انطلق بحضور ولي عهد الشارقة

مؤتمر الموارد البشرية الخليجي يركز على الثروة الواعدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، صباح أمس بمركز إكسبو الشارقة، انطلاق «المؤتمر الخامس للموارد البشرية وسوق العمل بدول مجلس التعاون الخليجي»، الذي تقام فعالياته تحت شعار «رأس المال البشري الخليجي... ثروة واعدة».

ويسلط المؤتمر الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة الشارقة على مدار يومين، على واقع الموارد البشرية بدول التعاون ووضع حلول وآليات من شأنها الإسهام في تقليل نسب البطالة والاستثمار في العنصر البشري.

وألقى عبد الله سلطان العويس نائب رئيس اتحاد غرف الدولة رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة، كلمة الافتتاح استهلها بتوجيه الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على دعم سموّه اللامحدود كافة الجهود التي تركز على تطوير كفاءة وأداء العنصر البشري والاستثمار في قدراته وطاقاته باعتباره الركن الأساسي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وتأكيد سموه على ضرورة أن تفتح كل المؤسسات أبوابها أمام المواطنين للعمل في الوظائف المتوفرة لديها كافة باعتبار ذلك أحد التزاماتها تجاه الوطن والمواطن.

وثمّن العويس تكرّم سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد ونائب حاكم الشارقة، برعاية المؤتمر وتشريفه حفل الافتتاح وتفضله بحضور انطلاق فعالياته وهو ما كان له أكبر الأثر في إثراء وتعزيز قيمة الحدث.

محاور رئيسية

ونوه بقرار وزارة الموارد البشرية والتوطين في الإمارات التي أعلنت عزمها إعفاء المنشآت من رسوم تصاريح عمل المواطنين وأبناء «دول التعاون اعتباراً من ديسمبر المقبل. وشدد على أهمية الاهتمام بالعمل على محاور رئيسية في التوطين بسوق العمل الخليجي، وتحديث أنظمة مناهج التعليم وتطويرها وتحسين جودته وتنويع تخصصاته وربط مخرجاته باحتياجات سوق العمل، إلى جانب تطبيق حلول عملية في معالجة أسباب عدم التوطين بمعدلات متنامية، بالإضافة إلى وضع استراتيجية وخطط عمل للتوظيف والتوطين بمؤشرات واضحة للتنفيذ والتقييم وكذلك تحديث وتطوير تشريعات ونظم العمل وضمان تنفيذها والالتزام بها.

ودعا العويس إلى ضرورة متابعة وتنفيذ توصيات المؤتمر والمبادرات المنبثقة عنه بصورة متواصلة، والاستفادة من المؤتمر في الانطلاق نحو تطوير وتنمية وتوظيف رأس المال البشري الخليجي بنجاح، ووضع رؤية مشتركة وفاعلة لاستثمار جاد لثروة رأس المال البشري الخليجي في منشآت القطاع الخاص وتوفير فرص توظيف حقيقية وملائمة للشباب الخليجي في كافة مجالات العمل بأطر منظمة وحوافز مشجعة، بالإضافة إلى تقييم واقع سوق العمل الخليجي وتحديد ملامح مستقبلية نحو التوطين الفعلي متنامي المعدلات.

التوازن المنشود

من جانبه، أشار عبد الرحمن بن صالح العطيشان رئيس اتحاد غرف دول مجلس التعاون في كلمته أمام المؤتمر، إلى أن الدورة الخامسة من المؤتمر تتميز بموضوعات متنوعة تحاكي الواقع وتناقش أحدث الحلول والمقترحات وتسلط الضوء على الفرص الكامنة في ظل التوجهات الدولية والمتغيرات الاقتصادية وعلى دور القطاع الخاص الخليجي في تحمل دوره الحيوي في توطين الكفاءات الخليجية، بما يدعم التوازن في التركيبة السكانية في دول مجلس التعاون الخليجي تمهيداً لتقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية، ودعا العطيشان إلى دعم مبادرة وظفني التي سيطلقها اتحاد الغرف الخليجي عبر بوابة إلكترونية قريباً لتشجيع الشباب الخليجي على دخول سوق العمل في القطاع الخاص.

