مؤتمر فايننشال تايمز يبحث تحديات الشركات العائلية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بحث مؤتمر فايننشال تايمز حول الشركات، الذي أقيم بفندق سانت ريجيس دبي، الفرص والتحديات التي تواجه هذه الشركات حالياً. وتضمن المؤتمر سلسلة من الكلمات الرئيسة وجلسات الحوار وورش العمل التثقيفية.

وسلط المؤتمر، الضوء على أهمية الحوكمة الجيدة والأعمال الخيرية الاستراتيجية، كما استعرض الفرص المتاحة لمعالجة تحديات المنطقة، من خلال ريادة الأعمال القائمة على ممارسات الحوكمة الجيدة. ودعا إلى قياس أثر الأعمال الخيرية للتوصل إلى حلول فاعلة للتحديات الاجتماعية والبيئية الملحة.

وشملت قائمة المتحدثين الرئيسين، خلف الحبتور رئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور، وفادي غندور الرئيس التنفيذي لـ«ومضة كابيتال»، مؤسس شركة أرامكس. وركز خلف الحبتور رئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور، على الاستثمار في الاستدامة، كمفتاح لنجاح مستند إلى التنمية على المدى الطويل.

وقال إنه ألقى كلمة خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، متحدثاً أساسياً أمام أكثر من 1000 شخص من صنّاع القرار في المؤتمر السنوي الـ 24 لصنّاع السياسات العرب-الأميركيين، حيث تناول موضوع التخفيف من وطأة الفقر، مشدداً على أنه يجب أن تكون مكافحة الفقر أولوية في عالمنا.

مكافحة الفقر

وقال إننا يمكننا أن نكافح الفقر، عبر التفكير معاً وطرح المسألة على طاولة النقاش. لا بأس إذا فشلنا في المرة الأولى والثانية، المهم ألا نستسلم أبداً. يجب أن نستمر في تحفيز الآخرين، وقرع أبوابهم من أجل التلاقي ومناقشة السبل التي تتيح مساعدة الفقراء. فالفقر يؤدي إلى تفشّي الإرهاب والمخدرات.

ودعا صحيفة «فايننشال تايمز» وسواها من المنابر المماثلة، وجميع المسؤولين في هذا المجال، إلى أخذ هذه القضية على عاتقهم، واتخاذ خطوات للسير بها نحو الأمام. وأنا مستعد شخصياً للسفر إلى أي مكان في العالم، من أجل المشاركة في طاولات مستديرة أو اجتماعات أو مؤتمرات لاتخاذ قرارات في هذا الصدد.

وتوجه بالشكر إلى سامي القمزي مدير عام اقتصادية دبي، على العمل الرائع لاقتصادية بدبي، كما توجه بالشكر للدوائر الأخرى في حكومة دبي. وشدد على أن الإمارات هي المكان الأنسب للاستثمار، لا سيما في هذه الفترة. وقال إنها المكان الأنسب للاستثمارات المحمية، المحمية من كل شيء دون استثناء.

ففي بلادنا، يستفيد المستثمرون من الإعفاء من الضريبة، ويحصلون على الدعم من الدوائر الحكومية. وتبادر هذه الدوائر إلى اتخاذ الخطوات اللازمة سريعاً لدعم كل من يستثمر في هذه البلاد. والعائدات التي يحقّقها المستثمرون هنا، أعلى منها في أي مكان آخر في العالم.

وقال إنني اختبرت ذلك بنفسي، استثمرت في الخارج، وأدركت أن العائدات في الإمارات أعلى منها في أي مكان آخر في العالم.

فحكومتنا لا تتوانى عن تأمين التسهيلات اللازمة، وهذا ينطبق على مختلف الدوائر الحكومية، وأضاف: أقول هذا كله، لأنني أؤمن بهذا البلد، لديّ ثقة كبيرة به. أثق بالاستثمار في هذا البلد، نظراً لما يتمتع به من أمان وشفافية.

وقال: تنمو مجموعة الحبتور مع الإمارات، ونعمل بالتوازي مع حكومتنا، لأننا، نحن مالكو المجموعة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى جميع المستثمرين الآخرين أو رجال الأعمال، لا يمكننا أن ننجز شيئاً من دون حكومتنا. نعمل يداً بيد مع الحكومة هنا.

والحكومة تحتاج إلينا، تحتاج إلينا من أجل العمل معاً. علينا أن نرص صفوفنا، ونعمل معاً كي تتكلّل جهودنا ومخططاتنا بالنجاح وتؤتي بثمارها. التنسيق أمر مهم، وحمداً لله، تسير كل الأمور على ما يرام.

85 %

من جانبه، قال بدر جعفر الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع، مؤسس مبادرة بيرل، إن الشركات العائلية تسهم بأكثر من 85 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في الشرق الأوسط، لذلك، فإن أمامها فرصة كبيرة لتلعب دوراً أكبر وأكثر نشاطاً في التصدي للتحديات الكبرى التي تواجه هذه المنطقة.

وخلال جلسة حوار مع هوغو غرينهالغ رئيس تحرير مجلة فايننشال تايمز ويلث، تطرق جعفر في حديثه إلى الحوكمة المؤسسية والأعمال الخيرية وريادة الأعمال، محذراً الشركات العائلية في المنطقة من المخاطر التي قد تدمر قيمة شركاتهم أثناء انتقال تريليون دولار من الأصول العائلية من الجيل الثاني إلى الثالث (من شركة الأشقاء إلى تحالف أبناء العمومة)، خلال العقد القادم، في ظل عدم وجود هياكل مناسبة للحوكمة المؤسسية.

وأكد جعفر على ضرورة أن تسعى الشركات العائلية جاهدة لبناء أسس حوكمية متينة، تمكنهم من أن يصبحوا مزودين فعليين للحلول، في عصر يشهد العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وأشار إلى أن الإحصاءات العالمية، تظهر أن نحو 15 في المئة من الشركات العائلية تنهار، عندما تنتقل من الجيل الأول إلى الجيل الثاني، وأن نسبة كبيرة تبلغ 60 في المئة من المشاريع المملوكة للعائلات، تفشل في الصمود أمام تحديات الانتقال من الجيل الثاني إلى الثالث.

تبرعات

أشار الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع، إلى الفرص المتنامية أمام الشركات والأفراد، ليكونوا رواداً في إحداث تغييرات إيجابية، من خلال الأعمال الخيرية الاستراتيجية.

وفي معرض تعليقه على تقديرات البنك الإسلامي للتنمية، التي تقول إن مبالغ الزكاة والصدقات السنوية في الاقتصادات الإسلامية، تتراوح بين 200 مليار دولار إلى تريليون دولار، نوّه بالحجم الهائل للتبرعات التي يتم منحها، دون تطبيق أي نماذج حوكمة مناسبة لتعزيز أثر تلك التبرعات.

Email