«غجر البحر» قبيلة في بورنيو تعيش في جنتها الخاصة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاش سكان قبيلة باجو، معظم حياتهم على القوارب، يستخدمونها بشكل يومي للصيد الذي يعتبر المصدر الوحيد للرزق. هم قوم لا تعترف بهم الدول المجاورة ولا يعرفون أعمارهم ولا الكتابة والقراءة، ولذلك يطلق عليهم اسم "غجر البحر" ولكنهم مع ذلك يستمتعون بحياة النعيم في مياه المحيط الهادي الفيروزية.

المصور ريهاهن ( Réhahn ) قضى ثمانية أيام بين الأطفال البدو في بورنيو، وتعلم الكثير عن حياتهم المائية الرائعة.

جزيرة بورنيو هي ثالث أكبر جزيرة في العالم، وأكبر جزيرة في آسيا تقع في أرخبيل الملايو في مجموعة جزر سوندا الكبرى. سياسياً قسمت الجزيرة ما بين أندونيسيا، ماليزيا وبروناي.

يعيش غجر باجو  في قوارب صغيرة وأكواخ عائمة، يكسبون قوتهم من خلال صيد الأسماك معتمدين على معارفهم الواسعة بالمحيط.



منذ صغرهم، يتعلم الأطفال كيفية السباحة والغوص، وينطلقون لصيد الأسماك في سن الثمانية. 

وعلى الرغم من أن الكثير منهم لا يعرفون أعمارهم، ولم يتعلموا الكتابة والقراءة في حياتهم، إلا أنهم شعب مسالم يتميز بالهدوء والكرم حتى أن ريهاهن أطلق عليهم اسم "قبيلة المياه".



يقول المصور البالغ من العمر 35 عاما،  أن الأطفال هم مثل السمك في البحر، إذ تجدهم يلعبون ويتجولون لوحدهم داخل القوارب ويبدون سعادة غامرة عند مشاهدة الأجانب.



يجمع سكان باجو بين ديانة الاسلام و الإحيائية وهي الاعتقاد بوجود الأرواح، وكونهم يمارسون الغوص منذ الصغر، فهم يعتبرون من أفضل الغواصين في العالم لقدرتهم على البقاء على أعماق تزيد عن 20 مترا لعدة دقائق، بينما يطاردون الأسماك بالرمح أو يبحثون عن اللؤلؤ وخيار البحر.

وقد أظهرت الدراسات أن شباب باجو يتمتعون برؤية جيدة واستثنائية تحت الماء نظرا لتواجدهم باستمرار في بيئة المحيطات.

وبما أن الغوص يمثل جزء كبير من حياتهم اليومية، يتعرض معظم السكان لتلف طبلة الأذن في سن مبكرة.



عاش سكان باجو معظم حياتهم في مياه المحيط ولكن بعضهم انتقل للعيش على اليابسة بالقرب من الشاطئ للتجارة وجمع المواد اللازمة لبناء القوارب.



إضافة إلى جهلهم لأعمارهم والقراءة والكتابة، لا يعرف "غجر البحر" حساب الوقت، ولا يهتمون إلى بالوقت الحاضر، يعيشون ليومهم في البحر ولأجل البحر.


بعض غجريات البحر تلدن في الأكواخ العائمة وترفضن الانتقال إلى اليابسة، ولذلك فإن معظم سكان باجو ولدوا وعاشوا وتوفوا وسط المياه. 


 

Email