المعادن الصناعية تُعوّض الضعف في الطاقة والمعادن الثمينة

تراجع المخاوف الجيوسياسية يهبط بالنفط

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يشهد مؤشر بلومبيرغ للسلع المتنوعة أي تغيير يذكر في الأسبوع الماضي مع الأرباح القوية في المعادن الصناعية لا سيما الزنك والألمنيوم مما ساعد على تعويض الخسائر في الطاقة والمعادن الثمينة، وكان قطاع الزراعة متفاوتاً مع استمرار الضعف الذي شهدناه في المحاصيل الرئيسية خصوصاً الذرة بينما جنى قطاع المواد الاستهلاكية أرباحاً قوية تقودها القهوة والكاكاو.

وقال التقرير الاسبوعي لـ« ساكسو بنك» ان قهوة ارابيكا والكاكاو احتلت قمة الجدول خلال الاسبوع الماضي، حيث قفزت أسعار القهوة بشكل حاد خلال الربع الأول بسبب الجفاف في البرازيل- أكبر منتج للبن عالي الجودة على مستوى العالم- مما أدى إلى خفض الإنتاج وبعد التصحيح الذي شهده ذلك الانتعاش بنسبة 50 % تحرك السعر مرة أخرى إلى الاعلى بسبب التقارير التي تفيد باحتمالية تسبب الجفاف بأضرار لا يمكن اصلاحها في أشجار القهوة البرازيلية مما قد يؤدي إلى تراجع تقديرات الانتاج المستقبلية.

عقود الكاكاو

وذكر اولي هانسن رئيس استراتيجية السلع الأساسية في ساكسو بنك أن الكاكاو وصل إلى أعلى مستوياته في 3 سنوات بعدما تجاوزت العقود المستقبلية الخاصة بشهر سبتمبر مجال الاندماج الذي استمر بدوره لستة اسابيع مما أتى بالحافز للتحرك صعوداً من الشراء التقني في حال كسر الارتفاع الحالي نتيجة الاخبار حول ارتفاع الطلب من المعالجين في أميركا الشمالية وآسيا إذ ندخل مرحلة من ذروة الطلب بسبب تكثيف المعالجين للإنتاج قبل موسم الاحتفالات في ديسمبر، حيث يكون الاستهلاك مرتفعاً، وبقيت التوريدات من غرب افريقيا جيدة لكن من المحتمل أن يعطي أي تغيير في تلك النظرة المستقبلية السعر دفعة اضافية ما لم نشهد بدء تأثر الطلب بارتفاعات السعر الحالية وبالأخص من شركتي مارس كاندي وهارشي.

خسائر الغاز

وأشار التقرير إلى أن أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة اتجهت نحو خسائر للأسبوع السادس على التوالي بسبب نسبة التقدم القوية في إعادة بناء المخزونات التي اُستنزفت في شهر يناير تبعاً لشتاء قارس.

حيث وصل النمو الاسبوعي في المخزونات فوق معدله في خمس سنوات خلال الاسابيع الاربعة عشر الماضية بسبب الانتاج القوي من جهة وضعف الطلب من الخدمات بسبب الجو الاكثر اعتدالاً من الطبيعي من جهة أخرى وكنتيجة لذلك هبط السعر إلى أدنى مستوياته في 8 أشهر مع بقاء المخزونات تحت معدل الخمس سنوات بنسبة 23.5 % ، بحيث تحتاج المخازن تحت الارضية إلى الحفاظ على عمليات الضخ لضمان مستوى صحي من المخزون قبل بدء الطلب الشتوي في أواخر أكتوبر.

طلب قوي

وتفوقت المعادن الصناعية على كل من الطاقة والمعادن الثمينة بوصفها أقوى القطاعات لغاية هذا الوقت من السنة، حيث حدثت الارباح الحالية بسبب التوقعات المتزايدة بزيادة عجز العرض في الالمنيوم خلال السنتين المقبلتين جراء استمرار ارتفاع الطلب في وقت خفض فيه أكبر المنتجين خارج الصين الإنتاج مما أثار ارتفاع السعر الذي بدأ في 2011 محدثاً تقشفاً في الانتاج، وبعد الارباح الراهنة تمت استعادة ثلث عمليات البيع الشرهة تلك.

حيث ساعد التحسن العام في البيانات الاقتصادية خارج الولايات المتحدة والصين أكبر المستهلكين على مستوى العالم حتى الآن، في تحسن الزخم خلال الشهرين الماضيين، ولا يملك النحاس عالي الجودة والذي أسس مجال تداول جديد بين 3.18 و3.30 دولارات للباوند خصائص الدعم نفسها كالتي يملكها الالمنيوم والزنك ولغاية الآن، من المتوقع أن يستقر المجال مع التقديرات بأن الفرص الصاعدة محدودة في الوقت الراهن.

المخاوف الجيوسياسية

وقال اولي هانسن ان قطاع الطاقة كان منخفضاً في معظمه مع تراجع المخاوف الجيوسياسية بسبب ضعف الطلب على خام برنت، حيث تأجل اتساع الفجوة بشكل أعمق، ويشير هذا إلى تحسن حالة العرض تزامناً مع الطلب الضعيف على المصافي إذ لقي خام غرب تكساس الوسيط الدعم من الهبوط المستمر في محطة التوصيل في كوشين ولكن وفي نفس الوقت يشير الارتفاع القوي في مخزونات البنزين كنتيجة إلى عمليات المصافي القوية في الاسابيع الحالية باتجاه احتمال تباطؤ الطلب على النفط الخام مع اقترابنا من نهاية موسم السيارات الأميركي والذي يستمر بدوره إلى يوم العمال في أوائل سبتمبر.