تعظيم الإنجازات

من جهته، عبر خليفة بن سعيد العَبري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية بالأمانة العامة لمجلس التعاون عن أمله أن يحقق المؤتمر النتائج المرجوة، لافتاً إلى أن الإمارات جاءت في المراتب الأولى على مستوى توظيف المواطنين الخليجيين في القطاعين الحكومي والخاص، وعدد من المؤشرات الأخرى.

رؤى وخطط

وأكد ضيف الشرف، جميل بن محمد علي حميدان وزير العمل والتنمية الاجتماعية في مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية لوزراء العمل بدول التعاون، سعي الحكومات الخليجية لتحقيق رؤاها وخططها التنموية بغرض توفير سبل العيش الكريم للمواطنين وتحقيق الرفاه والأمن الاجتماعي لهم، وذلك بالاعتماد على الموارد البشرية كمحور للتنمية وهدف كل برامجها ووسيلتها.

واعتبر أن تنمية العنصر البشري هو عنوان الحضارة والتقدم الذي يدفع وزارات العمل والتنمية الاجتماعية بدول المجلس إلى تركيز استراتيجياتها على إدماج القوى العاملة الوطنية في سوق عمل منتج ومنظم لتأسيس اقتصاد مستدام.

وشدد على أهمية إصلاح التعليم والتدريب نظراً لتأثيره المباشر في تأهيل الموارد البشرية لتتماشى مع ما تقوم به معظم الدول المتقدمة وضرورة تطوير المعايير المهنية الوطنية، والدمج بين التعليم النظري والتدريب العملي الذي أصبح حاجة ملحة لتطوير الموارد البشرية، داعياً إلى توجيه الموارد البشرية بما يخدم الخطط التنموية والاقتصادية.

ركيزة أساسية

اعتبر فايز علي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية أن استثمار رأس المال البشري وتطوير أدائه الوظيفي وفق متطلبات سوق العمل الخليجي، يُعد من صلب اهتمامات منظمة العمل العربية في ظل التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة العربية، مشدداً على أهمية التدريب المهني كإحدى الركائز الأساسية للتنمية المستدامة 2030 وأبرز الحلول لجسر الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل ولتعزيز المهارات المطلوبة، مشيراً إلى أن المنظمة بادرت إلى تخصيص عدد من أنشطتها للسنوات المقبلة للتركيز على برامج التأهيل والتدريب المهني خدمة لأطراف الإنتاج في الدول العربية.

وأثنى على مبادرة حكومة الإمارات بإطلاق البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية، معتبراً أن تفعيل الأدوات والمؤشرات لتقييم مدى تحقيق السعادة والرضا الوظيفي لدى المواطن سيساهم في زيادة إنتاجية الفرد وانتمائه لعمله ووطنه، كما ثمّن مبادرة غرفة الشارقة بالتعاون مع اتحاد الغرف الخليجية إلى إطلاق، جائزة المنشآت الأكثر توظيفاً للمواطنين الخليجيين تحت مظلة، «جائزة الشارقة للتميز الاقتصادي»، والتي تعتبر حافزاً للمنشآت الاقتصادية على توطين العمالة الخليجية.

تكريم المتحدثين والرعاة

وتفضل سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي بتكريم المتحدثين في المؤتمر والرعاة والجهات الداعمة، وشمل التكريم:«مركز الشارقة للتطوير» و«جائزة الغرفة للمبدعين» و«دائرة الموارد البشرية» وجمعية الإمارات للتخطيط الاستراتيجي» و«جمعية الإمارات للملكية الفكرية» و«كليات الشارقة للطالبات» و«كلية الأفق» و«دائرة الخدمات الاجتماعية» و«انوفيشن بوكس» و«مركز التربويون للاستشارات الإدارية»، و«الصاعقة للاستشارات الإدارية» و«كارديف للاستشارات الإدارية» و«كوريا ابروتكس» و«شركة تقنيات» و«مركز إدراك للاستشارات الإدارية». وتسلم سموه بهذه المناسبة لوحة تذكارية مقدمة من غرفة الشارقة عرفاناً وتقديراً لرعايته وحضوره فعاليات المؤتمر.

