صفوان كزبري لـ«البيان الاقتصادي»:

26.2 ملياراً سوق تمويل الطائرات في الإمارات 2017

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد صفوان كزبري، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «نوفوس أفياشن كابيتال» أن القيمة الإجمالية لحجم تمويل عمليات التسليم، التي تمت، والتي لا تزال قيد التسليم، في العام 2017 للناقلات الوطنية الإماراتية بلغت 26.24 مليار درهم موزعة بين 16.5 مليار درهم لطيران الإمارات و7.34 مليارات درهم لطيران الاتحاد و1.1 مليار درهم قيمة تمويل طائرات العربية للطيران و1.3 مليار درهم لشركة فلاي دبي.

وأضاف كزبري في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي»: «إن احتياجات تمويل الطائرات في المنطقة تقدر بما يتراوح بين 8-10% من حيث قيمة إنتاج الطائرات الجديدة للمصنعين «بوينغ وإيرباص». وتعد الحصة السوقية للمنطقة الأعلى مقارنة بنسبة قيمة الأسطول العالمي».

أداء

وبشأن تقييمه لأداء قطاع الطيران في المنطقة بشكل عام وفي الإمارات بشكل خاص، قال: تشكل شركات الطيران في دول الخليج أبرز محفزات ذلك النمو، وعلى الأخص تلك المتواجدة في الإمارات، حيث ساهم تنامي أساطيلها، والذي يقترن مع شبكات وجهاتها الواسعة وتسلمها لطائرات جديدة، في تعزيز قدراتها الاستيعابية، والتي تقاس بمؤشر (ASK)، وهو مقياس عدد المقاعد المعروضة مقابل المسافات المقطوعة، والمدعومة بتسليم طائرات جديدة، بما يوازي 13.5% من القدرة العالمية لعام 2016.

وعلى الرغم من ذلك، ونتيجة لتداعيات العوامل الجيوسياسية الشائكة في المنطقة وتراجع أسعار النفط، -رغم ارتفاعها النسبي في الوقت الراهن مع بقائها منخفضة نسبياً من منظور تاريخي-، فإن الإحصائيات العائدة لهذا العام حتى نهاية شهر أغسطس قد أظهرت انخفاضاً في العرض بنسبة 7.3% وفي الطلب بنسبة 7.0% على التوالي في الشرق الأوسط. الأمر الذي يترتب عليه انخفاض في نسبة الإشغال إلى 75.5%، في حين أن جميع المناطق الأخرى، باستثناء أفريقيا، تستفيد من ارتفاع نسبة الإشغال لتبقى فوق 80%.

ونتيجة لذلك، يقول كزبري: «هناك احتمال حقيقي لاستمرار الزيادة في العرض في منطقة الشرق الأوسط ودولة الإمارات على الأخص، الأمر الذي سيؤثر على أرباح شركات الطيران الإقليمية». وتابع: «في حين تلجأ بعض الخطوط الجوية العالمية إلى تحويل فائض طائراتها لشركات الطيران التي تملك حصة فيها، فإن الناقلات العائدة لدول الخليج لا تملك هذا الخيار، وهناك تكهنات متزايدة بأن بعض طلبيات الطائرات الجديدة لعدد من الشركات في المنطقة سوف تحتاج إلى إعادة جدولة. ومع ذلك، فإن قطاع الطيران في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، ومنطقة الشرق الأوسط، قد أصبح وسيبقى جزءاً أساسياً من البنية التحتية الاقتصادية وعاملاً جوهرياً للتنمية الاقتصادية الوطنية والإقليمية».

تمويل

وعن سوق التمويل في القطاع يشير كزبري إلى تزايد حصة تمويل قطاع الطيران في الشرق الأوسط، وعلى الأخص في دول مجلس التعاون الخليجي، بشكل مطرد في الأسواق العالمية، لاسيما مع توفر خيارات الديون المصرفية، والإيجارات التشغيلية، والاستفادة من منتجات التمويل الإسلامي.

وقال: «كان هذا النمو واضحاً في شهر أغسطس 2017، وذلك عندما أكملت شركة دبي لصناعات الطيران «DAE» صفقة استحواذها على شركة التأجير العالمية العريقة (AWAS)، ما أعطى الشركة الإماراتية محفظة تحتوي ما يقارب 400 طائرة مملوكة قيد التأجير وقيد التصنيع بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 14 مليار دولار، ما وضعها ضمن قائمة أكبر 10 شركات مؤجِّرة للطائرات في العالم».

وتبلغ القيمة الإجمالية لعمليات التسليم، التي تمّت، والتي لا تزال قيد التسليم، في العام 2017 للناقلات الوطنية في الدولة 7.15 مليارات دولار (26.24 مليار درهم)، حيث تبلغ قيمة تمويل طائرات العربية للطيران 300 مليون دولار، في حين تبلغ قيمته لطيران الاتحاد 2.000 مليون دولار، وطيران الإمارات بقيمة 4.500 ملايين دولار، وفلاي دبي بقيمة 350 مليون دولار أميركي.