تطور العرض

وذكر تقرير «ساكسو بنك» أن المؤشرات تظهر تطور حالة العرض المختلفة بين خامي برنت وغرب تكساس الوسيط إذ نتج عن انخفاض الطلب على المصافي وزيادة العرض في أوروبا في فجوة العقود المستقبلية بين عقود خام برنت المستقبلية الاولى والثانية والتي تحركت من ميلها إلى التراجع بمعدل 60 سنتا للبرميل إلى التأجيل الحالي لأكثر من 40 سنتا، حيث لم نشهد مثل هذا الانهيار في الفجوات الراهنة لمدة طويلة خصوصاً في هذا الوقت من السنة.

حيث يكون الطلب مرتفعاً وستخفض الصيانة المرتقبة في بحر الشمال العرض وبالتالي تساعد على خفض تخمة العرض الراهن وتساعد في استقرار الفجوات مما نتج عن الطلب القوي على مكررات خام غرب تكساس الوسيط واستمرار انخفاض المخزونات في كوشين محطة توصيل عقود خام غرب تكساس الوسيط المستقبلية إلى ارتفاع حاد في الميل إلى الهبوط والذي يشكل بدوره علامة على الندرة في السوق الرئيسي.

المستثمرون التكتيكيون

وقال اولي هانسن: نتج عن التطورات المقابلة في الطلب على المصافي ووفرة النفط على جانبي الاطلسي تراجع الفرق بين خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت ليضيق إلى 5 دولارات للبرميل مقارنة بمعدل 12 دولارا في بداية العام، وكنتيجة للضعف الحالي والذي شهدناه في خام غرب تكساس الوسيط وبشكل أوضح في خام برنت يبحث المستثمرون التكتيكيون مثل صناديق التحوط ومديري المال الكبار مرة أخرى عن التغطية.

حيث انخفضت مواقف خام برنت وغرب تكساس الوسيط الطويلة المشتركة خلال الاسابيع الماضية بمعدل 25 % بعد الوصول إلى مستوى 610 ملايين برميل في أواخر يونيو، حيث لا يمكن استبعاد تسييل إضافي طويل ولكن مع دعائم على قدرة خام برنت للصمود فوق 106.75 دولارات للبرميل وقدرة خام غرب تكساس الوسيط على سحب البساط من تحت مخزونات البنزين المرتفعة.

التأثير في السوق

وأضاف هانسن: ستستمر المخاوف الجيوسياسية بلعب دور هام من خلال اتخاذ تحديد سعر صحيح للنفط الخام ولكن وكما رأينا خلال العديد من المرات المشابهة يميل التأثير على السوق ليكون قصير الاجل لا سيما مع الاخذ بالاعتبار التنوع المتزايد في انتاج النفط الذي شهدناه في السنوات القليلة الماضية عندما كان الانتاج من المناطق الأقل تقلباً يقدم معظم النمو في العرض وعند المستويات الحالية من المحتمل أن تبقى أسعار خام برنت في خطر بمعدل خمس دولارات على الاقل ولكن ومع الكثير من الشكوك المخيمة حول العالم سيعاني من أجل إزالة هذا بصورة كاملة.

نقاط الدعم

وأضاف التقرير: اتجه كل من الذهب والفضة نحو أسبوع ثانٍ من الخسائر بعد الفشل في المحافظة على الارباح التي تم تأسيسها بعد السقوط المأساوي للطائرة الماليزية شرق أوكرانيا، حيث وصل كلا المعدنين إلى معدل الحركة الخاص بهما والمستمر لمدة 200 يوم عند 1286 دولارا للأونصة و20.27 دولارا للأونصة على الترتيب ولكنهما فشلا في اختراقها إذ شكل معدل حركة الذهب المستمر لمدة 200 يوم نقطة محورية في عديد المرات خلال الأشهر الماضية مقدماً الدعم والمقاومة.

قوة الدولار

قال اولي هانسن ان كلاً من الدولار الاقوى وانخفاض المخاطر الجيوسياسية قد حولا التركيز في السوق مرة أخرى تجاه التوقيت عندما سيتحرك الاحتياطي الفيدرالي الاميركي من الخفض إلى التقشف ويمكن أن يقدم اجتماع اللجنة الاميركية للسوق المفتوحة الفيدرالية وتقرير العمل الاميركي بعض الاجوبة على هذا، وحتى ذلك الوقت تبدو العودة إلى الصعود في كلا المعدنين محدودة لا سيما الفضة.

حيث وصلت الرهانات المتصاعدة تقريباً إلى مستويات قياسية من 2010 قبل ارتفاع السعر تجاه 50 دولارا للأونصة مباشرة ولا يتوافر حافز محتمل لتجديد هذا «الارتفاع» بكل بساطة في الوقت الراهن وبالتالي نستمر في تفضيل الفضة على الذهب بسبب استخدامه المزدوج كآلية استثمارية ومعدن صناعي، حيث تبدو النظرة المستقبلية على المدى القريب أقل دعماً مما شهدناه خلال الشهر الماضي.

Email