جائزة الشارقة للتوطين الخليجية

وشهد سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، توقيع مذكرة تفاهم لإطلاق جائزة الشارقة للتوطين الخليجية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي ضمن برنامج جوائز أمانة الشارقة للتميز الاقتصادي، وسيتم من خلال هذه الجائزة اختيار 10 شركات الأكثر توظيفاً للكفاءات المواطنة على مستوى دول المجلس.

وقع المذكرة عن غرفة الشارقة عبد الله سلطان العويس، رئيس مجلس إدارة الغرفة، وعن اتحاد غرف مجلس التعاون عبدالرحمن بن صالح العطيشان النائب الأول لرئيس الاتحاد.

ويأتي إطلاق الجائزة تكريماً للمنشآت الخليجية الأكثر توظيفاً لأبناء دول مجلس التعاون، وكمبادرة جديدة تتبنى دعمها ومساندتها «جائزة الشارقة للتميز الاقتصادي» بتعاون بنَّاء وتنسيق متكامل مع «اتحاد الغرف الخليجية»، على أن تبدأ أولى دوراتها في العام 2018، وتنص على تكريم المنشآت الاقتصادية الأكثر توظيفاً للمواطنين والخليجيين في دول مجلس التعاون الخليجي التي سيتم اختيارها للحصول على الجائزة في الدورة المقبلة لمؤتمر الموارد البشرية لدول مجلس التعاون الخليجي، وذلك لارتباطه بالأهداف العامة للمؤتمر ولتعزيز الموارد المطلوبة من الرعاة والشركاء، كما سيتم التسويق لها من خلال الجولة الخليجية لأمانة جائزة الشارقة للتميز الاقتصادي من الفئة الخليجية.

المعرض المصاحب للمؤتمر

بعد ذلك افتتح سمو ولي عهد الشارقة المعرض المصاحب للمؤتمر، وتوقف سموه خلال جولته عند عدد من المنصات الحكومية والخاصة المشاركة في المعرض، واطلع سموه على الخدمات التي تقدمها الجهات المشاركة في المؤتمر واستمع إلى شرح حول التسهيلات التي تقدمها غرفة الشارقة والمؤسسات التابعة لها لمتعامليها التي تعزز من بيئة الأعمال في الإمارة.

وحضر حفل انطلاق المؤتمر الشيخ ماجد بن سلطان بن صقر القاسمي مدير دائرة شؤون الضواحي والقرى، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، والشيخ ماجد بن فيصل القاسمي النائب الأول لرئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وطارق سلطان بن خادم رئيس دائرة الموارد البشرية، وخالد بن بطي الهاجري مدير عام غرفة الشارقة، وسيف محمد المدفع الرئيس التنفيذي لمركز إكسبو الشارقة، إلى جانب مسؤولي ومديري وموظفي عدد كبير من مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص في الإمارات ودول التعاون.

جلسات العمل

تم عقد جلسة العمل الأولى بعنوان «السعادة في استثمار رأس المال البشري) وقدم خلالها العميد أحمد رفيع مدير الإدارة العامة للموارد البشرية بشرطة دبي ورقة عمل جاءت بعنوان «الابتكار والسعادة وأثرهما في استثمار رأس المال البشري»، وتناولت الورقة الثانية أهمية السعادة والأمان الوظيفي وتوطين الكوادر البشرية، قدمها عبدالله عيسى المهيني رئيس قسم الفرص الوظيفية وإعادة هيكلة القوى العاملة في الكويت.

وتناولت ورقة العمل الثالثة دور القيادة وآليات تحقيق السعادة في بيئة العمل. كما تم تقدم 3 أوراق عمل خلال الجلسة الثانية تناولت واقع ومستقبل رأس المال البشري الخليجي في القطاعات الاقتصادية بدول المجلس.

Email