مخاوف جيوسياسية ترفع سعر النفط

 ارتفعاع الخام الأميركي بالعقود الآجلة إلى 41.10 دولاراً | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

ارتفعت أسعار النفط الخام أمس بفعل مخاوف جيوسياسية عقب الهجمات الدامية التي وقعت في باريس لكن تخمة المعروض في الأسواق العالمية حدت من المكاسب.

وشنت فرنسا غارات جوية واسعة النطاق على مواقع تابعة لتنظيم داعش في سوريا ما أعطى المستثمرين في سوق النفط سببا لزيادة المشتريات بعد أسبوع شهد هبوطا في أسعار النفط بلغ نحو 8 %.

وزاد سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في عقود شهر أقرب استحقاق 34 سنتا إلى 44.81 دولارا للبرميل فيما ارتفع سعر الخام الأمريكي في العقود الآجلة 36 سنتا إلى 41.10 دولارا للبرميل.

وأبدى مندوب لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من دولة خليجية اعتقاده بأن الأسعار قد تلقى بعض الدعم على المدى المتوسط نتيجة تصاعد التوترات لاسيما إذا تبنى المجتمع الدولي المزيد من الخطوات للحد من عمليات تهريب النفط وضرب المنشآت النفطية الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش في سوريا والعراق.

لكن أسعار النفط والسلع الأخرى قد تتعرض لضغوط من جديد نتيجة مخاوف من أن تؤدي الهجمات إلى تباطؤ أكبر في الاقتصاد العالمي.

كما لا يزال الكثير من المحللين يعتقدون أن الأسعار ستظل منخفضة بسبب وفرة المخزون وتباطؤ النمو الاقتصادي.

وانخفضت أسعار النفط أكثر من 60 % منذ يونيو من العام الماضي إذ تضافر ارتفاع مستوى الإنتاج والمخزونات مع التباطؤ الاقتصادي في آسيا لاسيما في الصين واليابان التي انزلقت من جديد في حالة من الكساد في الربع الثالث.

وقال بنك باركليز في مذكرة بحثية «حقيقة وصول مخزونات الخام وإجمالي مخزونات الخام ومنتجاته لمستويات قياسية أمر يدعو للقلق.»

فجوة

قال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك للصحفيين على هامش قمة مجموعة العشرين إن روسيا -أكبر دولة منتجة للنفط في العالم تتوقع ان تضيق الفجوة بين العرض والطلب العالمي على النفط تدريجيا.

وأضاف الوزير انه يمكن التخلص من فائض المعروض في النصف الثاني من العام المقبل.

وقال نوفاك إن أوبك مستعدة لإجراء مشاورات مع روسيا بغرض تقييم الموقف في سوق النفط العالمية ولكنه أوضح أنه لا يوجد موقف مشترك داخل أوبك تجاه خفض انتاج النفط.

تقرير: فشل المحافظة على الاتجاه الصعودي

أظهر التقرير الشهري حول آخر تطورات أسعار النفط العالمية من »شركة كامكو للاستثمار« أن أسعار النفط فشلت بالمحافظة على اتجاهها التصاعدي خلال الأسبوع الأول من أكتوبر الماضي حيث تراجع سعر النفط إلى أدنى مستوى شهري عند 42.40 دولارا أمريكيا للبرميل خلال الأسبوع الأخير من الشهر ذاته وذلك نتيجة المخاوف من زيادة العرض بعد صدور بيانات المخزون النفطي في الولايات المتحدة.

هذا وكان لانخفاض سعر الغاز الطبيعي إلى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات وتراجعه لفترة وجيزة دون مستوى 2 دولار للوحدة الحرارية البريطانية الأثر في تفاقم الشعور السلبي حول أسعار النفط على المدى القريب.

بالإضافة إلى ذلك، أدى ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي وبلوغه أعلى مستوى له لفترة الستة أشهر الماضية والتوقعات بارتفاع أسعار الفائدة بعد صدور بيانات ايجابية عن سوق العمل في الولايات المتحدة في أكتوبر الماضي الى الضغط على أسعار النفط. هذا وأظهرت بيانات مخزون النفط الصادرة عن ادارة معلومات الطاقة الأمريكية ان امدادات النفط الخام ارتفعت للأسبوع السابع على التوالي مما أدى إلى زيادة المخزون بمعدل 4.2 ملايين برميل.

وفي الوقت نفسه، أشار التقرير الشهري لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أن الإنتاج من قبل الدول الأعضاء استمر بتجاوز الطلب على نفطها الخام. وأضاف التقرير أن مخزونات النفط للدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كانت أعلى بمعدل 210 ملايين برميل من متوسط الخمس سنوات في سبتمبر لتصل إلى 2,942 مليون برميل، حيث تجاوزت 180 مليون برميل التي تراكمت في أوائل 2009 بعد الأزمة المالية.

بدأت أوبك بتأمين حصة أكبر لطلبات النفط من أوروبا وسط انخفاض أسعار النفط، في إشارة إلى أن استراتيجيتهم للاحتفاظ بحصتهم في السوق تعمل بشكل جيد. مع ذلك، فإن وتيرة الانخفاض في الإنتاج من خلال الشركات النفطية العالمية، كانت أبطأ بكثير مما كان متوقعا. وهذا يبرز قدرة الشركات النفطية على إخراج المزيد من النفط من الآبار القائمة على الرغم من إلغاء استثمارات بما يقرب من 200 مليار دولار أمريكي هذا العام وفي عام 2016.

Email