بحضور إماراتي رفيع المستوى

انطلاق اجتماعات «دافوس» مع تفاؤل بأقوى نمو منذ الأزمة العالمية

كلاوس شواب يفتتح الاجتماعات بحضور رئيس الوزراء الهندي | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت، أمس، في منتجع دافوس السويسري «دافوس»، اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي، وسط أجواء يسودها التفاؤل بالانتعاش الاقتصادي في العالمي، حيث أكد تقرير صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي يشهد أفضل مرحلة نمو منذ اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية.

وأشار إلى أن ذلك يأتي بفضل خفض الضرائب في الولايات المتحدة والتوسع السريع في اقتصاديات أوروبا وآسيا، ورفع الصندوق توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري والعام المقبل، مشيراً إلى أنه أفضل مسار نمو متسق في الاقتصاد العالمي منذ 2010، إذ توقع نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.9% هذا العام والعام المقبل، مقارنة بنمو بنسبة 3.7% في 2017.

ويحضر الحدث 3 آلاف مشارك، من ضمنهم 70 رئيس دولة ورئيس وزراء، و340 من كبار الساسة والمسؤولين في العالم، ويشهد المنتدى، الذي يستمر حتى 26 يناير 2018، حضوراً إماراتياً بوفد رفيع المستوى، يضم عدداً من الوزراء والمسؤولين ورؤساء الشركات.

ويأتي التفاؤل بعد أن بلغت معنويات أصحاب العمل أعلى مستوياتها، بحسب استطلاع دولي أجرته شركة «بي دبليو سي».

توزيع الثروات

وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، في معرض تقديمها للتوقعات المتفائلة للنمو العالمي: «بالتأكيد، يجب أن نتشجع، لكن لا يتعين أن نشعر بالرضا». وأضافت: «قبل كل شيء، لا يزال الانتعاش والنمو المتسارع يستثني كثيرين».

وأضافت: «تواصل التجارة العالمية التوسع بالتزامن مع ارتفاع ثقة المستهلكين»، وقالت إن النمو العالمية شهد تسارعاً منذ 2016، مؤكدةً أن جميع المؤشرات تتوقع تواصل قوة النمو خلال الفترة المقبلة.

وتزامنت البيانات المتفائلة حول الاقتصاد العالمي مع تحذيرات للتجمعات النخبوية مثل دافوس، من أن عليها البحث عن حقوق لجميع الأشخاص على اختلاف مداخيلهم، فيما يقوم «واحد في المئة» بجمع ثروات لا تحصى بعد عقد على أزمة مالية كبيرة.

ثقة الشركات

وأكدت شركة المحاسبة بي.دبليو.سي التوقعات الإيجابية لصندوق النقد، مع دراسة تشير إلى بلوغ مؤشر الثقة نسبة قياسية بين رؤساء الشركات على مستوى العالم. وتحدثت المنظمة الخيرية البريطانية أوكسفام عن اقتصاد عالمي تجمع فيه قلة من الأثرياء ثروات لا تحصى، فيما مئات ملايين الأشخاص «يكافحون للعيش على خط الفقر».

وقالت ويني بيانييما، المديرة التنفيذية لأوكسفام، إن «فورة أصحاب المليارات ليست مؤشراً إلى اقتصاد مزدهر، بل مؤشر إلى فشل النظام الاقتصادي». وفي رسالة وجهها إلى المنتدى، حذر البابا فرنسيس من أن النقاشات حول التقدم التكنولوجي والنمو الاقتصادي يجب ألّا تحل مكان القلق بشأن البشرية ككل. وقالت رسالة الحبر الأعظم: «لا يمكن أن نبقى ساكتين أمام معاناة الملايين الذين تُمتهن كرامتهم».

بريق العولمة

ومن جانبه، أقر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في افتتاح المنتدى، بأن العولمة «تفقد بريقها»، لكنه حذر من أن إقامة جدران تجارية جديدة ليست حلاً. وأكد أن الهند ستمثل قدوة بفتح أبوابها أمام الاستثمارات الخارجية.

عالم متصل

وقال: «يبدو كأن مساراً عكسياً للعولمة يحدث. إن التأثير السلبي لهذا النمط من العقلية والأولويات الخاطئة يجب ألّا يعد أقل خطورة من التغير المناخي أو الإرهاب».

وأضاف: «في الواقع، الجميع يتحدثون عن عالم متصل بعضه ببعض، لكن علينا قبول حقيقة أن بريق العولمة يخبو». وأضاف: «الحل لهذا الوضع المقلق ليس الانعزالية، الحل له هو فهم وقبول التغيير، ووضع سياسات مرنة في زمن متغير». وهي أول مشاركة لرئيس حكومة هندي في دافوس منذ 1997.

وقال مودي، أمس، إن الحمائية المتزايدة والافتقار إلى جهود معالجة التغير المناخي يشكّلان أكبر التهديدات للعالم اليوم.

وأوضح مودي، مشيراً إلى التعريفات الجمركية الجديدة وجمود الجهود للتوصل إلى اتفاقيات تجارية متعددة الأطراف وتراجع الاستثمارات العابرة للحدود، أن «قوى الحمائية ترفع رؤوسها في مواجهة العولمة».

مستوى قياسي

كما كشفت نتائج استطلاع المديرين، الذي يجرى كل عام في المنتدى، أن التفاؤل بين مديري شركات الاقتصاد العالمية حيال المستقبل وصل إلى مستوى قياسي لم يحدث من قبل.

