نمو عقاري مستدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمضي دبي قدماً في تعزيز مكانتها عاصمةً للاستثمار العقاري في المنطقة والعالم، بحسب ما برهنته النسخة السادسة عشرة من معرض «سيتي سكيب جلوبال» التي اختتمت أعمالها الأسبوع الماضي. واللافت في نسخة هذا العام ليس فقط هذا النضج الذي يظهره اللاعبون الأساسيون في السوق العقاري المحلي من مطورين ومقاولين وبنوك ممولة ومستثمرين، ولكن ضخامة حجم المشاريع المعروضة المقدرة بنحو 3 تريليونات درهم.

ويحمل الزخم المصاحب لفعاليات المعرض في طياته رداً بليغاً على ما يتردد بين الحين والآخر عن وجود تباطؤ عقاري محتمل ربما تكون له آثار سلبية في الاقتصاد الوطني، ويؤكد أن استراتيجية التطوير العقاري لدبي ودولة الإمارات بشكل عام ليست وقتية.

ولا وليدة المصادفة، ولكنها مبنية على دراسات معمقة وطويلة الأجل، تستهدف المستقبل، ولا تؤثر فيها الظروف العابرة، بدليل هذا الزخم المتزايد من المشاريع الضخمة الجديدة ما بين جزيرة اصطناعية، ومدن متكاملة، وأبراج سكنية وفندقية بمفاهيم مبتكرة.

ولا تثبت هذه المشاريع أن السوق العقاري في الدولة وصل إلى مرحلة متقدمة من النضج والنمو المستدام وأصبحت أكثر حصانة ضد الأزمات والتذبذبات فحسب، ولكنها تعطي دفعة قوية للقطاع الذي تتسارع مشروعاته حالياً للحاق بركب «إكسبو 2020 دبي» عبر إنجازها في وقت مناسب قبل انطلاق الحدث العالمي الأبرز، خصوصاً أن أغلبها يحمل مفاهيم مبتكرة تتخطى فكرة التطوير العقاري إلى المدن المستدامة التي تخاطب المستقبل. ومن المؤكد أن الفترة المقبلة سوف تشهد تسارعاً في إبرام الصفقات العقارية بفضل اشتعال المنافسة الإيجابية بين المطورين.

Email