وسيتم تمويل 2 مليار دولار منها على الأغلب عن طريق ديون/‏‏قروض مصرفية، وما قيمته 3.5 مليارات دولار عن طريق عقود الإيجار التشغيلية، على أن يتم تمويل المبلغ المتبقي من أسواق رأس المال، والتي تتضمن التمويل الإسلامي أو/‏‏والمبالغ التي تولدها الناقلات من أعمالها.

حصة

وقدر كزبري احتياجات تمويل الطائرات في المنطقة بما يتراوح بين 8-10% من حيث قيمة إنتاج الطائرات الجديدة للمصنعين (بوينغ وإيرباص). وتعد الحصة السوقية للمنطقة الأعلى مقارنة بنسبة قيمة الأسطول العالمي، ويرجع السبب في ذلك إلى أن قيمة الطائرات ذات الممر المزدوج أعلى من تلك ذات الممر الواحد، علماً أن عدد الطائرات ذات الممرين في الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي على الأخص هو الأعلى مقارنة بأي منطقة أخرى في العالم.

ومع تزايد عدد شركات تأجير الطائرات الموجودة في المنطقة، فإن المبلغ الإجمالي اللازم لتمويل الطائرات المطلوبة في الشرق الأوسط يمكن أن يصل إلى مبلغ يقارب 10 مليارات دولار، أو ما يعادل 15% من إجمالي قيمة الاقتراض العالمي المتعلق بعمليات شراء الطائرات الجديدة.

أعمال

وبشأن أعمال الشركة في منطقة الخليج بشكل عام وفي الإمارات بشكل خاص، أشار إلى أن معظم عمليات «نوفوس» والتي بلغت قيمتها أكثر من 3 مليارات دولار، جرت خلال السنوات الثلاث الماضية في منطقة الخليج العربي، وتحديداً في الإمارات. وهذا هو السبب الذي كان وراء قرار الــــشركة نقل مقرها الرئيسي إلى دبي.

تعاون

قدمت شركة نوفوس لطيران الإمارات حلول تمويل على أساس التأجير التشغيلي والتمويلي، والتي شملت تسليم 15 طائرة جديدة بقيمة تزيد على 3 مليارات دولار أميركي على مدى السنوات الخمس الماضية.

تحديات

ونوه إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه سوق تمويل الطائرات هو تلبية حاجات شركات الطيران لخفض تكاليفها، والتي يشكل تمويل الطائرات عنصراً رئيسياً فيها نظراً لضخامة رؤوس الأموال اللازمة لتسيير أعمالها، لافتاً إلى أن شركات الطيران تبحث عن مصادر أرخص لتمويل طائراتها، وعن منتجات مبتكرة من شأنها أن تساعدهم على التعامل مع الديناميكيات المتغيرة لقطاع النقل الجوي، على غرار تبني تقنيات جديدة للتعامل على الوجه الأمثل مع التقلبات التي تشهدها أسعار الوقود.

وبهذا الصدد، فقد عقدت نوفوس شراكات مع أطراف متعددة، بما في ذلك شركات تصنيع الطائرات وبعض المستثمرين والمؤسسات المالية، وذلك بهدف ابتكار منتجات جديدة توفر مجموعة متنوعة من خيارات التمويل لشركات الطيران.

اتفاقيات

وقال كزبري: «إن الشركة ولا تزال تقدم مجموعة من حلول التمويل لطيران الإمارات، وهي تقــوم حالياً بتسويق مجموعة متنوعة من المنتجات التي يمكن أن تصمم خصيصاً لتتوافق مع متطلبات تمويل محددة من شركات الطيران الرئيسية في الإمارات والمنـــطقة».

لافتاً إلى أن الشركة أعلنت أخيراً عن إتمام صفقة شراء وإعادة تأجير طائرتين جديدتين من طراز بوينغ B777-300ER مع شركة طيران الإمارات، إذ تم تسليم الطائرتين إلى الناقلة الإماراتية في شهري أغسطس ونوفمبر 2017 على التوالي، وسيتم تأجيرهما بموجب عقد طويل الأجل. وتشكل هاتان الطائرتان إضــافة نوعية إلى محفظة نوفوس الحالية من طائرات B777 وA380 التي تم تمويلها وتأجيرها لطيران الإمارات.

وبحسب، كزبري تعد «نوفوس» إحدى الشركات القليلة المتخصصة في مجال تمويل الطائرات التي لديها القدرة على تقديم مجموعة متنوعة من منتجات التمويل، الأمر الذي يُكسبها أفضلية استثنائية في هذه السوق التي تتسم بدرجة عالية من التنافسية.

مصادر

قال صفوان كزبري: «يعد توفير مصادر تمويل جديدة من أنحاء العالم وبكلفة أقل وتسهيل الحصول عليها لشركات الطيران من أهم التطورات الرائدة التي قدمتها نوفوس أخيراً. فعلى سبيل المثال، قامت الشركة بتأمين مصادر سيولة جديدة من آسيا والشرق الأوسط بغية توفير المزيد من التمويل بأسعار تنافسية لشركات الطيران في المنطقة. وقد تمكنت الشركة من استقطاب جهات ممولة إلى سوق الطائرات بفضل الثقة التي تتمتع بها مع ما يزيد على 20 عاماً من الخبرة».

Email