المجموعة تمتلك ميزانية قوية جداً وسيولة كافية لاقتناص الفرص المجزية

سلطان بن سليم: وضع تشغيلي قوي لموانئ دبي العالمية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، أن موانئ دبي العالمية تتمتع بوضع تشغيلي قوي على المستوى العالمي، نتيجة لانتشار الموانئ ومحطات الحاويات التي تديرها الشركة في دول واقتصادات تمثل بين 40% إلى 50% من الأسواق العالمية لخدمات الموانئ، ما يجعلها تتفوق على منافسيها الذين يتأثرون بدرجة كبيرة بما تشهده بعض المناطق العالمية من تراجع في الطلب على خدمات الموانئ، نتيجة لتركز موانئهم وأعمالهم في هذه المناطق.

وأوضح في مقابلة مع قناة بلومبيرج العالمية أن موانئ دبي العالمية تحقق نجاحاً كبيراً في تنفيذ استراتيجيتها لتعزيز نشاطها على مستوى وجهات الشحن الإقليمية، حيث تفوق أعمال الشركة على المستوى الإقليمي نسبة 70% من إجمالي أعمالها، مقابل نسبة تقل عن 20% لأعمال المنافسين على المستوى الإقليمي من إجمالي أعمالهم، الأمر الذي يعد من العوامل المهمة التي تدعم وضع الشركة التشغيلي مقارنة بالمنافسين.

100 مليون حاوية

وأوضح أن النمو في أعمال الشركة يرتبط بالتوسعات التي يمكن تنفيذها تجاوباً مع الزيادة في معدلات الطلب. فالطاقة الاستيعابية الحالية للشركة تبلغ مناولة 86 مليون حاوية نمطية سنوياً، والهدف هو الوصول إلى مناولة 100 مليون حاوية نمطية سنوياً إذا كان الطلب يسمح بذلك، فلا يمكن الوصول إلى هذه السعة دون وجود طلب.

ميزانية قوية جداً

وقال رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية: توسع موانئ دبي العالمية في الاستثمارات الجديدة مدروس جيداً ويعتمد على زيادة الطلب من العملاء، فنحن نوجه أعمالنا إلى حيث يريد عملاؤنا، وكل ما نستثمره يجب أن يكون مقروناً بوجود حاجة فعلية، فهذه هي استراتيجيتنا في موانئ دبي العالمية. وسنكون متواجدين في أي مكان يطلبنا فيه عملاؤنا.

ولدينا على الدوام سيولة مالية كافية للاستفادة من الفرص. وفي الوقت الحالي لدينا ميزانية قوية جداً ونملك سيولة كافية لاقتناص الفرص المتاحة، وسنستخدمها فقط عندما نجد فرصة قابلة للاستمرارية».

وقدّم سلطان أحمد بن سليم قراءته للتطورات التي تشهدها أهم الاقتصادات في العالم، وتأثيرها على أعمال موانئ دبي العالمية، موضحاً أن ما يشهده الاقتصاد الصيني من تحولات يرجع إلى رغبة الصين بالمحافظة على الميزة الأساسية لاقتصادها مقارنة بالاقتصادات العالمية الأخرى؛ والمتمثلة في القدرة على الإنتاج بأقل تكلفة بفعل الانخفاض النسبي في أجور الأيدي العاملة.

وهذه الميزة أصبحت في خطر الآن نتيجة لارتفاع الأجور. وقال إن لدينا 3 موانئ ومحطات للحاويات نطورها ونديرها في«تشينغداو» و«تيانجين» و«ينتاي» بالصين. ونشاهد أن هناك محطات للحاويات في الصين تواجه زيادة قدرها 20% سنوياً في أجور العمال في السنوات السبع الأخيرة.

ولذلك تعمل السلطات الصينية على اتخاذ كافة الإجراءات لمعالجة هذا الارتفاع، من خلال نقل مراكز التصنيع من الخط الساحلي، حيث تشهد هذه المراكز ارتفاعاً مستمراً في أجور الأيدي العاملة، لأنها تعد بيئة عمل صعبة للسكان تجعلهم يتركون العمل إذا لم يتقاضوا أجوراً كبيرة. ولذلك تعمل السلطات على إقامة مراكز التصنيع الجديدة في منطقة أوراسيا على حدود الصين مع كازاخستان لكي تكون هذه المراكز قريبة من أسواق المستهلكين في أوروبا، بينما ستتخصص مراكز التصنيع الساحلية في الصين بالتصدير إلى دول جنوب شرق آسيا.

الهند

وحول التطورات التي يشهدها الاقتصاد الهندي، قال سلطان أحمد بن سليم: رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي أثبت جدارته عندما كان يشغل منصب رئيس وزراء غوجارات. ولديه خبرة وسجل من الأعمال جيدة للغاية، وقدم العديد من المبادرات. لكن إذا قارنت بين الصين والهند ستجد الكثير من أوجه التشابه وأوجه الاختلاف، فلايزال أمام الهند الكثير لتنجزه كي تصبح مثل الصين. ففيما يتعلق بقطاع الشحن وتحديداً الحاويات لدينا 6 محطات للحاويات هناك ويتراوح إجمالي الحاويات في الهند بين 10 - 14 مليون حاوية، أما في الصين، فيوجد 100 مليون حاوية. وفيما يخص عدد السكان فهما متقاربتان نسبياً، لكن الهند تعاني من مشاكل لوجستية، فلو نظرنا إلى مجال الغذاء وتحديداً القمح، هناك هدر يصل إلى 50 مليون طن من القمح بسبب سوء التخزين».

النفط

وحول تأثير ضعف النمو في الولايات المتحدة، والانخفاض في أسعار النفط، والأوضاع السياسية في المنطقة على الأداء الاقتصادي الإقليمي والعالمي، قال رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية: هناك دائماً فائزون وخاسرون في الاقتصاد العالمي، وإذا نظرنا إلى مجال عملنا في صناعة الموانئ على سبيل المثال، فإن انخفاض أسعار النفط يؤدي إلى تراجع كلفة الوقود بالنسبة لخطوط الشحن، وهذا أمر إيجابي يعوض جزئياً الصعوبات التي يواجهها قطاع الشحن نتيجة لتراجع أسعار النفط. كما أن القوة الشرائية ترتفع في بعض الدول عندما تنخفض أسعار النفط، خصوصاً في أسواق شرق أفريقيا؛ وهي تعد من الأسواق التي تشتري نسبة كبيرة من احتياجاتها من دبي.

وقال سلطان أحمد بن سليم: ظلت السوق الأوروبية راكدة لمدة طويلة، ما يُعتبر معه أي نمو يحدث فيها - وإن كان ضئيلاً- نمواً كبيرًا نسبياً بالمقارنة مع حالة الركود الطويلة التي سادتها. فقد وصلت أوروبا إلى الحد الأدنى من النشاط الاقتصادي، ولا سبيل أمامها الآن إلا أن تتجه نحو الانتعاش، ولذلك أتوقع أن نرى بعض النمو هناك، ولكن لا نتحدث عن نمو كبير بالطبع».

نتائج

قال سلطان أحمد بن سليم إن موانئ دبي العالمية حققت نتائج جيدة للغاية في العام الماضي على مستوى الأرباح الإجمالية. وبالنسبة لحجم العمل في العام الحالي 2016، فلا يمكن توقعه بناء على الأداء في الربع الأول من العام الحالي، ومقارنته مع الربع الأول من العام الماضي، لأن بعض أنشطة الشركة حققت في الربع الأول من العام 2015 أداءً أفضل من المتوقع.

Email