محللون يراهنون على نتائج شركات التأمين والطاقة والبنوك

أرباح قوية متوقّعة للشركات في الربع الأخير بدعم قوة الاقتصاد وتعافي النفط

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أبقى خبراء أسواق مال ومحللون ماليون على نظرتهم المتفائلة للنتائج المتوقعة للشركات الإماراتية المدرجة في الربع الأخير من العام الجاري، بعدما أظهرت أداء قوياً خلال الربع الثالث من العام الحالي، مستفيدة من تعافي النفط والأداء القوي للاقتصاد الوطني.

ووفق مسح «البيان الاقتصادي»، ارتفع إجمالي الأرباح الفصلية للشركات المدرجة خلال الربع الثالث بمقدار 15.3% إلى 18.75 مليار درهم مقارنة بنحو 16.27 مليار درهم في الفترة نفسها من العام الماضي، وبلغت أرباح الشركات المدرجة في دبي 8.7 مليارات درهم، فيما بلغت أرباح الشركات المدرجة في أبوظبي 10.1 مليارات درهم.

وقال الخبراء والمحللون لـ«البيان الاقتصادي»، إن نتائج القطاع البنكي في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري كانت الأبرز مع تخطيها 29 مليار درهم مدعومة بالأداء التشغيلي القوي، وتراجع نسبة القروض المتعثرة والتأقلم مع مواجهة التحديات على عكس باقي بنوك المنطقة التي تعاني أوضاعاً غير مستقرة، بسبب تراجعات النفط.

ويظهر المسح، استحواذ القطاع المصرفي على 57.7% من إجمالي أرباح الشركات المدرجة في سوقي دبي وأبوظبي الماليين، فيما جاء قطاع الاتصالات في المرتبة الثانية، مستحوذاً على نحو 17.5%، يليه قطاع العقارات مستحوذاً على 14.5%.

وأضاف الخبراء والمحللون أن النتائج المحققة في التسعة أشهر الماضية تبشر بأداء مالي قوي لشركات التأمين والطاقة والبنوك في الربع الأخير من العام الجاري، مستفيدة بالخطط المستمرة لتلك الشركات والبنوك في التوسع بأنشطتها وزيادة حجم أعمالها.

أداء قوي

وقال فادي الغطيس الرئيس التنفيذي لشركة مايندكرافت للاستشارات، إن الشركات المدرجة أظهرت أداء قوياً منذ بداية العام الجاري رغم التحديات الصعبة التي تعيشها غالبية شركات المنطقة، بسبب تراجع أسعار النفط.

وأضاف أنه يتوقع استمرار وتيرة الأداء القوي في النتائج المالية خلال الربع الرابع من العام الجاري خصوصاً مع صعود أسعار النفط وهو ما ستستفيد منه الشركات بقوة لا سيما مع التوسع في المشاريع وزيادة حجم الأعمال.

ورجح أن ينمو صافي أرباح شركات التطوير العقاري بنسبة تتراوح بين 15 إلى 20% على مدار عام 2017 بأكمله، بينما توقع استمرار معاناة شركات المقاولات خلال الربع الرابع على أن تبدأ في استعادة نشاطها اعتباراً من العام المقبل.

وقال إن نتائج البنوك ستبقى مستقرة لا سيما بعد قيام غالبيتها بخفض المخصصات، مشيراً إلى أن نسب النمو لن تكون كبيرة ولكن ستبقى الأرباح جيدة بدعم النمو الجيد في الرسوم خصوصاً في العديد من الخدمات التي قامت معظم البنوك بإعادة هيكلتها لتلبية مطالب العملاء.

وأشار إلى أن المصارف الإسلامية ستحقق نمواً ملحوظاً في الأرباح على عكس التقليدية، بدعم التراجع الملحوظ في المخصصات التي كانت تجنب في أوقات سابقة لمواجهة أي تحديات مستقبلية، مشيراً إلى أن بعض البنوك الصغيرة قد تشهد انخفاضاً أو نمواً محدوداً في أرباحها ولكن لن تؤثر بشكل عام على أداء القطاع ككل.

وأوضح الغطيس أن شركات قطاع التأمين من المتوقع أن تكون الأفضل أداء في عام 2017 مستفيدة بشكل كبير من القرارات الحكومية المطبقة مطلع العام التي تلزم جميع الحاصلين على إقامات من دبي بالتأمين الصحي، إضافة إلى رفع الحد الأدنى لأسعار وثاق تأمين السيارات، ووضع آليات تمنع حروب الأسعار.

