة والمال كما تنمو القطاعات الصناعية بشكل كبير في المغرب إلى جانب أهمية المغرب كوجهة سياحية ومصدر للصادرات الغذائية للمنطقة والعالم.