بحضور رئيس أرمينيا والمنصوري ومسؤولي 380 شركة من 10 قطاعات حيوية

ملتقى لتعزيز استثمارات الإمارات في الأسواق الأرمينية

■ سيرج سركيسيان وسلطان المنصوري ومحمد ثاني الرميثي وكبار المسؤولين خلال الملتقى في أبوظبي | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نظمت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي ملتقى الاستثمار الإماراتي الأرميني بحضور سيرج سركيسيان رئيس أرمينيا ومعالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد.

و محمد ثاني مرشد الرميثي رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة رئيس مجلس إدارة غرفة أبوظبي وعدد من كبار المسؤولين في الدولة ورؤساء ومدراء 380 شركة من الإمارات وأرمينيا. وركز الملتقى على تعزيز استثمارات الإمارات في أرمينيا.

وأعلن سيرج سيركسيان رئيس جمهورية أرمينيا إعفاء مواطني الإمارات من التأشيرة اعتباراً من أمس. ودعا رجال الأعمال والمستثمرين والشركات الإماراتية لتكثيف استثماراتهم في بلاده وخاصة في مجالات الزراعة والصناعات الغذائية وتصنيع المجوهرات والقطاع السياحي والمناطق الحرة المتخصصة في تصنيع المجوهرات والألماس والتقنيات المبتكرة التي تتمتع بإعفاء ضريبي وإعفاء تام من الرسوم الجمركية.

وقال إن مجالات التعاون بين بلاده والإمارات تطورت خلال السنوات القليلة الماضية وذلك بفضل دعم قيادة البلدين الصديقين. وأكد على أهمية انعقاد ملتقى الاستثمار الإماراتي الأرميني تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يحرص على توسيع العلاقات الاقتصادية الأرمينية الإماراتية وفتح آفاق جديدة للشركات ورجال الأعمال والمستثمرين في البلدين الصديقين، موجهاً الشكر لسموه على رعايته الكريمة لهذا المنبر الاقتصادي الهام.

وقال فخامته إن علاقات الصداقة بين الشعبين الأرميني والعربي علاقات قديمة تمتد لقرون عدة إلى يومنا هذا وعلى هذا الأساس انطلقت مسيرة علاقات التعاون بين أرمينيا ودولة الإمارات العربية المتحدة في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، مؤكداً على أن من واجبنا اليوم تعزيز وترسيخ هذا الإرث الغني والنوعية المميزة لعلاقات البلدين.

وأشار إلى أن قطاع الزراعة والصناعات الغذائية والمناطق الحرة المتخصصة بالمجوهرات والتقنيات المبتكرة توفر فرصاً مميزة واستثنائية للمستثمرين من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تعتبر منصة فاعلة للانطلاق نحو أسواق الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والاتحاد الأوروبي ودول منطقة الشرق الأوسط .

وهذا أهم ما توفره السوق الأرمينية من مزايا للمستثمرين الإماراتيين، وتحدث عن الفرص المميزة للاستثمار التي يوفرها القطاع السياحي في بلاده، مشيراً إلى ارتفاع عدد السياح الإماراتيين الذين زاروا بلاده في 2016 بنسبة 44%.

وقال معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد: يشرفني بدايةً أن أتقدم بأصدق التحية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على رعايته الكريمة لهذا الحدث الذي تشرف بحضور ومشاركة الرئيس سيرج سركيسيان، رئيس جمهورية أرمينيا في أعماله.

قوة العلاقات

وأكد المنصوري أن هذه الرعاية والحضور الكريمين إنما يؤكدان قوة العلاقات الثنائية بين الإمارات وأرمينيا الصديقة، ويعكسان الرغبة المشتركة لقيادتي البلدين الصديقين في تطوير مستوى هذه العلاقات والارتقاء بها نحو مرحلة جديدة تتميز بالنشاط والفرص التنموية الكبيرة التي تحقق مصالحهما المشتركة وتدعم رؤاهما في التنمية والازدهار.