نتائج قوية

من جانبه، قال عصام قصابية المحلل المالي لدى مينا كورب للخدمات المالية، إن موسم نتائج أعمال الربع الثالث كان مثيراً للاهتمام بعد إعلان غالبية الشركات عن نتائج قوية بدعم الانعكاس الصعودي في أسعار النفط وهو ما نتوقع أن ينعكس إيجاباً على الأسهم خلال الفترة المقبلة.

وتوقع قصابية أن تتراوح نسب نمو أرباح الشركات المدرجة في الربع الرابع بين 15 إلى 20% خلال الربع الرابع من العام الجاري، مستفيدة بشكل رئيسي من قوة الاقتصاد الوطني بعدما أثبت قوته ومتانته أمام التحديات والظروف الصعبة وقدرتها على مجابهتها على عكس باقي دول المنطقة التي تعاني أوضاعاً وظروفاً صعبة.

ولقت قصابية إلى أن شركات التأمين من المتوقع أن تكون الأفضل لا سيما بعدما كانت الأفضل خلال الشهور التسعة الأولي من العام الجاري مع استمرار تحسن أرباحها مدفوعة بزيادة كبيرة في وثائق التأمين الطبي وتأمين السيارات.

وأشار إلى أن قطاع التطوير العقاري من المتوقع أن يحقق أداء جيداً في الفترة المقبلة مع توالي الإعلان عن مشاريع عقارية ضخمة في الدولة تتولي تطويرها شركات مدرجة مثل «إعمار» و«داماك» و«الدار»، فضلاً عن استمرار زيادة الطلب على العقارات في الإمارات من قبل المستثمرين الأجانب.

ولفت إلى أن نتائج شركات المقاولات وعلى رأسها «دريك آند سكل» لا تزال تعاني ضغوطاً وهو ما ظهر من خلال تكبدها خسائر كبيرة في التسعة أشهر الماضية، مشيراً إلى أن خطة الشركة المستمرة لإعادة الهيكلة من المتوقع أن تؤتي بثمارها في الفترة المقبلة.

عوائد مرتفعة

وقال المحلل المالي مالك الزعبي، إن نتائج الشركات كانت إيجابية على كل الصعد باستثناء خسائر بعض الشركات بسبب ظروف استثنائية، مشيراً إلى أن القطاع البنكي وقطاع التطوير العقاري كانوا الأبرز من حيث النتائج القوية.

وأضاف الزعبي أن شركات المقاولات وخصوصاً «دريك آند سكل» استمر أداؤها السلبي لكن من المتوقع أن تشهد نتائجها تحسناً في المستقبل القريب بعد نجاح عملية إعادة الهيكلة، مشيراً إلى أن شركة «أرابتك» في تحقيق أرباح ولكن لا تزال عند مستويات ضعيفة ومن المرجح زيادتها مع توالي فوز الشركة بمشاريع جديدة.

وتوقع الزعبي استمرار الأداء القوي للشركات المدرجة في الربع الرابع، مشيراً إلى نتائج قطاع البنوك ستظل الأبرز مع سعيها لتعزيز عوائدها من خلال التوسع في سبل جديدة للإيرادات إلى جانب استراتيجيتها الواعية لتعزيز ميزانياتها العمومية.

ولفت الزعبي إلى أن القطاعات ذات الصلة بالمستهلك قد تشهد أداء متواضعاً مدفوعة بالطلب القوي على السلع والخدمات المنتجة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن شركات التأمين ستواصل تحقيق نمواً قوياً في صافي أرباحها خلال الفصول المقبلة.

نمو جيد

وقال أيمن القصبي، مدير إدارة التداول بشركة جلوبال لتداول الأسهم والسندات، إن نتائج الشركات المدرجة في الربع الثالث جاءت قوية مدعومة بشكل رئيسي من قطاعات رئيسية على رأسها «البنوك» و«العقارات» و«التأمين»، مشيراً إلى الشركات العقارية حققت نمو جيد على مستوى الأرباح بقيادة شركة «إعمار العقارية» التي تمتلك مشاريع محلية للبيع بقيمة 40.806 مليار درهم مع صافي تدفقات نقدية متوقعة بنحو 18 مليار درهم.

