الشركات مطالبة بابتكار البيانات

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك مثل شائع يقول إن العلماء يمكن أن يتشاركوا بفراشي أسنانهم ولكن لا يمكنهم المشاركة ببياناتهم. ولكن يجب علينا أن نتخيل أشكالا أكثر انفتاحا وسلامة من مشاركة البيانات إذا تعين علينا أن نستفيد من هذه الثورة التكنولوجية لأقصى حد.

وتتبدى البيانات وسط أهم الأصول في اقتصاد القرن الحادي والعشرين. ومن خلال جمع كم هائل من البيانات المولدة من قبل الإنسان والآلات، وضمها إلى أجهزة كمبيوتر أكثر قدرة على معالجتها، ولوغاريتمات ذكية، فسيوفر ذلك موادّ خاما لأنظمة الذكاء الاصطناعي ويعد بإدخال تحسينات هائلة على الإنتاجية. وقدرة أي بلد على تسخير البيانات بطرق آمنة ومبتكرة ستحدد مدى نجاحها بصورة متزايدة. لقد حان الوقت للمؤسسات لكي تقدم على الابتكار بهدف تشجيع هذه العملية.

وفي الوقت الحالي، فإن مجموعة شركات باسيفيك ريم للتجارة والمقاولات، الممتدة على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة والساحل الشرقي للصين، تتفوق على بقية الشركات في القطاع التكنولوجي. وهناك شركات مشابهة أمثال غوغل، أمازون، علي بابا وتنسنت منهمكة بتفريغ البيانات واستخدامها بطرق مبتكرة. وهذا من حسن حظ معظم المستهلكين ويهم بعض الناس الذين يشعرون بالقلق من القوة المركزية لبعض الشركات المساهمة والقدرة على كشف الخصوصية.

وفي مطلع أكتوبر، نشرت الحكومة البريطانية تقريرا مستقلا أعده الخبراء، ويتعلق بالكيفية التي يمكن فيها لبريطانيا تعزيز قطاع الذكاء الاصطناعي. وتتباهى المملكة المتحدة بتاريخها اللامع في الحوسبة، لكنها تخاطر في التحول إلى فرع جانبي في هذا القطاع المتنامي من الاقتصاد. وقدم التقرير اقتراحات جيدة لتحسين التعليم التقني، والحفاظ على حرية الحركة للخبراء الموهوبين (وهو تحدّ من نوع خاص عقب بريكسيت)، وجعل البيانات الحكومية قابلة للقراءة من قبل الآلات.

والفكرة الجوهرية بالنسبة للحكومة البريطانية تتمثل بالعمل مع مؤسسات مستقلة مثل «الجمعية الملكية البريطانية» و«معهد البيانات المفتوحة»، بهدف تشجيع ابتكار آليات أذرع قوية لمشاركة البيانات مع الجمهور والقطاع الخاص. وهذا يساعد على طمأنة مقدمي البيانات بأن معلوماتهم كانت تستخدم بصورة جماعية لهدف خيري وليس لجني أرباح خاصة أو للمراقبة الحكومية. لكن ذلك يمكن أن يوفر للباحثين وشركات المقاولة الوصول إلى مجموعات حديثة ومثيرة من البيانات.

ويجادل واضعو التقرير بأن القطاع الخاص يمكن أن يستفيد في قطاعات الطاقة، الرعاية الصحية، المواصلات، الأمن السيبراني. ويقترح خبراء آخرون بأن المنظمين يمكن أن يحفزوا الشركات، مثل أوبر، على المشاركة ببيانات مجهولة المصدر، وهذا سيساعد مخططي المدن. كما يمكن أن تشجع مؤسسات البحوث غير الربحية شركات الأدوية على المساهمة ببيانات «مستهلكة» مستقاة من تجارب إكلينيكية فاشلة، يمكن أن توفر رؤى لا تقدر بثمن.

 

Email