ارتفاع العرض وتباطؤ النمو الاقتصادي يضغط على الأسواق

مؤشر بلومبيرغ للسلع إلى أدنى مستوى في 5 سنوات

ارتفاع الدولار يطفئ بريق الذهب رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

هبط مؤشر بلومبيرغ للسلع إلى أدنى مستوياته في خمس سنوات بعد أسبوع آخر من عمليات البيع الكبيرة بالنسبة لكافة القطاعات وتأتي أسباب الضعف الحالي من الزيادة المستمرة في توريدات السلع الرئيسية بدءاً بخام الذهب والنحاس وانتهاءً بالنفط الخام والقطن إذ تصل زيادة العرض في السوق تزامناً مع تباطؤ الطلب بسبب القلق المحيط بقوة النشاط الاقتصادي خارج الولايات المتحدة.

ارتفاع الدولار

وقال التقرير الاسبوعي لـ«ساكسو بنك» إن التأثير العكسي لارتفاع الدولار على السلع أضاف بعداً سلبياً في الوقت الراهن ومع توقف بيع اليورو في الأسبوع الماضي، انتقل التركيز إلى العملات الأخرى كالدولار الاسترالي والين الياباني.

المعادن الصناعية

وقال أولي هانسن، رئيس السلع الأساسية، ساكسو إن اسعار المعادن الصناعية انخفضت بنسبة تتجاوز 3% لتزيح إلى حد كبير الأرباح التي حققتها على مدار الأسابيع الأربعة الماضية، حيث بدأ كل من النيكل والزنك جني الأرباح بعدما كانا اثنين من أفضل السلع أداء خلال الفترة التي سبقت هذا الأسبوع حيث تعرض النيكل على وجه الخصوص لضغط البيع بعد فشل التوقعات المتعلقة بتهديد جديد قد يسبب اضطرابات العرض من الفلبين.

ومن ناحية أخرى شهد الزنك أكبر انخفاض أسبوعي له في عامين بعد فترة من الأرباح القوية التي كانت وراءها عقود المضاربة الطويلة التي تملكها صناديق التحوط بالإضافة إلى الأخبار حول انخفاض المخزونات التي تراقبها بورصة شنغهاي للعقود الآجلة إلى أدنى مستوياتها في خمس سنوات.

سوق الطاقة

وأضاف أن سوق الطاقة شهدت أسبوعاً حافلاً بامتياز حيث أشارت التقارير الصادرة عن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة باتجاه ارتفاع العرض وتباطؤ نمو الطلب وأوردت إدارة معلومات الطاقة كذلك في تقريرها انخفاض صادرات المملكة السعودية إلى أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات بعد تباطؤ الطلب من الصين وأوروبا.

 في حين خلق كل من التباطؤ الكبير في الطلب وارتفاع الانتاج لا سيما من ليبيا وأمريكا الشمالية تخمة العرض التي تم العمل عليها خلال الصيف على مستوى العالم.

وأضاف أولي هانسن أنه كنتيجة لذلك، تم تداول خام برنت عند أقل سعر له في سنتين قبل أن يجد الدعم عند 96.75 دولارا للبرميل، في حين شهد خام غرب تكساس الوسيط انتعاشاً سريعاً بقيمة 3 دولارات بعدما قاوم الانخفاض تحت 91.25 دولارا للبرميل جراء المخاوف الجيوسياسية الجديدة.

عقوبات روسيا

وأعلنت الولايات المتحدة وأوروبا عن حزمة أخرى من العقوبات ضد روسيا بينما صرحت وزارة الخارجية الروسية بأن ضرب الولايات المتحدة لمقاتلي دولة العراق والشام (داعش) داخل الأراضي السورية يعد «انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي».

ضاقت الفجوة بين خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى أقل مستوى لها في شهرين بسبب تباين النظرة المستقبلية حول الطلب على الخامين العالميين، في الوقت الذي استمرت فيه زيادة العرض وانخفاض أسعار العقود العاجلة في الضغط على خام برنت نتج عن الطلب القوي في المصافي على خام غرب تكساس الوسيط في الولايات المتحدة استمرار أسعار العقود العاجلة في جذب فارق السعر مع أسعار العقود الآجلة.

تضرر البلاتينيوم

واوضح تقرير «ساكسو بنك» الاسبوعي لأسواق السلع أن مجموعة معادن البلاتينيوم كانت الأكثر تضرراً بسبب الميل السلبي العام في المعادن بخسارة البلاديوم ما يزيد على 6% مع محاولة أصحاب الاستثمارات الطويلة الممتدة فوق طاقتها تقليل الانكشاف في الوقت نفسه ونظراً للتسييل المحدود المعتاد في هذا القطاع يمكن أن تكون فترات التسييل الطويل كهذه موجعة جداً وينتج عنها أسعار مبالغ فيها في أغلب الأحيان.

سيجد المشترون عندما يستقر السوق طريقهم للعودة إلى مرحلة تبقى فيها النظرة المستقبلية الأساسية أفضل من غيرها في الوقت الذي تشكل فيها مخاوف الطلب تهديداً مستمراً مع ارتفاع الطلب من قطاع السيارات.

خسائر الذهب

وقال اولي هانسن إن الذهب والفضة عانى أسبوعاً آخر من الخسائر وكسر المستويات التقنية، حيث تدور الفضة مرة أخرى حول أدنى مستوى لها في عدة سنوات بسبب ضعف المعادن الثمينة وقوة الدولار.

- والذي يسود اعتقاد قوي بإمكانية ارتفاعه أكثر - وارتفاع عائدات السندات والمخاوف حول ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيصبح أكثر تشدداً تجاه توقعاته بخصوص معدل الفائدة، إذ يشهد القطاع في هذه الآونة عمليات بيع كبيرة رافعاً من فرص الانتعاش الصغير وعلى الرغم من ذلك، وقبل اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة المزمع هذا الأسبوع يبدو المتداولون أصحاب الاستثمارات القصيرة الأكثر اطمئناناً نظراً للخطر المتزايد حول إمكانية تمخض الاجتماع عن تصريح أكثر تشدداً من رئيسة الفيدرالي جانيت يلين.

المحاصيل الزراعية

قال أولي هانسن، رئيس السلع الأساسية في ساكسو بنك إن قطاع الزراعة شهد قلقاً حول ارتفاع العرض مع تعرض كافة المحاصيل الرئيسية إلى أسبوع آخر من الخسائر بعد صدور تقرير عن وزارة الزراعة في الحكومة الأمريكية يسلط الضوء على إمكانية أن يتجاوز محصول الذرة وحبوب الصويا التوقعات. وأضاف أنه من المتوقع أن ترتفع المخزونات العالمية من الذرة والبذور الزيتية والقمح إلى مستويات قياسية مسببة تراجع الأسعار إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات.

Email