رجال أعمال: يدعم الحفاظ على مستويات منخفضة من التضخم

تراجع اليوان يفيد المستهلكين في الامارات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاوتت آراء رجال أعمال أجانب ورؤساء مجالس أعمال أجنبية تعمل تحت مظلة غرفة تجارة وصناعة دبي وممثلين عن مكاتب تجارية أجنبية بشأن تداعيات تراجع اليوان الصيني على أعمال المئات من التجار والشركات الأعضاء في مجالس الأعمال، فالتجار والشركات التي تستورد بثقل من الصين ستستفيد من تراجع اليوان حيث ستصبح كلفة استيرادها أقل، متوقعين تراجع اسعار السلع الصينية في دولة الامارات، فيما ستتأثر الشركات الأجنبية التي كانت عملات بلدانها هي الأكثر تأثرا بتراجع اليوان مثل الدولار واليورو والاسترليني وعملات آسيوية أخرى.

وأجمع من استطلع "البيان الاقتصادي"، آراءهم على أن تراجع اليوان وانخفاض فاتورة استيراد المنتجات من الصين سينعكس إيجابا على جيوب المستهلكين في الدولة حيث ستنخفض أسعار السلع والبضائع المستوردة من الصين والتي تباع في أسواق الدولة.

واختلف البعض الآخر عن القائلين بأن تراجع اليوان سيقود إلى خفض كلفة الواردات فبحكم تجارتهم مع الصين يرون بأن المصانع الصينية بدأت رفع أسعار منتجاتها لتستفيد أكثر. فيما يرى آخرون بأن كل عملات التصدير ستتأثر بتراجع اليوان.

كما تفاوتت آراء المُستطلعة آراؤهم بشأن إن كانوا يعتقدون بأن حرب عملات ستشتعل قريبا في العالم فالبعض يرى بأن اليوان الصيني كان مستقرا لسنوات طويلة مما أكسبه ثقة العالم وبأن خفض الحكومة الصينية لليوان الغرض منه تعزيز صادراتها وأن اليوان سيعاود استقراراه مجددا.

وفيما يرى البعض أن العالم بات على أعتاب حرب عملات فإن البعض الآخر يخشى من دخول العالم في حرب عملات ستسهم بنظرهم في تعقيد الأزمات التي يشهدها العالم اليوم.

وأجمع من استطلعت آراؤهم على أن الدولار الأميركي واليورو والجنيه الاسترليني ستكون العملات الأكثر تأثرا بتراجع اليوان كما سيكون هناك تأثير معين لتراجع اليوان على العملات الآسيوية المحلية مثل (الوون الكوري) و(الدونغ الفيتنامي).

وكانت غرفة تجارة وصناعة دبي قد توقعت في تصريحات سابقة لـ"البيان الاقتصادي" حدوث تراجع طفيف في أسعار السلع الصينية المطروحة للبيع في متاجر دبي مما يدعم الحفاظ على مستويات منخفضة من التضخم بفعل تراجع اليوان والذي سيخفض من كلفة وارادت دبي من الصين. وتوقعت الغرفة أن يستفيد تجار الإمارة من هذه الخطوة التي ستعزز من إعادة صادراتهم من السلع الصينية إلى المنطقة حيث إن الأسعار الرخيصة تحفز على زيادة الطلب في هذه الأسواق. وتعتبر الصين أكبر شريك تجاري لدبي حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما 162 مليار درهم في عام 2014.

الفرنك السويسري

وقال بيتر هارادين رئيس مجلس الأعمال السويسري في دبي: أعضاؤنا بشكل عام ليس لهم تعاملات مع السلع الصينية، وأنا أتوقع مزيدا من الانخفاض في سعر صرف اليوان. وتراجع اليوان سيؤثر على معظم السلع السويسرية بشكل عام أساسا بسبب قوة الفرنك السويسري.

وأضاف: برأيي أن الدولار الأميركي واليورو والجنيه الاسترليني ستكون الأكثر تأثرا بتراجع اليوان ويرجع ذلك أساسا لتصدير واستيراد البضائع من تلك المناطق النقدية. وأخشى أن يدخل العالم في حرب عملات.

