«المركزي الأوروبي» يطالب بإسراع محادثات «الخروج»

«موديز» تخفض توقعات تصنيف بريطانيا الائتماني

ت + ت - الحجم الطبيعي

خفضت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني توقعات التصنيف الائتماني في بريطانيا من «مستقر» إلى «سلبي» أمس في أعقاب تصويت البلاد بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي فيما أكد عضو بالبنك المركزي الأوروبي أنه يجب إجراء محادثات خروج بريطانيا بسرعة. وقالت وكالة «بلومبيرغ» إن الصين الرابح الأكبر من الانسحاب البريطاني فيما تتعدد قائمة الخاسرين لتتصدرها صناعة لندن المالية والاسترليني.

وقالت وكالة «موديز» ومقرها الولايات المتحدة، إن التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واستقالة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون «سينذران بفترة طويلة من عدم اليقين للمملكة المتحدة تصاحبها تداعيات سلبية على توقعات النمو للبلاد على المدى المتوسط».

وجاءت الخطوة بعد أن تراجعت أسواق الأسهم في أنحاء العالم أول من أمس وهوى الجنيه الاسترليني إلى مستويات لم يشهدها منذ 1985.

وقالت الوكالة إن «التداعيات الاقتصادية والمالية لنتائج الاستفتاء غير مؤكدة بشكل كبير، حيث إنها تعتمد بشكل حاسم على نتيجة المفاوضات المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى شركاء تجاريين آخرين».

وأوردت «موديز» 3 عوامل يمكن أن تؤدي إلى تراجع التصنيف الائتماني البريطاني: إذا طالت فترة المفاوضات التجارية، وهناك مؤشرات بأنه يمكن أن يكون هناك قيود بشكل كبير على الوصول إلى السوق الوحيد الأوروبي وإذا كان هناك تقدم ضئيل في تقليص العجز في الموازنة، وإذا تعرضت العملة لضغوط أكبر وسط «تدفقات كبيرة ومستمرة لرؤوس المال».

فترة غموض

وخفضت وكالة «موديز» أول من أمس توقعاتها لتصنيف الديون البريطانية طويلة الأجل إلى «سلبية» من «مستقرة» لكنها أبقت على توقعات «مستقرة» لتصنيف الاتحاد الأوروبي عقب تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد.

وأضافت أن التصويت لصالح الخروج من عضوية الاتحاد سيؤدي إلى فترة من الغموض بالنسبة للمملكة المتحدة بما تنطوي عليه من عواقب سلبية على التوقعات للنمو في المدى المتوسط.

وأكدت «موديز» تصنيف الاتحاد الأوروبي عند ‭‭AAA‬‬ وتصنيف المملكة المتحدة عند ‭‭Aa1‬‬.

جواز المرور

وقال فرانسوا فيلروي دو جالها وعضو بالمجلس الحاكم للبنك المركزي الأوروبي أمس إن محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يجب أن تجرى بسرعة للحد من حالة الغموض مضيفاً أن المركز المالي بمدينة لندن معرض لخطر فقدان «جواز المرور الأوروبي».

وتعتمد البنوك التي تتخذ من لندن مقراً لها على ما يعرف بجواز المرور الأوروبي للعمل بلا عوائق في أسواق رأس المال بالاتحاد. وقالت بعض البنوك إنها ستحول نشاطها إلى منطقة اليورو إذا تركت بريطانيا الاتحاد.

وقال فرانسوا فيلروي دو جالها والعضو بالبنك المركزي الأوروبي لإذاعة (فرانس أنترناسونال) إن مدينة لندن لن تستطيع الاحتفاظ بجواز المرور إذا خرجت بريطانيا من السوق الموحدة للبضائع والخدمات بالاتحاد. وتابع «هناك سابقة وهي النموذج النرويجي للمنطقة الاقتصادية الأوروبية وهو ما سيسمح لبريطانيا بمواصلة الدخول إلى السوق الموحدة ولكن عن طريق الالتزام بكل قواعد الاتحاد الأوروبي».

لكنه فرانسوا فيلروي قال «قد يكون هناك قدر من التناقض في الخروج من الاتحاد الأوروبي وتطبيق كل قواعده لكن ذلك أحد الحلول إذا أرادت بريطانيا أن تظل قادرة على دخول السوق الموحدة».

وذكر فيلروي -وهو محافظ البنك المركزي الفرنسي أيضاً- أن البنوك المركزية تتعامل بكفاءة مع آثار تصويت بريطانيا بالخروج من الاتحاد.وأضاف «ما حدث يوم الخميس نبأ غير ساربالنسبة لبريطانيا قبل أي أحد. بالطبع ستكون هناك عواقب سلبية على الاقتصاد الأوروبي لكنها ستكون محدودة بشكل أكبر بكثير من العواقب السلبية التي يتوقعها كل الخبراء على الاقتصاد البريطاني». وأشار إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يعرض الاقتصاد الفرنسي لأي خطر انكماش في الفترة المقبلة مؤكداً توقعات نمو سابقة تبلغ 1.4 % على الأقل للعام الحالي.

فائز واحد

وقال تقرير نشرته بلومــــبيرغ إن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي أوجد كثيراً من الخاسرين، منهم صناعة لندن المالية، ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون، والجنيه، والهدف الأسمى من التكامل الأوروبي. غير أن من وسط هذه الفوضى السوقية، وعدم اليقين سيخرج فائز كبير واحد على الأقل، إنه الصين.قد يتلقى الاقتـــصاد الصيني المتأرجح في المدى القصير ضربة من الفوضى التي ستعم الاتحاد الأوروبي، ثاني أكبر شركائها التجاريين.

 إذ ان سوقاً أوروبية أصغر وأقل استقرارا، ومستهلكين أقل أشح سيولة، ليست أخباراً مبشرة للمصدرين الصينيين. أما على المدى البعيد، فإن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي سيكون قطعا في مصلحة الصين الاقتصادية والسياسية.

Email