خطط لتطوير الكوادر النسائية الوطنية في مطار دبي

طموح المرأة الإماراتية يحلق بقطاع الطيران

مطار دبي من أبرز بيئات العمل التي تبرز فيها جهود المرأة الإماراتية | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجحت المرأة الإماراتية في تحقيق العديد من الإنجازات على مختلف الصعد الاجتماعية والاقتصادية، لا سيما في قطاع الطيران الذي يشكل 28 % من الناتج المحلي لإمارة دبي، من خلال تبوئها مراكز قيادية في دائرة صنع القرار في مطار دبي الذي يعتبر أضخم مطار في العالم من حيث أعداد المسافرين الدوليين.

ومن المتوقع له أن يصبح الأضخم على مستوى العالم من حيث الناتج الإجمالي في العام 2020 في ظل المعطيات المتوفرة حاليا حول الفارق بما يتعلق بمستويات النمو بين مطار دبي والمطارات الدولية الأخرى.

ويشكل قطاع الطيران ركيزة مهمة من ركائز التنوع الاقتصادي ومن المتوقع أن ترتفع مساهمته في الناتج الإجمالي إلى 35 % في العام 2020، ما يعزز أهمية هذا القطاع كأحد الأعمدة الرئيسية لاقتصاد دبي. ومن المتوقع أن يستخدم المطار 89 مليون مسافر بنهاية العام الحالي.

وقد راهنت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على نجاح (بنات زايد) في اقتحام هذا المجال وكسب الرهان بفضل الدعم الكبير الذي تقدمه لهن (أم الإمارات) سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، التي شكلت مصدر إلهام للإماراتيات في مختلف القطاعات لا سيما في قطاع الطيران.

اختصاص نادر

قالت منى العبدولي نائب الرئيس للشؤون القانونية في مطارات دبي وإحدى أبرز القياديات الإماراتيات في مطارات دبي: إن دور المرأة الإماراتية في قطاع الطيران يعتبر مميزاً.

وعلى صعيدي الشخصي حققت إنجازات متعددة منها على سبيل المثال أن الدراسة التي أعددتها حول القانون الخاص المتعلق بحقوق المسافرين من لحظة دخولهم إلى المطار حتى الخروج منه، أصبحت مرجعا يعتمد عليه من قبل الإدارة العليا في مطارات دبي، كما إنها باتت محل دراسة من قبل بعض المطارات الإقليمية والعالمية التي تدرس تطبيقها داخليا.

وأضافت العبدولي: القضايا والعقود المتعلقة بقطاع الطيران متفرعة بشكل كبير، لذلك من الصعب أن تجمع كافة الخبرات القانونية المطلوبة في جميع التخصصات وإن كنا قادرين على ذلك، خاصة بعد أن أصبحت العقود الضامنة للاتفاقات أكثر تعقيدا عما سبق.

وبالتالي كان هناك حاجات دائمة للوقوف على آراء الخبراء في قضايا بعينها لضمان حقوق المؤسسة، لذلك قمنا بتوقيع اتفاقيات مع كونسورتيوم دولي يضم خبرات قانونية مختلفة لتوفير المشورة لنا عند الضرورة.

واستهدفت هذه الخطوة التي تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ مطارات دبي، توفير فريق عمل من المحترفين القانونيين لدعم وحدة الشؤون القانونية في مطارات دبي إذا ما اقتضت الضرورة ذلك، وفق أفضل الشروط من حيث سرعة الاستجابة لطلب موظفي الوحدة ودقة المعلومات وسهولة الحصول على الأجوبة الصائبة الدقيقة في الوقت المطلوب.

وأوضحت العبدولي أن الدعم للمرأة الإماراتية يأتي من أعلى المستويات من خلال توفير فرص العمل والتدريب والتطوير والتأهيل. ومن جهتها أثبتت المرأة الإماراتية أنها على قدر هذا التحدي.

