سدود السحب وتقلبات المناخ وتحطم أحد الأجنحة أبرز العقبات

سولار إمبلس 2 قطعت 17177 كيلو في 257 ساعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن الطياران أندريه بور شبيرغ، وبيرتراند بيكارد، قائدا طائرة سولار إمبلس 2 المشروع التقني والبحثي المدعوم من شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» يصدقان وهما يتحدثان لـ«البيان الاقتصادي» فجر يوم الاثنين 9 مارس الماضي في مطار البطين عند إقلاع الطائرة لرحلتها التاريخية حول العالم من دون قطرة وقود واحدة أن يقطعا نحو 17 ألفاً و177 كيلو متراً في 257 ساعة و32 دقيقة طيران.

أي ما يشكل 10 أيام و7 ساعات طيران متواصلة بسرعة، تتراوح بين 70 كيلو متراً إلى 120 كيلو متراً في الساعة الواحدة، وأن تطير الطائرة فوق المحيط الهادي لمدة 4 أيام و22 ساعة ودقيقة بصورة متواصلة من دون توقف وتعبر من الصين واليابان إلى أميريا.

يومها قال بير تراند بيكارد، سنحاول تسجيل رقم قياسي عالمياً بعبور المحيط الهادي، وقد ننجح وقد نفشل، ولو نجونا أو توفينا فإن التاريخ سيخلدنا، وسيجيء بعدنا من يحاول، ورسالتنا واضحة هي تشجيع استخدام الطاقة المتجددة.

وبعد 117 يوماً من إقلاع الطائرة من أبوظبي تحقق الحلم ودخل الطياران أندريه بور شبيرغ وبيرتراند بيكارد تاريخ البشرية من أوسع أبوابه، بعد أن عبرت أول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية المحيط الهادي، وظلت تطير من دون توقف نحو 5 أيام متواصلة بعدد ساعات يصل إلى 118 ساعة.

وواجهت الطائرة خلال رحلاتها تحديات وعقبات عدة اضطرتها لتأجيل مواعيد رحلاتها، وكان أبرز تلك العقبات سدود السحب الكثيفة في المحيط الهادي، وتقلبات المناخ في الصين وبورما، وعدم سطوع الشمس لفترات طويلة، وعدم توفر المطارات الآمنة وتحطم أحد أجنحتها.

وتعد مدينة هاواي الأميركية هي الرحلة الثامنة والوجهة التاسعة للطائرة، وتواصل الطائرة رحلاتها بعد ذلك إلى مدينة فينسكي في ولاية أريزونا الأميركية ومدينة أخرى في أميركا ثم إلى أوروبا لتعود إلى أبوظبي خلال شهر أغسطس المقبل لتسجل بذلك رقماً قياسياً تاريخياً لأول طائرة تطير حول العالم بالطاقة الشمسية، ما يفتح الباب إلى استخدامات أوسع للطاقة المتجددة.

تغيير البرنامج الزمني

وصلت طائرة سولار إمبلس 2 إلى مدينة هاواي الأميركية مساء الجمعة الماضية باعتبارها المحطة الثامنة لها، علماً بأنه وفقاً لمخطط الرحلة التي أعلنها الطياران في مؤتمر صحافي في مطار البطين يوم 8 مارس الماضي أن تكون هاواي الأميركية هي المحطة السابعة، وأن تصلها الطائرة أول مايو 2015 ،وليس يوم 3 يوليو أي بتأخير يزيد على شهر.

وعلى غير المتوقع قطعت الطائرة نحو 17 ألفاً و177 كيلو متراً انطلاقا من أبوظبي إلى هاواي الأميركية في نحو 257 ساعة و32 دقيقة، وزادت المسافة المقطوعة بما لا يقل عن ألفي كيلو متر على الأقل بعد أن اضطرت الطائرة إلى الهبوط الاضطراري في مدينة ناجويا اليابانية، وهي محطة الطوارئ، التي هبطت إليها الطائرة بعد أن كادت سدود السحب الكثيفة في المحيط الهادي أن تعصف بها وبلغت المسافة التي قطعتها الطائرة للوصول إلى ناجويا 1712 كيلو متراً واستغرقت منها 44 ساعة إضافية.

