قطاع السياحة العلاجية في دبي.. مسيرة النمو متواصلة
تشهد دبي ارتفاعاً متزايداً في أعداد السياح القادمين لأغراض صحية وعلاجية ممن يبحثون عن مجموعة من العلاجات الفعالة ومنخفضة التكلفة بدءاً من جراحة العظام والجراحة التجميلية مروراً بعلاجات الأمراض الجلدية ووصولاً إلى طب العيون. ووفقاً لتقرير صدر حديثاً، فإن أكثر من 320,000 سائح لأغراض صحية وعلاجية زار إمارة دبي خلال العام الماضي.
حيث حقق هذا القطاع إيرادات تصل إلى 1.4 مليار درهم. كما كشف التقرير أن الآسيويين شكلوا الجزء الأكبر من السياح لأغراض صحية وعلاجية وبواقع 37% خلال العام الماضي، تلاهم السياح من الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي بواقع 31% ومن ثم السياح من أوروبا بواقع 15%.
ومن المتوقع أن يدر هذا القطاع مليارات الدراهم خلال الأعوام المقبلة في ظل مواصلة حكومة دبي تعزيز جهودها لتحقيق هدفها الطموح المتمثل في استقبال 500,000 سائح لأغراض صحية وعلاجية بحلول العام 2020. وبالإضافة إلى آسيا ودول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا، تستهدف الحكومة أيضاً سوق غرب أفريقيا.
حيث وصل الإنفاق السنوي المشترك على السياحة العلاجية لكل من نيجيريا وغانا، وهما أكبر سوقين في المنطقة الإفريقية، إلى أكثر من مليار دولار. وهناك ما لا يقل على 60,000 سائح لأغراض علاجية وصحية من هذين البلدين هذا العام وفقاً لتقديرات إحدى الدراسات المتخصصة.
وفي خضم المشاريع والبرامج الحكومية التي تهدف إلى بناء حضور قوي في مجال السياحة الصحية والعلاجية على المستويين الإقليمي والعالمي، بدأت المؤسسات الطبية حول العالم بأخذ الإمكانات الهائلة لإمارة دبي بعين الاعتبار، حيث باتت دبي اليوم موطناً للمستشفيات وشركات الرعاية الصحية رفيعة المستوى التي توفر مجموعة واسعة من الخدمات الطبية المتكاملة والشاملة والآمنة التي تقدمها كوادر طبية على درجة عالية من الخبرة والتدريب.
وبالإضافة إلى ذلك، ساعدت عوامل مثل توفر الأجهزة الطبية المتطورة والاختصاصيين الطبيين المؤهلين المعروفين بالتزامهم بالجودة، إضافة إلى الحلول الصحية التي تركز على تلبية احتياجات المريض، في تحويل دبي إلى واحدة من أهم الأسواق العالمية اليوم.
كما أن مجموعة التخصصات الطبية المتوفرة هنا تعد عوامل مشجعة على القدوم لدبي بالنسبة للكثير من السياح لأغراض صحية وعلاجية ممن يبحثون عن أطباء معروفين وموثوقين في مجالات التوليد وأمراض النساء، وأمراض القلب، والتشخيص العام، وجراحة المخ والأعصاب على سبيل المثال لا الحصر.
وتقدم العديد من المستشفيات في دبي خدمات طبية عصرية باستخدام أحدث الأجهزة التي تماثل تلك الموجودة في أفضل المراكز الطبية العالمية. ويعد ذلك قيمة مضافة إلى جاذبية دبي كواحدة من مراكز السياحة الصحية والعلاجية في العالم، فضلاً عن قصص النجاح لمرضى أكدوا قدرة الإمارة وجاهزيتها لتلبية متطلباتهم الفريدة.
ويسهم الدعم الحكومي القوي في جعل الإمارة مقصداً معترفاً به عالمياً للعلاجات الصحية، في الوقت الذي يجري فيه أيضاً القيام بجهود تعاونية لترويج السياحة العلاجية بين الجهات العامة والخاصة لما فيه مصلحة الطرفين.
فعلى سبيل المثال، وكعضو فعال في نادي دبي للسياحة العلاجية، تتعاون مستشفى برايم، التي تقدم خدمات مخصصة وشاملة ومعقولة السعر وعالية الجودة للرعاية الصحية، مع هيئة الصحة في دبي من أجل الترويج لدبي كوجهة رائدة للسياحة العلاجية. وتقدم العديد من المستشفيات في دبي عروضاً شاملة للسياحة العلاجية في محاولة للاستفادة من هذا القطاع المتنامي.
حيث تقوم المستشفيات بتوفير عروض لمجموعة واسعة من العلاجات مثل تجميل الأنف وشد الصدر وشد الوجه وشد البطن وشفط الدهون وتكبير الثدي وتكميم المعدة وجراحة المجازة المعدية. وتشمل هذه العروض الإقامة ورسوم الطبيب وفحوص ما قبل التخدير وغرفة العمليات والتخدير والفحوصات المخبرية الروتينية والأشعة والأدوية والمواد الاستهلاكية.
كما تشمل قائمة الخدمات الخاصة التي تقدمها المستشفيات، الرعاية الطبية الطارئة على مدار الساعة، ومختبر قسطرة القلب المتطور الذي يقدم التصوير الفوري للأوعية، ووحدة العناية المركزة للكبار، ووحدة العناية المركزة للأطفال، ووحدة الرعاية التاجية، ووحدة الرعاية المركزة لحديثي الولادة، ووحدة السكتة الدماغية، ووحدة جراحة اليوم الواحد، وعيادة عائلية.
وتم تدريب كادر العمل في أغلب المستشفيات على إجراء الترتيبات الضرورية للمرضى الدوليين وعائلاتهم، بما في ذلك المساعدة في استخراج التأشيرات والإقامة الفندقية والاستشارة و / أو القبول، والنقل من المطار وغيرها من الخدمات.
ومن المتوقع أن يشهد قطاع السياحة العلاجية في دبي، وجهة الأعمال والترفيه والسياحة الرائدة عالمياً، مزيداً من النمو في الأعوام المقبلة بفضل مرافق الرعاية الصحية المتطورة والفرق الطبية المؤهلة والخدمات الصحية المبتكرة. ويبقى المستقبل مشرقاً بالنسبة للمجتمع الطبي المحلي، حيث تعمل الجهات المعنية باستمرار على جعل الرعاية الصحية جزءاً من تجربة الحياة العصرية التي تقدمها الإمارة لزوارها من كافة أنحاء العالم.
