محور النقاش والتركيز في معرض إف إم إكسبو

تراجع هوامش الربح بقطاع إدارة المرافق في المنطقة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من الخبراء والمتخصصين أن قطاع إدارة المرافق في المنطقة يعاني حالياً من ضغوط ارتفاع الكلفة. ويعتقد أصحاب الأصول بأنهم يدفعون مبالغ طائلة لقاء خدمات إدارة المرافق، ولا سيما فيما يتعلق بإدارة المجمعات السكنية. إذ غالباً ما يركز الملّاك المستقلون على أقسامهم الخاصة من المباني أو المشاريع دون أخذ باقي أجزاء المجمّعات بعين الاعتبار.

ويمكن للتقنيات المبتكرة أن تلعب دوراً محورياً في الحفاظ على مستويات خدمات إدارة المرافق وتحسينها، فضلاً عن خفض تكاليفها. وستشكل هذه المواضيع محور النقاش الذي سيدور خلال فعاليات معرض إدارة المرافق (إف إم إكسبو)، و(مؤتمر الشرق الأوسط لإدارة المرافق) الذي سيقام في الفترة بين 25-27 سبتمبر الجاري.

ويستضيفه مركز دبي التجاري العالمي؛ حيث سيناقش نخبة من أصحاب الأصول ومديري المرافق سبل مساعدة المشاريع على النجاح في العثور على وسائل مريحة تسهم في تحسين سوية الخدمات ضمن إطار النقاط السعرية التي يمكن لجميع الجهات تحملها.

وتؤدي الضغوط السعرية إلى حدوث تراجع مستمر في هوامش أرباح قطاع إدارة المرافق، في حين تسهم تلبية متطلبات العملاء والطابع شديد التنافسية للأسواق بوصول هوامش الربحية إلى أدنى مستوياتها ولا سيما في الإمارات. وقال عبدالله القمزي، عضو مجلس الإدارة المنتدب لشركة (خدمة): يتزايد التركيز حالياً على خفض التكاليف نتيجة للضغوط الاقتصادية المتزايدة في المنطقة.

في حين تشهد عقود إدارة المرافق في بعض الحالات تراجعاً كبيراً لتبلغ مستويات غير مستدامة. وقد شهدنا مؤخراً عزوفاً من جانب عدد من كبار مزودي خدمات المرافق عن إبرام العقود نتيجة لتوقف العملاء عن منحها بناءً على جودة الخدمات، وإنما على أساس انخفاض أسعارها.

تحول

وأشار القمزي إلى تحول العملاء نحو إبرام نماذج عالية المخاطر لعقود الخدمات لا تتضمن شروطاً جزائية محددة، وتستند إلى مؤشرات الأداء الرئيسية، وذات مستويات ربحية ضعيفة أو معدومة. ونتيجة لذلك، يسعى عدد من مزودي خدمات إدارة المرافق في المنطقة إلى استخلاص والاستحواذ على عدد من المؤسسات بهدف بناء تكتلات أعمال للتعويض عن تراجع الأرباح.

ضغوط

ويشهد قطاع إدارة أجهزة المرافق والذي يشمل خدمات الصيانة للأجهزة الكهربائية والميكانيكية ضغوطاً كبيراً. وفي هذا السياق، قال كريس ديكسون، مدير العمليات الفنية لمراكز التسوق في مجموعة (ماجد الفطيم): بات قطاع إدارة المرافق يحصل على مستويات تمويلٍ أقل بكثير من حاجته الفعلية نظراً للظروف القاسية التي تعمل فيها المعدات ضمن منطقة الشرق الأوسط.

ويفضل بعض الملاك استخدام الأعطال كنقطة انطلاق لعمليات الصيانة بدلاً من اعتماد خطط برامج الصيانة الوقائية الدورية. ومن شأن ذلك أن يؤثر سلباً على توفير خدمات المباني إلى العملاء، وبالتالي ينعكس على قدرة أصحاب العقارات على الإدارة - بما في ذلك مغادرة المستأجرين لعقاراتهم، وتكبّد تكاليف إضافية تزيد عن تكاليف الاستبدال المبكر للأجهزة«.

زيادة

وتواجه شركات إدارة المرافق أيضاً ضغوطاً تتعلق بتنامي تكاليف العمليات التشغيلية الناجمة عن ارتفاع قيمة رسوم الخدمات، وتقلبات أسعار الوقود، واقتراب موعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة في الإمارات. وتشتمل العوامل الأخرى التي يرى خبراء القطاع أنها تسهم في زيادة التكاليف على التغييرات الحاصلة في اللوائح التنظيمية الحكومية والبلدية.