كلفة أقل

ويرى كلوانت سينغ رئيس المجلس الهندي لرجال الأعمال والمهنيين في دبي أن تراجع اليوان الصيني يمكن أن يكون نعمة لكثير من المستوردين والتجار في الخدمات اللوجستية، وإعادة التصدير، ويمكن الآن شراء بضائع من الصين بكلفة أقل.

وقال: لا أعتقد شخصيا بأن اليوان الصيني سيشهد مزيدا من التراجع وعلينا أن نتذكر بأن تراجع اليوان حصل بعد عقدين من الزمن، أنا واثق بأن خفض اليوان سيخدم للاقتصاد بأسره.

وتابع: لدينا ما يقرب من 800 عضو في المجلس الهندي لرجال الأعمال والمهنيين في دبي والبعض منهم يشتركون في المشاعر الإيجابية تجاه تراجع اليوان حيث بإمكانه اليوم استيراد بضائع وسلع صينية بأسعار أقل، تراجع اليوان قد يتسبب في خفض التجارة وتدفقات رأس المال عبر الحدود. وذكر أن الشركاء الرئيسيين للصين مثل الهند والولايات المتحدة وباكستان يمكن أن يستفيدوا من انخفاض اليوان، وفي الوقت نفسه قد يعانون أيضا مع انخفاض التجارة. وواصل: في ظل العولمة ومواجهة اقتصادات العالم لأوقات عصيبة فإن انخفاض عملة أي دولة هو اعتراف بالضعف الاقتصادي، فهو يهز أسواق الأوراق المالية، ويضعف التجارة الدولية والتبادل عبر الحدود لتدفقات رأس المال علينا أن ننتظر لنرى ما سيحدث مستقبلا.

شراكة استراتيجية

وقال تنوير خواجة رئيس مجلس الأعمال الباكستاني في دبي: الصين هي أكبر اقتصاد في العالم، وهي واحدة من أكبر الشركاء التجاريين وبالتالي أعضاء مجلس الأعمال الباكستاني من تجار وشركات يتعاملون مع الصين سواء مع قطاعاتها التجارية أو الصناعية مثل النسيج والآلات، الأغذية، ومواد البناء، جميع رجال الأعمال لهم روابط تجارية مع الصين.

وذهب إلى أن خفض الصين من قيمة اليوان سيكون له تأثيرات كبيرة في العالم. فهو سيخدم شركات التجارة حيث ستكون وارداتها من الصين أقل كلفة مما سيعود في نهاية المطاف بالنفع على المستهلكين.

وأضاف: تجارة الإمارات الثنائية مع الصين تبلغ قيمتها 175 مليارا ولكن علينا أن نرى إن كانت ستساعد على رفع صادراتها. وإن كانت ستشغل صناعتها بالكامل وكنتيجة لذلك سنرى زيادة في الطلب على النفط وغيره. أيضا قد نرى أن البلدان النامية الأخرى التي تعتمد أيضا على الصادرات قد تخفض من قيمة عملاتها.

وتابع: لا أعتقد بأنه سيكون هناك مزيد من الخفض في اليوان. فالصين ستترقب وتراقب. وفي السنوات القليلة الماضية كان اليوان قادرا على الحفاظ على استقراره مما أعطى ثقة ومصداقية فيه وبالتالي لا أعتقد أن الحكومة الصينية ستتجه لمزيد من الخفض في اليوان في المستقبل القريب. وبرأيي فإن جميع عملات التصدير في العالم ستتأثر بتراجع اليوان الصيني. أتفق على أن العالم سيشهد حرب عملات ولا ينبغي أن تنشب تلك الحرب فهي لن تساعد.

استفادة

وأكد إيغور إيغروف رئيس مجلس الأعمال الروسي في دبي لمنطقة الشرق الأوسط أن الإمارات أحد أكبر الشركاء التجاريين للصين وهي مستورد كبير للمنتجات والسلع الصينية وبالتالي الإمارات ستستفيد من تراجع اليوان حيث ستنخفض كلفة وارداتها من الصين. وأشار إلى أنه قد يكون لتراجع اليوان تأثير في القطاع السياحي في الإمارات وتحديدا السياحة الصينية حيث إن كلفة السفر سترتفع على السائح الصيني وقد شهدنا أمرا مماثلا عندما تراجع الروبل الروسي في الفترة الماضية مما أثر في قدرة السائح الروسي على السفر وبالتالي أثر في السياحة الروسية للإمارات.

