Ⅶما وراء الخبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل يحتاج رائد الأعمال إلى الأخلاق، أم أن الانتهازية والجشع دوافع قوية للنجاح؟ قد يختلف بعضنا على ذلك، لكن الأيام تثبت أن الاستدامة تنطبق على مجالات كثيرة مثل البيئة، وتصلح لتطبيقها على نشاطاتنا الحياتية وليس فقط العملية، وربما يكون أكثر ما يلفت في الحوار مع عمر البوسعيدي ضيف صفحة اليوم هو أخلاقياته التي تتجلى من خلال شيئين، أولهما نسبه فكرة المشروع إلى صديقه وشريكه، وعدم ادعائها لنفسه، وأيضاً عدم الكسل والتواكل على آخرين - حتى لو كانوا جهات حكومية - من أجل الحصول على متطلبات الحياة، وهو في الوقت نفسه متصالح مع ذاته، لم يعلن القطيعة مع الوظيفة التي يدعو إلى انتهاج طريق غيرها، بل يسعى للفكاك منها، عبر خطوات واثقة، قد تكون بطيئة لكنها أكيدة.

الغنى الأخلاقي هو ثروة رائد الأعمال وليس الأموال، فهو الذي يجعله مميزاً وقائداً للتغيير، وهذا لا يكون من دون تجارب حياتية ينغمس فيها منذ بداياته، ومرة أخرى نعود إلى البوسعيدي الذي بدأ مشوار الريادة منذ سن الثامنة عشرة، ومضى في هذا الطريق، ينهض من كبوة ليغدو أقوى، ولينهل من نبعِ الحياةِ تجاربَ عاشها في القطاع الخاص والعام، واستخلص عبرها في تجربته الريادية، التي يركز جزء كبير منها على تطوير الذات، وهو أمر مهم، فكثير من الجهات التي تدرب على الريادة تهتم بداية بتعرف الشاب إلى شخصيته إن كانت محافظة تميل إلى الوظيفة أم مغامرة تميل إلى ريادة الأعمال واستكشاف مناطق يجهلها الآخرون.

Email