وانطلقت الرحلة الأولي للطائرة من مطار البطين في أبوظبي إلى مطار مسقط في سلطنة عمان حيث قطعت 432 كيلو في 13 ساعة، وانطلقت الرحلة الثانية من مطار مسقط في سلطنة عمان إلى مطار أحمد آباد في الهند، حيث قطعت 1465 كيلو متراً في 16 ساعة، وبدأت الرحلة الثالثة للطائرة من مطار أحمد آباد إلى مطار مدينة فاراناسي الهندية التاريخية.

وقطعت 1083 كيلو في 13.5 ساعة، أما الرحلة الرابعة فقد انطلقت من مطار فاراناسي في الهند إلى مطار مدينة ماندالاي في بورما، حيث قطعت 1385 كيلو في 15.5 ساعة، وأقلعت الطائرة في رحلتها الخامسة من مطار ماندالاي إلى مطار مدينة تشونغتشينغ في الصين، حيث قطعت 1495 كيلو متراً في 20 ساعة، وانطلقت في رحلتها السادسة من مطار تشونغتشينغ الصينية إلى مطار مدينة نانجينغ الصينية حيث قطعت 1344 كيلو متراً في 17 ساعة و22 دقيقة.

أما الرحلة السابعة وهي الرحلة الطارئة التي لم يكن مخططاً لها، فقد كانت من مطار مدينة نانجينغ الصينية إلى أحد المطارات في مدينة ناجويا اليابانية، حيث قطعت الطائرة 1712 كيلو في 44 ساعة، وهبطت بشكل اضطراري بعد أن تأكد الطيار أندريه بور شبيرغ من هلاك الطائرة، بسبب سدود السحب التي واجهته أثناء الطيران على المحيط الهادي وتقلب الأجواء المناخية بصورة مقلقة، وتمثلت الرحلة الثامنة للطائرة من مطار مدينة ناجويا اليابانية إلى مطار هونو لولو في هاواي الأميركية بعد أن قطعت الطائرة 8261 كيلو متراً في 118 ساعة ودقيقة.

تأجيل الرحلات

حساسية مكونات وأجواء الطائرة باعتبارها أول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية في العالم تعبر المحيط الهادي من دون توقف فرض عليها تأجيل مواعيد انطلاق رحلاتها الثمانية خاصة بعد أن توفر فرقاً فنياً ذا كفاءة عالية في مركز التحكم والمراقبة التابع للطائرة في جزيرة موناكو، حيث أخبر الطياران بأية تقلبات متوقعة في الأجواء المناخية.

انطلقت سولار إمبلس 2 في تمام الساعة السابعة وعشر دقائق من صباح التاسع من مارس من مطار البطين الخاص في أبوظبي متأخرة، حيث كان من المقرر أن تقلع في تمام الساعة السادسة والنصف إلا أنها أقلعت في السابعة وعشر دقائق، بسبب إجراءات فحص دقيقة لوسائل اتصال الطائرة بغرفة التحكم الرئيسة المتواجدة في موناكو، ويتواجد بها 150 شخصاً يتابعون الطائرة خلال رحلتها التي تستغرق خمسة أشهر حول العالم.

وخلال هبوطها وتواجدها في مطارات مسقط وأحمد آباد وفاراناسي وماندالاي في الهند وبورما لم تواجه الطائرة عقبات تذكر، وطارت إلى وجهاتها الأربع من دون تأخير يذكر، إلا أن التأخير ظهر في مطار مدينة تشونغتشينغ في جنوب الصين، الذي وصلته سولار إمبلس 2 يوم 31 مارس الماضي قادمة من مطار مدينة ماندالاي في دولة مانيمار(بورما)، حيث كان من المقرر بقاؤها في المطار لمدة يوم واحد أو أقل من يوم واحد، تمهيداً للانطلاق إلى مطار مدينة نانجينغ الواقعة في مقاطعة جيانغسو جنوب شرقي الصين.

