تمويل الإبداع مسؤولية مشتركة بين القطاعين

نقلة ابتكارية نوعية يشهدها القطاع المصرفي الإماراتي

Ⅶ سلطان المنصوري ومحمد الشحي في مقدمة المشاركين في الفعالية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال مصرفيون إن القطاع المصرفي يشهد في الدولة نقلة نوعية استثنائية، مكنته من تخطي العمليات التقليدية والأنظمة القديمة، وبات يوظف التقنيات المتطورة والمبتكرة التي ستسهم بالتأكيد في إحداث تغيير كامل في القطاع برمته. ودعا المصرفيون إلى ضرورة تعاون الشركات في القطاعين العام والخاص، بهدف افتتاح مراكز متخصصة للبحوث والابتكار، كما يحدث في الشركات الكبرى في الدول المتقدمة، وذلك تماشياً مع الجهود التي تبذلها الدولة لغرس ثقافة الابتكار في المجتمع.

وقال محمد مصبح النعيمي الرئيس التنفيذي العضو المنتدب لمجموعة موارد للتمويل، إن الابتكار أصبح عنصراً أساسياً في تطوير خدمات ومنتجات تحقق سعادة الإنسان من خلال تحسين نوعية تنقله أو بحثه أو أي من متطلباته الأساسية، ونعتقد أن الابتكار مسؤولية الشركات في القطاعين العام والخاص، فنجد الشركات الخاصة بدول شرق آسيا على سبيل المثال وفي قطاعات متعددة تقوم بتطوير مراكزها الخاصة بالبحوث والتطوير التي تعتبر أهم عنصر في تطوير الابتكار وبالتالي دعم أنشطة تلك الشركات وأعتقد أن الشركات الكبرى في الدولة مثل البنوك الكبيرة واتصالات وطيران الإمارات قادرة على فتح مراكز للابتكار، وذلك بما يتماشى مع استراتيجية الدولة في الابتكار كما أن الجامعات يمكنها لعب دور داعم في ذلك.

معايير الجودة

وأضاف الرئيس التنفيذي العضو المنتدب لمجموعة موارد للتمويل، أن حكومتنا الرشيدة مرّت بمراحل متعددة من التطور بدأت بترسيخ معايير للجودة والتميز وتقييم الأداء وتقديم الخدمات الإلكترونية والذكية وغيرها، واليوم تجني حكومتنا ثمار ما زرعته خلال السنوات الماضية، لتبدأ مرحلة جديدة على أسس قوية وصلبة عنوانها الرئيسي هو الابتكار، وما نعيشه اليوم ونلمسه هو بمثابة سباق للأفكار نحو الابتكار الحكومي، ولنعلم جميعاً أن الابتكار لا يعني ترفاً فكرياً، أو مجرد "شو إعلامي" بل هو سر البقاء والتجدد والتطور وسر نهضة الشعوب، ومن ثم فإذا استطعنا أن نوفر أفضل بيئة ابتكار لموظفينا، بالتأكيد سيكون النتاج توفير أفضل مستقبل لشعبنا ولأبنائنا».

وأكد محمد النعيمي أن الابتكار في أي قطاع سواء أكان قطاعاً حكومياً أو خاصاً من شأنه أن يعزز مسيرة التطور والتقدم في الإمارات ومن ثم يعكس رؤية قيادتنا الرشيدة في تحويل الابتكار إلى منهج عمل وأسلوب حياة، لافتاً إلى أن الابتكار يمثل قيمة أساسية لمجتمعات المستقبل، وهو بالفعل دون أدنى شك وسيلتنا لبلوغ أهدافنا المتمثلة في الريادة وصدارة مؤشرات التنافسية العالمية وضمان الاستدامة.

مسيرة التحول

وقال عبدالله قاسم، الرئيس التنفيذي لإدارة العمليات في مجموعة بنك الإمارات دبي الوطني، إن البنك ينوي استثمار نحو مليار درهم خلال الثلاث سنوات المقبلة، لدفع عجلة أجندة الابتكار من خلال الرقمنة ومسيرة التحول متعدد القنوات التي ننتهجها في عملياتنا ومنتجاتنا وخدماتنا. كما نسير قدماً بإسهامات رائدة تهدف لتعزيز سهولة وبساطة العمليات المصرفية. ولفت إلى أن استثمارات البنك سوف تركّز على 5 مجالات هي التحويل المتكامل للعمليات، وتوفير واجهة مستخدمين أكثر سلاسة وسرعة ومرونة لتعـزيز الاستجابة للعملاء، وتوفير الخدمات عبر قنوات متنوعة، وتعزيز الخصائص الأمنية ومكافحة الغش وتعزيز إدارة البيانات والتحليلات، وجميعها تنسجم مع مبادرات «المدينة الذكية» في الإمارات.

وأوضح أن ثمار الابتكار باتت أكثر وضوحاً اليوم في اقتصاد الإمارات النابض بالحيوية، مؤكداً أن الإمارات ستكون خلال الأعوام الأربعة المقبلة محط أنظار العالم مع اقتراب 2021، وأنها ستنجح في تحقيق أهداف استراتيجيتها الوطنية وستعزز مكانتها كرائد عالمي في مجال الابتكار.

ثقافة الابتكار

لفت عبدالله قاسم إلى أن المدارس والجامعات يلزم أن تسعى لإعداد جيل الشباب الوطني للخوض في عالم الابتكار والتقنيات الحديثة، عبر تزويدهم بالمهارات والمنهجيات المتخصصة في مجال البحث والاستكشاف. وينبغي لثقافة الابتكار في مدارس الدولة أن تتضمن تجربة تعليمية يحظى فيها الطلاب والمعلمون والفرق الإدارية بالإلهام والدعم اللازمين لصقل أفكارهم ومناهجهم للوصول إلى نتائج مبتكرة ومخرجات تدعم ريادة الأعمال.

Email