وقال المنصوري إن القيادة الرشيدة للدولة تبنت منذ تأسيسها نهجاً حضارياً يقوم على مبادئ الانفتاح على مختلف دول العالم، وأعطت أهمية كبرى لبناء علاقات اقتصادية متينة مع كافة الشركاء قائمة على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة، على نحو يعزز تنافسيتها في الأسواق الخارجية ويخدم مصالحها التجارية والاستثمارية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

مشيراً إلى أنه ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وأرمينيا في يناير عام 1989 شهدت هذه العلاقات نمواً وتطوراً ملحوظين وتنامت وازدهرت باستمرار في مختلف المجالات على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وهناك اهتمام متزايد بتنمية هذه العلاقات وتعزيزها خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين.

وأوضح أن علاقات البلدين شهدت محطات هامة على طريق تطويرها وتعزيزها، ولعل من أبرز تلك المحطات زيارة فخامة الرئيس الأرميني لدولة الإمارات في نوفمبر 2016 وما تخللها من مباحثات، وخاصة اللقاء مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات التنموية والاقتصادية والاستثمارية وزيادة التبادل التجاري وغيرها من أوجه التعاون القائمة على خدمة المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين، مؤكداً أن هذا الملتقى المتميز ترجمة عملية لهذا التوجه.

حيث يوفر منصة مثالية نسعى من خلالها إلى تعميق الشراكة بين دولة الإمارات وجمهورية أرمينيا، وتحديد أطر التعاون التجاري والاستثماري التي تنسجم مع الأجندة الاقتصادية لكلا البلدين.

وأشار المنصوري إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين شهد تطوراً ملحوظاً، حيث بلغ إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات وأرمينيا في عام 2015 حوالي 102 مليون دولار، شاملاً التجارة عبر المناطق الحرة، في حين سجل خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2016 ما مقداره 88.3 مليون دولار.

وهذا يعطي مؤشراً أولياً على أن تجارة البلدين تتجه إلى النمو، مؤكداً أن هذه الأرقام لا تتناسب ومستوى العلاقات السياسية ولا تعكس الإمكانات والفرص المتاحة.

ولا تلبي تطلعات البلدين الصديقين قيادة وشعباً، ومن هنا تبرز أهمية مثل هذا الملتقى الذي من شأنه أن يعزز أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري، ويقوي الروابط بين مجتمع الأعمال الإماراتي ونظيره الأرميني، ويزيد الزخم التجاري والاستثماري عبر جملة من القطاعات ذات الاهتمام المشترك.

وأكد أنه رغم معدلات النمو المتواضعة لكثير من الاقتصادات حول العالم، فقد حقق الاقتصاد الإماراتي نمواً في الناتج المحلي الإجمالي وصل إلى 3.8% عام 2015، وتشير توقعاتنا للعام الحالي إلى استمرار النمو بنسبة تراوح بين 3.5 و 4 % في مؤشر واضح على مواصلة التقدم الاقتصادي بإيجابية وتنافسية.

ووجه وزير الاقتصاد الدعوة للشركات ومجتمع الاستثمار ورجال الأعمال في أرمينيا إلى الاستفادة من هذه الحوافز التنموية الكبيرة، واستكشاف الفرص الواعدة التي تتيحها بيئة الأعمال الإماراتية في جملة واسعة من القطاعات، تشمل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والصناعة، والسياحة والضيافة، والخدمات المالية.

والتشييد، والعقارات، والتجارة، وقطاعات الاقتصاد الإسلامي وغيرها، مؤكداً أن المستثمر الأرميني سيكون موضع ترحيب كبير في الإمارات وسيحظى بكامل الدعم والتعاون الذي يحتاج إليه لتحقيق النجاح، نواصل دعمنا للمستثمر الإماراتي الراغب في التوجه نحو القطاعات النشطة والفرص المجزية في الاقتصاد الأرميني.

ونحن على ثقة بأنه سيجد التسهيلات التي يحتاج إليها لتأسيس نشاطه الاقتصادي وتوسيع استثماراته في هذا البلد الصديق الذي يزخر بإمكانات واعدة ومتنوعة.

شهد الملتقى تنظيم 200 لقاء عمل ثنائي بين المستثمرين ورواد الأعمال من الإمارات وأرمينيا. وأعرب محمد ثاني مرشد الرميثي رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة رئيس مجلس إدارة غرفة أبوظبي عن بالغ شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على تفضله برعاية هذا الملتقى، مما يعكس حرص سموه على دعم شركات ومؤسسات القطاع الخاص في إمارة أبوظبي والدولة وتوفير أفضل الظروف الاستثمارية لها.

Email