وقالت إن التخصص في (القانون الخاص لحقوق المسافرين) يعتبر من التخصصات النادرة وأكاد أقول إن عدد المواطنات المتخصصات في هذا المجال لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، لذلك قبلت هذا التحدي وتمكنت من التفوق فيه وأعمل حاليا من خلال مطارات دبي على سداد جزء من حقوق الإمارات علينا كنساء إماراتيات أعطتنا قيادتنا الكثير وحان الوقت لكي نعطي من قبلنا من أجل الارتقاء ببلدنا ومجتمعنا.

خط الدفاع الثالث

من جانبها، قالت شيخة أحمد الجرمن نائب رئيس الضمان المؤسسي في مطارات دبي، إن عملي يتلخص في أنه خط الدفاع الثالث، وهو يتناول جزءا مهما من إدارة مؤسسة مطارات دبي، خاصة انه يتضمن بناء البنية التحتية الصحيحة من حيث الضمان المؤسسي والحوكمة، وهذا يعني إعادة هندسة العمليات في المطار بما تتضمنه من تحقيق معايير السعادة والابتكار وغيرها.

وأضافت الجرمن: «إن المرأة الإماراتية في مطارات دبي تعكس تطلعات الحكومة وحلم دولة الإمارات في تمكين المرأة وتعزيز دورها على المستوى المحلي والعالمي. ونحن في مطار دبي نمثل تطلعات مجتمعنا وحلم جيلنا في بناء مطار بات من أكبر المطارات العالمية.

مشيرة إلى أن المرأة الإماراتية التي تحملت الأعباء الأسرية وتمكنت من تحمل الأعباء السياسية، قادرة على أن تتحمل أعباء العمل في أكبر المطارات العالمية وقادرة على الحفاظ على سمعة دبي وعلى مقدراتها المالية.

وقالت الجرمن إن المرأة الإماراتية أخذت فرصتها لتمثيل الإمارات في جميع المجالات ونجحت في إثبات نفسها، وأضافت أن أكبر التحديات التي تواجهها المرأة والعاملون بشكل عام في مطار دبي هو تحدي العالمية، بمعنى أن أي شيء نقوم داخل المطار يجب أن يتوافق مع المعايير المحلية وكذلك مع المعايير واللوائح العالمية الصادرة عن المنظمات والهيئات الدولية التي تعنى بالطيران.

وأوضحت أن المرأة في الإمارات نجحت في اختصار الزمن، حيث انتقلت خلال فترة قصيرة لتصبح من الرائدات على مستوى العالم في العديد من المجالات.

أسلوب حياة

قالت أمل الحمادي رئيس التميز الحكومي والضمان المؤسسي والحوكمة في مطارات دبي إن التميز الحكومي في مؤسسة مطارات دبي بات يشكل أسلوب حياة، لذلك تمكنت المؤسسة من الفوز بالعديد من جوائز التميز خلال الفترة الماضية.

ولم نكن لنصل إلى هذه المستويات لولا دعم سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مطارات دبي، الذي راهن على المرأة الإماراتية في العديد من المجالات. وحول العمل في مطارات دبي، نجحت المرأة في هذا الرهان وأثبتت من خلال ما حققته من إنجازات على صعيد الطيران المدني ومطارات دبي أنها قادرة على منافسة الرجال بما يخدم آمال وطموحات دولتنا العزيزة.

وأضافت الحمادي إن التميز الحكومي في مطارات دبي يعتبر مسؤولية كبيرة، وتابغت: هناك العديد من المعايير التي نعمل على تطبيقها في مختلف المجالات بدعم من مختلف المستويات الإدارية، كما إننا نسعى باستمرار إلى تطوير الكوادر البشرية بشكل عام وتطوير المرأة الإماراتية بشكل خاص من خلال تنظيم العديد من ورش التوعية للتعريف بمعايير التميز للجيل الرابع التي تم تبنيها على مستوى حكومة دبي.