إلا أن سوء الأحوال الجوية اضطرها للبقاء في مطار مدينة تشونغتشينغ لمدة 13 يوماً، ثم طارت الطائرة يوم الاثنين 20 أبريل الماضي من مطار مدينة تشونغتشينغ إلى مطار مدينة نانجينغ، ووصلته ظهر الثلاثاء 21 أبريل بعد أن قطعت مسافة تصل إلى 1344 كيلو متراً في 17 ساعة و22 دقيقة، وكان من المقرر أن تمكث في مدينة نانجينغ إلى نهاية أبريل لتنطلق في رحلتها السابعة إلى هاواي الأميركية أول مايو، إلا أن سوء الأحوال الجوية أخرتها مرة أخرى

أجواء الصين المتقلبة

يحكي لنا الشاب المواطن حسن مريشد الرديني، العضو الإماراتي في فريق «سولار إمبلس2» الموظف في قسم الاتصالات والتسويق في شركة مبادلة في تصريحات لـ« البيان الاقتصادي» حقيقة تأجيلات رحلات الطائرة خاصة في الصين .

فيوضح أنه كان متوقعاً أن تبدأ الطائرة رحلتها السادسة من مدينة تشونغتشينغ في جنوب الصين إلى مدينة نانجينغ الواقعة في مقاطعة جيانغسو جنوب شرقي الصين إلا أن سوء الأحوال الجوية أدي إلى تعذر الرحلة وتم التأجيل أكثر من 4 مرات، وفي كل مرة كان الفريق الفني المصاحب للطائرة على متن طائرتين مدنيتين ينهي إجراءات الصيانة الشاملة ويستعد للإقلاع إلا أننا كنا نفاجأ برسائل عاجل من مركز التحكم والرقابة في الطائرة في جزيرة موناكو تطالب بالتأجيل.

وقال، مواعيد الرحلات لم يكن يتحدد بشكل نهائي، لكننا كنا نعتقد أن التأخير لن يطول، لأن الطيارين والفريق الفني كان مصمماً على الوصول إلى محطاته المقبلة حتى يتسنى تنظيم أهم فعاليات الرحلة التثقيفية والتوعوية، بالتعاون مع الشركات الداعمة لفكرة مشروع الطائرة.

ورافق طائرة سولار بلس 2 طائرتان مدنيتان، حيث كانت تسافر الطائرة الأولي قبل الطائرة الشمسية بنحو يومين لاستطلاع الأجواء وترتيب إجراءات الرحلة المقبلة، بينما تطير الطائرة الثانية بعد طائرة سولار بلس 2 بنحو ساعتين لمراقبة الأجواء وتقديم أية مساعدات فنية للطائرة، كما كان مركز التحكم والسيطرة المركزي في موناكو يقوم بمتابعة الطائرة وينشر صورها وأحدث أخبارها على شبكة الإنترنت.

وقرر مركز الرقابة والتحكم تأجيل قيام الرحلة السادسة مرات عدة، وقد كان سبب التأجيل عدم استقرار الأحوال الجوية، إضافة إلى إجراء صيانة شاملة للطائرة، خاصة أن الطيار بيرتراند بيكارد تحمل مشاقا كثيرة في الرحلة الخامسة، حيث طار على جبال الهملايا لمدة وصلت إلى نحو 15 ساعة، واضطر فيها إلى الاستعانة بالأكسجين، كما انخفض شاحن بطارية الطائرة الرئيس لأول مرة إلى نحو 30%.

تغييرات

أدت الظروف الجوية السيئة في الصين إلى إحداث تغييرات في البرنامج الزمني للطائرة، حيث كان من المتوقع أن تطير الطائرة من الصين أوائل مايو الجاري إلى هاواي الأميركية وذلك بعد قضاء نحو شهر (شهر أبريل) في الصين لترويج مشروع الطائرة إلا أن الظروف الجوية تسبب في تأخير الطائرة عن الإقلاع إلى الولايات المتحدة الأميركية.

Email