وأوضحت نتائج الاستطلاع، الذي أجرته شركة «بي دبليو سي» البريطانية، أن 57% من مديري هذه الشركات يتوقعون أن ينمو الاقتصاد العالمي خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، وهذه النسبة هي الأعلى منذ بدء هذه الاستطلاعات في 2012، وبذلك تكون النسبة قد ارتفعت بمقدار الضعف تقريباً مقارنة بنسبة استطلاع العام الماضي التي كانت بلغت 29% فقط. في الوقت نفسه، أبدى 42% فقط من المديرين تفاؤلهم حيال تحقيق شركاتهم نمواً.

من جانبه، قال روبرت فينكليوهان، المتحدث باسم الرئاسة التنفيذية لشركة «بي دبليو سي»: «إن التفاؤل بالأساس هو إشارة رائعة، ويجب علينا أن نراقب بدقة ما إذا كان تضارب التوقعات الخاصة بالنمو لشركات هؤلاء المديرين، سيبعث بإشارة على تحوّل مقبل».

ترقّب لحضور ترامب بين الغضب والترحيب

يترقب المشاركون في اجتماعات «دافوس» حضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقد يلقى ترحيباً حاراً من رؤساء كبرى الشركات العالمية الذين عبّروا عن سرورهم بإصلاحاته في مجال الضريبة، لكنه من جانب آخر أقر رسوماً جمركية مرتفعة على الألواح الشمسية والغسالات المستوردة، في تحرك يهدف إلى حماية المنتجين في بلاده، قوبل بمعارضة من الصين وكوريا الجنوبية، حتى في الولايات المتحدة.

وكانت التوقعات أن حضور ترامب يومي الخميس والجمعة قد يكون على الأرجح أمراً سيئاً، نظراً إلى حماسة الرئيس الأميركي للحمائية، لكن، الشهر الماضي، حققت رئاسة ترامب انتصاراً نادراً عبر إقرارها قانوناً من خلال الكونغرس، الذي يقوده الجمهوريون، يخفض معدلات الضرائب على الشركات بشكل دائم من 35% إلى 21%، ما يحقق رغبة قديمة لدى الرؤساء التنفيذيين الأميركيين.

وكانت المعارضة في الولايات المتحدة شرسة ضد هذا التعديل الذي يُنظر إليه على أنه مساعدة للأثرياء، كما أنه أغضب الحكومات الأوروبية التي اعتبرته إغراءً من قِبل واشنطن، لكي تعيد الشركات الأجنبية أموالها إلى الوطن.

التغير المناخي

قال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، في تغريدة نشرها عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «تسعدني المشاركة مع أكثر من 340 شخصية من العالم، في اجتماعات المنتدى الاقتصادي في دافوس، لإيجاد حلول لاتخاذ إجراءات بشكل جماعي لمواجهة التغير المناخي».

تمكين الشباب

أكد معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي، خلال مشاركته في إحدى جلسات المنتدى، أهمية الشباب، لافتاً إلى ضرورة تمكينهم وإيجاد الحلول اللازمة للتحديات التي يواجهها جيل الشباب، مشيراً إلى أن نسبة البطالة بين الشباب في الشرق الأوسط تصل إلى 30%، لافتاً إلى أنهم القوة الدافعة إلى التقدم.

شباب الإمارات

قال عبد الله البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، في تغريدة له في «تويتر»: «بكل فخر، في أكبر تجمع لأصحاب القرار في العالم، يقف شباب من الإمارات ليتحدثوا عن المريخ والذكاء الاصطناعي وتطوير المجتمعات. شكراً معالي الوزراء: حصة بوحميد، وعمر العلماء، وسارة الأميري».

روسيا قد تدعم طرح «أرامكو» وتعزز الروابط مع «أوبك»

قال مدير صندوق الاستثمار المباشر الروسي إن صناديق التقاعد الروسية تدرس الاستثمار في شركة النفط الوطنية السعودية أرامكو، بعد إدراجها في سوق الأسهم، في خطوة لتعزيز الشراكة بين أكبر دولتين تنتجان النفط في العالم.

وقال كيريل ديمترييف، في مقابلة مع «رويترز» في دافوس، إن التنسيق بين موسكو والرياض بخصوص سياسات النفط ينبغي أن يستمر سنوات عديدة.

كان ديمترييف أول مسؤول روسي يقترح إمكانية إبرام اتفاق بشأن إنتاج النفط مع أوبك قبل عامين، وقال، أمس: «نرى اهتماماً كبيراً بالطرح العام الأولي لأرامكو من صناديق التقاعد الروسية، وكذلك من شركائنا الصينيين». لكنه قال إنه لا يستطيع الكشف عن أسماء الصناديق.

وزير الطاقة السعودي: سوق النفط لا تزال هشة

قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، في تصريحات لشبكة «سي.إن.بي.سي»، في دافوس، إنه غير مقتنع بأن سوق النفط عادت إلى التوازن، على الرغم من ارتفاع الأسعار. وعلّق قائلاً: «بينما ما زلت قلقاً بشأن هشاشة السوق، نعتقد أننا على المسار، لكننا لم نصل بعد». وارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2014 هذا العام، ليجري تداولها فوق 70 دولاراً للبرميل، بدعم من تخفيضات الإنتاج التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وقال الفالح إن هناك قبولاً بأن الاتفاق الذي تقوده أوبك يجب أن يمدد بعد عام 2018.

Email