مؤتمر مركز الدراسات يوصي بالاستفادة من تجربتها المتميزة

الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في تقليص الاعتماد على النفط

Ⅶخلال إحدى جلسات المؤتمر بمشاركة خليفة السويدي وأحمد الجروان ومقصود كروز وشملان العيسى | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت توصيات المؤتمر السنوي الثاني والعشرين لمركز الإمارات، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في ختام أعماله أمس، إلى الاستفادة من تجربة الإمارات في تنويع مصادر الدخل، ووضع أسس اقتصاد ما بعد النفط، مؤكدة أن الإمارات قطعت شوطاً كبيراً وناجحاً في تقليص اعتمادها على النفط ضمن مصادر الدخل القومي، كما نجحت في تعظيم مصادر أخرى للدخل ساعدتها على التعامل بنجاح مع انخفاض أسعار النفط.

كما أوصى المؤتمر الذي انعقد على مدار يومين تحت عنوان «المنطقة إلى أين: تحديات أسعار النفط» بإصلاح بعض مظاهر الخلل الهيكلي في بعض الاقتصادات الخليجية من خلال تخفيض النفقات، وقيام دول «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» بوضع خطط اقتصادية شاملة، قصيرة الأجل وطويلة الأجل بهدف توجيه اقتصاداتها إلى أنشطة غير نفطية، تساعد على تنويع مصادر دخلها القومي وتعدُّدها والإسراع في جهود التنمية المستدامة بوصفها أساس الانطلاق إلى مرحلة ما بعد النفط.

واختتمت أعمال المؤتمر أمس بكلمة ختامية للدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، رفع خلالها أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، لرعايته الكريمة للمؤتمر، ولدعمه المتواصل وغير المحدود لجميع فعاليات «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، وأنشطته البحثية والفكرية.

خارطة

وأشار إلى أن التوصيات المهمة، التي صدرت عن المؤتمر، تشكل خارطة طريق لكيفية التعامل مع هذه التطورات بشكل فاعل وبنَّاء أيضاً، مؤكداً أن «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» سيعمل على أن تصل هذه التوصيات المهمة إلى صانعي القرار، وإلى مختلف الجهات المعنية، سواء في دولة الإمارات العربية المتحدة.

أو في دول «مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، أو دولنا العربية كافة، من أجل تعظيم الاستفادة منها في بناء استراتيجيات تعزِّز الأمن والاستقرار والتنمية لدولنا جميعاً، وتضمن مستقبل أجيالنا القادمة.

ووجَّه المشاركون في ختام أعمال مؤتمر «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» السنوي الثاني والعشرين رسالة شكر وتقدير إلى قيادة دولة الإمارات برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لحرصها على الاستشراف الدائم للمستقبل، ووضع السياسات وفق قراءة دقيقة لمعطيات البيئات المحلية والإقليمية والدولية.

وأشادوا بالرؤية الرائدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مجال الاستعداد المبكر لمرحلة ما بعد النفط، وبناء اقتصاد وطني متنوِّع قائم على المعرفة، وثمَّنوا رؤية سموه حول وحدة أمن دول «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» والأمن القومي العربي، وجهوده الرائدة لمصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

أسعار النفط

وشهدت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر جلسة نقاش حملت عنوان «الاتجاهات المستقبلية لأسعار النفط وتأثيراتها المحتملة»، وترأسها الدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، بالإمارات، وتحدث فيها الدكتور بسام فتوح مدير معهد أكسفورد لدراسات الطاقة وأستاذ المالية وإدارة الأعمال في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية جامعة لندن، بالمملكة المتحدة، حيث تناول مستقبل أسعار النفط والمتغيرات الجديدة في خريطة النفط العالمية.

مستويات

أما الدكتور محمد عبدالرحمن العسومي، خبير الشؤون الاقتصادية، في الإمارات فقد تطرق إلى واقع منظمة «أوبك» ومستقبل دورها في سوق النفط العالمية، مشيراً إلى أنه في كل مرة تنخفض فيها أسعار النفط إلى مستويات متدنية قياسية تواجه معها البلدان المنتجة للنفط تحديات جديدة قد تختلف عما سبقها من تحديات.

بيئة إقليمية

وجاءت الجلسة الرابعة، تحت عنوان «الإمارات في مواجهة بيئة إقليمية مضطربة»، ترأسها الإعلامي الدكتور خليفة السويدي، وشارك فيها أحمد بن محمد الجروان الشامسي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، رئيس البرلمان العربي السابق.

والذي أشار إلى أن التحديات التي يفرضها انخفاض أسعار النفط لمستويات قياسية، تتطلب الحفاظ على معدلات التقدم والنمو الاقتصادي المستهدفة، وذلك من خلال الاستثمار في مواردنا البشرية، وإعداد الكوادر المؤهلة لفتح آفاق اقتصادية جديدة في مختلف مجالات الاستثمار.

معرفة

شددت التوصيات على ضرورة زيادة الاهتمام بإنتاج المعرفة من خلال تهيئة كل من البيئة التشريعية والاقتصادية الملائمة، بما يؤدي إلى توفير الظروف المناسبة لهذا العنصر المهم الذي يمكن أن يوفر مصدراً آخر من مصادر الدخل في دول «مجلس التعاون لدول الخليج العربية».

Email