وقال: هناك 3 آلاف شركة روسية تنشط في أسواق الإمارات في مختلف القطاعات وعلى رأسها الطاقة والطيران والشحن واللوجستية والعقار والنشر. التعاملات التجارية للشركات الروسية في الإمارات مع الصين ضعيفة وبالتالي إن حصل تأثير بتراجع اليوان في تلك الشركات سوف يكون ضعيفا.

لا تأثيرات

وقال كمال فاتشاني رئيس مجموعة المايا لمتاجر الأغذية: نحن نستورد الأجهزة المنزلية والكهربائية والآلات من الصين ولا نستورد الأغذية، وتراجع سعر صرف اليوان الصيني لم يؤثر في وارداتنا من الصين بالسلب أو الإيجاب ولم تتراجع كلفة وارداتنا من الصين لأن المصانع في الصين بدأت ترفع أسعار منتجاتها وبالتالي تراجع اليوان لن يخفض كلفة استيراد السلع والبضائع كما يعتقد البعض.

لا أتوقع أن تنشب حرب عملات في العالم ولا أتوقع مزيدا من التراجع في قيمة صرف اليوان الصين اتجهت لخفض عملتها من اليوان في خطوة لتحسين أدائها الاقتصادي، اليوان حافظ على استقراره خلال السنوات الماضية وأتوقع أن يعاود الاستقرار مجددا.

20 % انخفاض اليورو في 8 أشهر

 

 

قال لارس انكه، المدير التنفيذي لمكتب اتصال هامبورغ التجاري في شنغهاي لـ"البيان الاقتصادي" إن الأشهر الثمانية الماضية شهدت انخفاضا كبيرا في اليورو مقابل اليوان بنحو 20٪. ويرجع ذلك أساسا إلى المشاكل المالية التي تشهدها منطقة اليورو في الوقت الراهن. وأضاف أن ذلك أعطى دفعة قوية للصادرات الألمانية، على الرغم من أن الطلب كذلك في السوق المحلي الصيني ينمو بشكل أبطأ، في حين أن الشركات التي تشكل تحديا مصادرها في الصين.

وأضاف انكه أن تدابير التكيف التي اتخذتها الحكومة الصينية بشأن تخفيض قيمة اليوان كانت بسبب ضعف الصادرات الصينية. ومع ذلك انخفاض القيمة الإجمالية مقابل اليورو تلخص إلى حوالي 4٪ وهو لا يغير من الوضع المذكور أعلاه بشكل عام. وفيما يتعلق بالاقتصاد العالمي فإن تأثير انخفاض قيمة اليوان مقابل الدولار الأميركي هو أكثر وضوحا لتعزيز الصادرات الصينية. وهذا أيضا ذو صلة للصادرات من الصين أو عبر الإمارات.

أما فيما يتعلق بإذا ما كان اليوان سيشهد مزيدا من التراجع فيرى أن ذلك يعتمد إلى حد كبير على زيادة تنمية التجارة الخارجية الصينية. على الرغم من أن الحكومة الصينية لا يزال لديها التدابير والموارد لمواصلة خفض قيمة العملة، كما أن عليها أن تأخذ في الاعتبار أثر خفض اليوان على الاستيراد وبالتالي الاستهلاك المحلي الضعيف بالفعل. هناك، لذلك ستكون الصين حريصة على عدم اتخاذ خطوات دراماتيكية للغاية وعلى الأرجح مراقبة التطورات الحاصلة في منطقة اليورو عن كثب.

وبالنسبة للعملات التي ستكون الأكثر تأثرا بتراجع اليوان وبصرف النظر عن اليورو والدولار. هناك تأثير معين في العملات الآسيوية المحلية. من اجل الحفاظ على القدرة التنافسية فإن العملات المحلية هي بالتأكيد ترضخ تحت ضغوط خفض قيمة العملة الصينية.

واستبعد أنكه نشوب حرب عملات، كون أن جميع الدول المتأثرة مترابطة للغاية من حيث التجارة الخارجية. وقال إنه وفي إطار البرامج الاقتصادية والسياسية الدولية على جميع الأطراف إيجاد حل مستدام لتطوير العملة، وإلا قاد ذلك لعدم استقرار في الوضع الاقتصادي.

Email