والتي أصبحت تدريجياً أكثر صرامة، إلى جانب الهوة الكبيرة والمتكررة بين متطلبات الأصول والخدمات التي يمكن تقديمها فعلياً، بالإضافة إلى إخفاق بعض جوانب القطاع في الاستفادة على النحو الأمثل من التكنولوجيا المتطورة وأفضل الممارسات.

ونتيجة لذلك ووفقاً لعبدالرزاق الشيخ، أحد كبار الخبراء بمجال إدارة المرافق في (إدارة المرافق والبنية التحتية) التابعة لـ (مجلس أبوظبي للتعليم)، تعجز المؤسسات في أحيان كثيرة عن احتساب وإتاحة المنافع طويلة الأمد التي توفرها التكاليف العالية لخدمات إدارة المرافق عالية الجودة.

وأوضح الشيخ بالقول:»يشكل عدم توفير أو الاستفادة من الخدمات المتكاملة أو الشاملة في إدارة المرافق فشلاً بحد ذاته، حيث تتيح هذه الخدمات دعماً قوياً فيما يتعلق بتحسين التكاليف التي تعود بأرقى مستويات الأداء.

توجه ناشئ

وبالرغم من ذلك، ثمة توجه ناشئ يمكنه إحداث نقلة نوعية في قطاع إدارة المرافق. إذ من الممكن لزيادة استخدام التكنولوجيا المتطورة في القطاع أن يشكل حافزاً أساسياً من شأنه أن يتيح لكبار اللاعبين في القطاع فرصة تقديم الخدمات بكفاءة أكبر، والاستفادة على النحو الأمثل من موارد بشرية أقل عدداً وأكثر مهارة. وقال ليونيل برودجرز، مدير عام شركة (إيجنتس فور آر إم):

باعتباره يمثل إحدى الوظائف الداعمة لأنشطة الأعمال الرئيسية، فإنه من الصعب بالنسبة لقطاع إدارة المرافق أن يقوم بتطوير مستويات الابتكار اعتماداً على إمكانياته الخاصة. ولكن مما لا شك فيه هو أن التطور التقني سيؤثر إيجاباً على أسلوب إدارتنا للأعمال، ولا يشكل الأسلوب المتبع في إدارة المرافق استثناءً لذلك.

وتتيح التقنيات الحديثة إمكانية إجراء قياسات وتحليلات إحصائية لأنشطة الأعمال خلال الوقت الحقيقي. ويتمثل التحدي الأساسي الذي يواجهه المديرون في سبل استخدام الحجم المتنامي من البيانات المتاحة لهم، والاستفادة من خبراتهم في تحديد المعلومات ذات الصلة في الوقت المناسب بهدف تحسين ممارسات العمل، وتعزيز مستويات الكفاءة والقيمة المتاحة مقابل المال«.

وبينما تتفاوت مراحل تطور ممارسات إدارة المرافق في مختلف أنحاء المنطقة، يرى برودجرز الذي سيترأس فعاليات اليوم الأول من (مؤتمر الشرق الأوسط لإدارة المرافق)أن التكنولوجيا تسهم في إزالة المعوقات على المستوى المحلي، وتقديم وتسهيل الوصول إلى أفضل وأحدث الممارسات المتاحة على مستوى العالم.

وقال برودجرز:»نلاحظ حالياً تسارع وتيرة اعتماد أصحاب الأصول الكبيرة لأفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك الدوائر الحكومية ليس بهدف تحسين الكفاءة في تقديم الخدمات اليومية فحسب، وإنما لتعزيز قيمة رأس المال لمحافظ الأصول أيضاً.

زيادة الوعي

ويُلاحظ ذلك بشكلٍ أوضح في الأسواق السعودية بحسب ريتشارد نايلور، المدير التنفيذي لدى شركة الوساطة العقارية التجاري (كوشمان آند ويكفيلد) بالسعودية، والذي أشار إلى تنامي مستويات الوعي حول استخدام التكنولوجيا المتطورة في قطاع إدارة المرافق ضمن المملكة.

تصحيح

يشهد قطاع إدارة المرافق تطوراً ملحوظاً في منطقة الخليج العربي، ولا شك أنه توجد بعض الأساسيات التي ينبغي تصحيحها. ولكن من الملاحظ مؤخراً ظهور توجه جديد يتمثل في دخول المزيد من اللاعبين إلى قطاع إدارة المرافق، حيث يقوم اللاعبون الجدد بتوسيع نطاق محفظتهم الحالية ليصبحوا من مزودي الخدمات المتكاملة في القطاع، وبالتالي تتنامى مستويات المنافسة ولكن من دون أن تتخذ طابعاً سليماً.

Email