وارتفعت الأرباح الصافية لشركة «إعمار العقارية» إلى 4.347 مليارات درهم خلال 9 أشهر الأولى من 2017، بنمو نسبته 20% مقارنة بنحو 3.62 مليارات درهم، في الفترة نفسها من العام الماضي، فيما زادت الإيرادات بمقدار 21% من 11.1 ملياراً إلى 13.452 ملياراً.

ولفت إلى أن شركات المقاولات ما زالت تحقق أداء ضعيفاً خصوصاً أنها لا تزال في طور إعادة هيكلة رؤوس أموالها لإطفاء الخسائر المتراكمة، مشيراً إلى أن شركة «أرابتك» نجحت في التحول إلى الربحية بدعم فوزها بمشاريع جديدة ستعزز من إيراداتها مستقبلاً.

وأشار إلى أن قطاع النقل اللوجستي وقطاع الاتصالات يعتبران من القطاعات الدفاعية لا سيما بعد تحقيهما نمواً متوازناً في الأرباح ومن المتوقع استمرار هذا الأداء في السنوات المقبلة.

وبين أن قطاع الاستثمار والخدمات المالية استطاع استعادة توازنه وبدء تحقيق نتائج جيدة خلال العام الجاري، مشيراً إلى أن غالبية الأرباح المحققة غير متكررة جاءت بسبب التخارج من استثمارات، وبالتالي فإن هذه الشركات مطالبة بالعمل على تعزيز أعمالها وأنشطتها حتى تستمر في تحقيق نتائج جيدة خصوصاً أنها من القطاعات الواعدة على المديين القصير والمتوسط.

وألمح إلى أن قطاع البنوك كان الأبرز من حيث الأداء القوي في التسعة أشهر الأولي من العام الجاري مع نمو مستقر ومتوازن على صعيد الأرباح والإيرادات، بما يعكس الوضع القوي للاقتصاد الإماراتي.

وأشار القصبي إلى أن قطاعات العقارات والبنوك والاستثمار والخدمات المالية ينتظرها طفرة كبيرة في أرباح الربع الرابع، وكذلك شركات التأمين التي استمرت في التعافي وتحقيق أرباح فاقت التوقعات منذ مطلع العام الجاري.

أرباح قياسية

من جانبه، توقع إياد البريقي المدير العام لشركة «الأنصاري» للخدمات المالية، أن تحقق الشركات المدرجة نتائج تفوق التوقعات في الربع الرابع من العام الجاري مدعومة بشكل رئيسي بتعافي النفط واستقراره إلى أعلى حاجز 60 دولاراً للبرميل، فضلاً عن الأداء القوي للاقتصاد الوطني وزيادة الإنفاق على المشاريع الحكومية.

وأضاف البريقي: في الأوقات الصعبة حققت الشركات الوطنية نتائج جيدة، وبالتالي في ظل الأوضاع الراهنة المصاحبة لصعود النفط نتوقع أرباح قوية في الربع الرابع، ونعول كثيراً على أرباح «البنوك» وشركات «التأمين» و«العقار»، إضافة إلى استمرار الأداء الإيجابي لشركتي «دو» و«اتصالات».

وأوضح البريقي أن موسم نتائج التسعة أشهر من العام الحالي تميز بالإيجابية في مجمله حيث ارتفعت الأرباح المجمعة لشركات دبي إلى ما يزيد عن 8 مليارات درهم بنمو فاق 20% عن الفترة نفسها من العام الماضي، وهو مؤشر على قوة الشركات الإماراتية وقدرتها على زيادة إيراداتها وأرباحها رغم الظروف الصعبة التي خلفتها أسعار النفط المنخفضة في السنوات الماضية.

تباين الأداء

وقال جمال عجاج، مدير مركز الشرهان للوساطة المالية في الأسهم والسندات، إن نتائج الشركات تباينت في التسعة أشهر الأولي، حيث حققت بعض الشركات نتائج إيجابية ومبشرة فاقت توقعات المحللين والخبراء، بينما كان هناك توازن في أداء شركات عدة إضافة إلى خسائر استثنائية في شركات أخرى.

وأضاف عجاج، إنه يتوقع أن تكون نتائج الربع الرابع من العام الجاري مشابهة لنتائج الربع الثالث حيث من المتوقع ان تحافظ الشركات القيادية مثل «إعمار» وكافة البنوك على وتيرة النمو المحققة، بينما ستظل الشركات الخاســرة تعانـي فـي الربـع الرابـع.

Email