كما إننا نعمل في المؤسسة على تنفيذ العديد من البرامج التي تخص المرأة منها برنامج «المرأة الطموح» الذي تنفذه إدارة التعليم والتطوير في المؤسسة الذي يستهدف المرأة في المستويات الإدارية العليا.

وأضافت إن اتساع قاعدة العملاء الذين نتعامل معهم في مطارات دبي، التي تعد نحو 84 مليون مسافر من مختلف الجنسيات والأذواق، يعتبر من أهم التحديات التي نواجهها كعاملين في هذا القطاع، حيث تمكنا من إثبات انفسنا الأمر الذي يظهر من خلال ارتقاء مؤسسة مطارات دبي على قائمة العديد من المؤشرات العالمية.

وقالت الحمادي: إن رسالتي للمرأة الإماراتية بشكل خاص أن الصعاب موجودة في مختلف القطاعات والأعمال، ولكنها تحتاج الى مزيد من الصبر والثقة في النفس، وعليها ان تعمل على تطوير نفسها باستمرار وعدم الوقوف عند المستويات التي وصلت إليها مهما كانت.

تذليل الصعاب

تمكنت المرأة الإماراتية من المساهمة جنبا إلى جنب مع أشقائها من الرجال في تذليل كافة الصعاب التي وقفت أمامها بحيث أصبحت عنصرا أساسيا في مسيرة البناء والتنمية الاقتصادية، خاصة أنها لم تدخر أي جهد في تحقيق ما تطمح إليه.

فاقتحمت مجالات كثيرة، كانت لعقود طويلة حكراً على الرجل؛ فحققت فيها نجاحات يشار إليها بالبنان لا سيما في مطار دبي الذي بات يتصدر العديد من المؤشرات العالمية في الكثير من المجالات.

سعادة المسافرين أهم أولويات قسم «الأجندة الحكومية»

قالت عليا السميطي رئيسة قسم الأجندة الحكومية والهوية الوطنية في مطارات دبي، الذي تم تأسيسه قبل أربعة أشهر بهدف مواكبة استراتيجية حكومة دبي وتطبيق الأجندة الحكومية: «يشمل عمل القسم، التطوير والإبداع واستشراف المستقبل واستشراف السعادة والهوية الوطنية. ونحن نسعى لتطبيق هذه المحاور في مطارات دبي استجابة للمبادرات الحكومية ولخطة دبي 2021 مشيرة إلى أن سعادة المسافرين أهم أولوياتنا في مطار دبي.

وأضافت: إن المرأة الإماراتية تلعب دوراً كبيراً في الارتقاء بمطار دبي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ومثال ذلك أن العنصر النسائي الإماراتي يغلب على العاملين في قسم الأجندة الحكومية. وجزء من عملنا هو تحقيق سعادة المسافرين من خلال التنسيق مع الإدارات الأخرى في المطار.دبي - البيان

الابتكار والتجديد شعار العمل في مطارات دبي

قالت ريم الصفار مدير مشاريع العمليات الجوية في مطار دبي وأول امرأة إماراتية في دبي تدخل مجال العمليات الجوية، إن كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله عندما قال لي يوم سلمني جائزة التميز الحكومي عن الموظف الميداني «شدي حيلك مسيرتك قد بدأت للتو».

لقد شكلت هذه الكلمات وما زالت دافعا كبيرا في مسيرتي المهنية لاسيما أن وظيفتي كانت محتكرة من الرجال لفترات طويلة، مضيفة : إن الابتكار والتجديد هما شعاري الدائم في العمل مشيرة إلى أنها عملت على ابتكار خارطة توضح الارتفاعات التي لا يجب تجاوزها في المطار وبمحيط 13 كيلو مترا خارج حرم المطار. وقد شكلت هذه الخارطة مرجعا لمنح التراخيص للأعمال داخل المطار وفي محيطه. دبي ــ البيان

Email